;
أحمد غراب
أحمد غراب

المقامة العرقوبية 3102

2011-12-07 05:27:34


حدثنا أحمد بن غراب، قال رأيت من المماطلة في اليمن مايشيب له ريش الغراب، ويرجع الشايب شباب من كثرة ما ينفق من أوقاته في الملاحقة بعد مستحقاته.
وعن أبيه عن جده أنه انتشر في أرض سبأ وتبع، وباء يشيب من هوله الأطفال الرضع، يسمونه مرض الشجاع الأقرع، هم المماطلون، البخس البخس والنحس النحس، ضميرهم أصلع، وقلوبهم من حجارة خوفو وخفرع ومنكرع.
ومرض المماطلة، مرض عجز عن علاجه الدكاترة والصيادلة، ولم تنفع فيه شعوذات التنابلة، ولاعلوم الحنابلة وهو مزيج من فيروسات الطمع، وبكتيريا الشجع، ونوبات الصرع، ودقات البرع.
والمماطلون هم قوم مربلون، لايخرج القرش من جيوبهم الا بعدما يحلفوه يمين وله أذنين أذن من طين وأذن من عجين، وله تلفون نغمته " يا زارطين يكفيكم شر العاملين "، ولها عينين خلف رأسه أي قرش يطلع من جيبه يفترسه.
ولسان المماطل تمطر مدراراً، ووعوده تنبت أشجاراً ، إذا له حق تلقاه بطلاً مغواراً، وحقه سيفا بتاراً، وإذا عليه حق فما على العامل إلا أن يدعو عليه ليلاً ونهار:" رب لاتدع على الأرض مماطلا ولاجبارا، ولاتنبت له مالا ولاضمارا، ولاتدع له سيارة ولادابة ولاحمارا، واجعله خبراً عاجلاً في نشرة الاخبارا.
والمماطلة موبقة من الموبقات، وآفة من الآفات، فقد جرت العادات، على تدويخ العمال السبع دوخات، وهم يلاحقون بعد المستحقات، وهيهات هيهات، فأرباب العمل لايعطون العامل حقه قبل أن يجف عرقه، بل بعدما يصبح عرقه مرقه.
مرحباً بك في عالم المماطلين ثلة من المطففين وقليل من الباخسين، لا يرعون في عامل إلاً ولا ذمة، وليس لهم عهد ولاكلمة، يبخسون الناس أشياءهم، يستوفون ما لهم، ولايؤدون ما عليهم، فلايسلمون العمال أجورهم إلا بعد أن تبلغ القلوب الحناجر، ويغمدون في معنوياتهم الخناجر.
فإن كانت المماطلة حيلة فبئس الحيلة الكسل عن الوفاء، وأن كانت وسيلة فبئس الوسيلة التي تجلب غضب رب السماء، وإن كانت المماطلة ظروف، فالعامل أشد وأقسى ظروف، فكيف يماطل الذئب الخروف، وهو يأخذه لحما ويرميه صوف.
وإن ظن بها صاحبها مهارة وشطارة فتلك خسارة ما بعدها خسارة، لا تملأ جعبة ولا تفتح مغارة، ولو كانت المماطلة رجالة فكثر الرجالة نذالة، وأي رجولة في مماطلة العامل في قوت أطفاله، واستغلال البطالة، وبؤس الحالة، فتبا لمن لايفكر سوى بأرباحه، ويغتال ابتسامة العامل وأفراحه، وكلما طالب بحقوقه سارع إلى تسريحه.
والمماطلة كربة الكروب، مدهونة بمواعيد عرقوب، في الليل زبدة وفي الصبح لبن مسكوب، وبكرة بعده ياحبوب، وكأنما تستجديهم استجداء، وكأن ما تعمله هباء، وكأنك كبش فداء، وعملك يذهب سدى، " بالصبح، بالعصر، بالمغرب بالعشاء... وينام أطفالك من غير عشاء، لأن العامل شقى وكفى، ورب العمل يماطل ويفعل ما يشاء، فحسبنا الله رب السماء.
ويا محبي النبي صلوا عليه 
Ghurab77@gmail.com




الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد