;
أحمد غراب
أحمد غراب

شعب على بياض 2402

2011-11-23 05:28:37


حاول تقرأ المقال بسرعة قبلما تطفي الكهرباء.
رغم أني أعتقد أن حل أزمة اليمن لا يكمن في توقيع أو بصمة أو حتى يمين غموس، إلا أنني أتساءل: هل يمكن أن تتوقف حياة شعب بأكمله على شخطة قلم؟ خصوصاً وأننا شعب " شيك على بياض "، منذ عقود نتقطرن ونوقع ونختم ونبصم بالعشر والعشرين ونعمد لهم توكيلات وبصائر وشيكات على بياض في كل شيء، نفعل ذلك ونحن" مغمضين " ومن غير أي ضمانات أو شروط، وطبعاً مش معقول بعد عقود من التوقيعات الشعبية يدوخونا الدوخة هذه كلها علشان "توقيع"؟!.
يفترض ديمقراطياً أن التوقيع هذا يكون أمراً اعتيادياً، فهو عبارة عن إخلاء عهدة، فالحاكم الذي يخلي عهدته من الكرسي كالموظف الذي يخلي عهدته من جهاز كمبيوتر أو ما شابه، لفظ الكرسي لم يعد يستخدم إلا في بلداننا، أما في البلدان المتحضرة فهي لا تعني شيئاً لا نفوذا ولا منافع، ولا غرامات، متغيرة كالجو والمطر، بقاؤها أو زوالها مرهون بمدى منفعتها للناس، وقوتها مستمدة من قوة المؤسسات والقرارات التي تنظم حياة الناس وتساعدهم وتوفر لهم متطلباتهم.
 أما في بلداننا مشكلة المسؤولين أنهم تعودوا على توقيع أوامر الصرف فقط، أما الانصراف فهذه التوقيعات لم يألفوها، مع أن كل من على هذه الأرض من بشر سينصرفون عن الحياة الدنيا وبدون توقيعات، فكافة المخلوقين ليسوا سوى عابري سبيل وزائرين مغادرين " لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار".
وحتى اللحظة لم تسجل حالة عربية واحدة تركت السلطة سلاماً بسلام، استثناء عبدالرحمن سوار الذهب، أما البقية فالكبر منعهم من الانقياد لمبادئ إنقاذ شعوبهم وعصمة الدماء، فكانت الخاتمة من جنس العمل وما بكت عليهم شعوبهم ولا هم انتظروا وظلوا على عروشهم وتلك حكمة الله فالذي يعيش للكرسي يعيش صغيراً ويموت صغيراً والذي يعيش لشعبه يعيش كبيراً ويموت كبيراً وأشقى الكراسي هو الكرسي الذي يشقى بالشعب، اليوم كرسي ولا حساب وغداً حساب ولا كراسي.
ومن غبائنا نحن العرب أننا نتعامل مع الجلوس على الكرسي على أنه نعمة والتخلي عنه نقمة، حتى أن عندنا الكراسي مثل الطاوية مسكونة بهاجس العفاريت ويأجوج ومأجوج، وهاروت وماروت والبرامكة، والعمالقة، والمقاوتة.
والحقيقة المفروضة على هذا الشعب أنه نتيجة لفقره والظروف القاسية التي تحاصره وارتفاع نسبة الأمية وجد نفسه في وضع "المفارع" بدلاً من وضع "المدافع عن حقوقه"، خصوصاً في ظل توالي الأحداث المؤسفة في مصر والخسائر المادية المرعبة في ليبيا، فضلاً عن انهار الدماء التي سالت في سوريا، كل ذلك جعل هذا الشعب يرى التوقيع حلاً يختصر المآسي والحروب التي يمكن أن تحدث في ظل تسلح معظم الإطراف.
ما أعتقده أن هناك صراعاً شديد على المصالح، هذا الصراع هو سبب ضياع حق الشعب الذي لن يصل إلى حقوقه إلا عندما يصبح طلاب الحرية أكثر من طلاب المصالح.
" وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد "
عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
Ghurab77@gimil.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد