;
عبد الرحمن بجاش
عبد الرحمن بجاش

اليمن الحلم.. رهن بالحكومة واللجنة 2233

2011-12-12 06:53:47


يدور جدل - ما انزل الله به من سلطان - حسب العادة حول أعضاء الحكومة واللجنة العسكرية، ذلك ليس بجديد علينا. فقد تعودنا أن نظل نخوض معارك ((هذا تمام، ذلك مش تمام))، فلم يربينا احد ابتداء من المنهج على التفكير المؤسسي، لذلك ظل التقييم دائماً وابداً ((شخصي))،أنت صاحب المسئول فسيكون كل شيء تمام، وستتغاضى عن كل أخطائه، اختلفتم على شيء ما يكون لديك الاستعداد حتى أن تشكك في أصله، وانه ليس ابن أبيه، هذه التربية الخطأ أن صح التعبير أثرت فينا كثيراً، ونريد أن نعيد الحسبة من جديد،ليس ذنبنا بل غياب الدولة عن الإنسان هو المسئول!..
 الآن هل نبدأ من جديد انطلاقاً من ((شركاء لا خصوم))، مستهدين بروح الشباب التي تستلهم وكل الشعب معها روح الدولة ـ الحلم ـ المدنية، وتستدعيها، لتكون بسقف القانون فوق رؤوس الجميع، إذ لا غالب ولا مغلوب حين يستظل الناس بالمواطنة المتساوية وتكون رؤوسهم كأسنان المشط لا رأس يعلو ولا رأس ينخفض إلا بالاستحقاق وقوة الحق بان نكون مواطنين نأتي من أينما نأتي ولا احد يدقق في استماراتنا _ من أين أنت؟ يكفي أن يكون جواز مرورك: كفاءتك. مقدرتك، موهبتك، استحقاقك، علمك،الجابه الآن لدى الحكومة كفريق مفترض أن يرفع شعاراً واحداً ((تحت سقف اليمن نعمل)) ولا سقف بعده ولا قبله سوى رب العباد..
 الآن وبالمختصر المفيد والذي لا يقبل التفسير وتعدد مصادر التنظير، فمستقبل هذه البلاد – إن أردنا- بيد الحكومة واللجنة العسكرية, ولا رأي لنا في أشخاصهم ونحن نحترمهم كذلك، لكنهم مسئولون هذه المرة أمام الشعب ابتداء بشبابه الذين قدموا أقصى ما استطاعوا ((حياتهم)) من اجل التغيير، فان لم تزهر الحكومة دولة المواطنة المتساوية، فسيلاحق التاريخ هؤلاء الذين واتتهم الفرصة في أن يحققوا حلم اليمنيين في دولة العدل وحقوق الإنسان، وحيث لا رأس أعلى ورأس أسفل، بل كل الرؤوس تحت سقف القانون وفوقه الدستور الذي نريده مؤسساً لحلمنا، ألا يتحكم في مستقبل أولادنا فرد، بل يكون هذا الفرد جزءاً من المجموع يفكر كيف يفكرون ويفكر فقط كيف ينطلق بهذه البلاد وفيها المبدعون يملأون أرجاءها إلى حيث ندري أننا بشر، وتختفي إلى الأبد ((أنا عملت وأنا أعطيت))..
كاذب من يقول أننا إلى قبل فبراير لم نكن قد تحولنا إلى ((الات)), قال فؤاد صديقي: هذه البلاد الوحيدة التي تستطيع من الآن أن تقول ماذا ستفعل غدا وبعد غد إلى ما يشاء الله، قلت: ماذا ستفعل غداً يا فؤاد؟ قال ضاحكاً: بل قل الشهر الثاني :شتغدى, شاخزن، شذبل،شانام،وسجل عندك إلى يوم ما أموت، أليست مصيبة أن يصل حال الإنسان إلى درجة أن يفقد الأمل ويظل فقط ينتظر الموت؟ هي أقصى لحظات الحياة.. 
هذه المرة وبفضل هؤلاء الشباب نجد حكومة ستقدم في النهاية تقريرها إلى الشعب،فالناس يراقبونها،وهم من سيرفع يديه بالتحية لها أو العكس ولن نشرح، الحكومة لأول مرة تحكم نفسها بمعنى أن رئيسها لن يظل يتلقى التوجيهات -خارج البرنامج- افعل لا تفعل أو عبر رسائل تحدثت عن أولويات لا نهاية لها مليون مرة، فهل يكون الوزراء شجعان أيضاً ولا يقبلون غير توجيهات برنامجهم، على أن الصلاحيات يجب أن تمنح لكل وزير لكي يتحمل مسئوليته كاختيار معاونيه من ذوي الكفاءة والمقدرة من أي حزب كانوا ولأي فئة ينتمون المهم كفاءتهم وليس ولائهم،هذه الحكومة أول حكومة لا يحسد أصحابها على مناصبهم فيها, وعلى أعضائها أن يدركوا ذلك،لان المرحلة فارقة، وعليها أن تكون بمستوى أمل الناس أو أنهم سيزفونها إلى مثواها الأخير مشيعة ب((.........))، لذلك علينا أن نحرجها واللجنة العسكرية بدعمنا المعنوي بلا حدود, والرقابة العاقلة على أعمالها.... هذه الحكومة على أعضاءها أن يخلعوا جاكتات أحزابهم خارج بوابة مقرها ومقار الوزارات ويدخلون – امنين – يمنيين أولاً وأخيراً وكذا أعضاء اللجنة الذين هم ـ قانوناً ـ غير حزبيين عليهم أن يتصرفوا بوحي من ضمير عسكري نقي ووطني وينتمون إلى اليمن كله،والحكومة واللجنة ربما هو حظهم الطيب أن يؤسسوا ليمن جديد بحق... لم لا..؟، وعليهم جميعاً أن يدركوا أنهم بذلك يمهدون الطريق لأولادهم وأولادنا للوصول إلى مستقبل آخر وأفضل، وهذا الشعب يستحق تعبهم فقد تعب كثيراً، وأعضاء اللجنة أيضاً وهي الوجه الأخر للعملة ليس لنا اعتراض على أي اسم فالكل محترم، والكل وطني حتى تثبت اللجنة كلها العكس، عندها لن يتأخر الناس وفي مقدمتهم شبابهم عن أن يحاسبوها، وفي الشوارع لسبب بسيط أن حاجز الخوف انهار وبعد أن قدموا حياتهم ثمناً فلن يتراجعوا عن محاسبة المقصر، ستدرك اللجنة ذلك جيدا، فبيدهم والحكومة مصير هذه البلاد، وعلى الجميع حكومة ولجنة أن يدركوا أن الشباب بل الشعب اليمني كله لم يخرج ليصل بالحال إلى لجنة وحكومة فقط، بل خرج من اجل أن يستعيد حلمه، ولذلك فآذان الجميع يجب ألا تفتح إلا للناس فهم أصحاب المصلحة الحقيقية، الآن حان الوقت ليصل هدير الشعب إلى الآذان. نكررها أن الأعضاء جميعاً هنا وهناك محترمون إلا إذا لم يحققوا أي شيء هنا الكل يعرف أنهم لن يرحموا، وهي فرصة عظيمة لمن يريد أن يتطهر!!. وعلى الأحزاب ألا تكرر أخطائها كما كانت تفعل في النقابات حين تدفع بأعضائها للاستيلاء على منظمات المجتمع المدني ثم تغلقها بأغلبيتها وهيمنتها بالضبة والمفتاح...، الآن الوضع يختلف، وعليها ألا تظل بجانب أعضاءها في الحكومة، والأطراف بجانب أذان أعضاء اللجنة، على الأحزاب والأطراف أن تقولها كلمة لمن تم اختياره هنا أو هناك: ((أمامك مهمة وطنية، فأما أن تكون بمستواها أو سنسحبك، وسنحاسبك، فاللحظة لا تحتمل))، فهل تكبر الأحزاب، أم ستظل تلعب نفس اللعبة العقيمة؟؟، إن الناس ينظرون إلى الحكومة واللجنة لا يهمهم لمن ينتمون، بل يهمهم كيف يعملون،,, وبالتالي عليهم ألا ينصتوا إلا لضمائرهم الوطنية وأي صوت عاقل نزيه، وبالتأكيد هناك ربما من يفكر أن اللعبة ستظل هي هي بأدواتها وأساليبها، أقولها بأمانة... لا.... فهناك يا قوم دم ضحى بها أصحابها وملايين لا تزال في الشوارع والساحات من اجل الدولة المدنية التي لا نرضى بها بديلاً..
هذا ليس كلاماً عاطفياً ولا حماسياً بل هو التفكير بصوت عال بحجم أصوات وحلم الذين خرجوا بصدورهم العارية...,ويا حكومة البلاد ولجنتها انتم تحت مجهر الشعب لأول مرة، فهل تكونوا بمستوى أملهم بكم؟؟، ومن ليس بشجاع عليه أن يكون شجاعاً بالانسحاب، علينا مرة أخرى أن نؤكد لكم احترامنا ونؤكد أنكم المسؤولين أمام الشعب فكونوا بمستوى حلمه.. فانتم حكومة ولجنة وجهان لعملة واحدة اسمها ((إنقاذ الوطن)). bajash22@gmail.com- 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد