;
طاهر حمود
طاهر حمود

الثورة النوعية 1774

2011-12-15 17:54:15


وبعد أن نكون قد حققنا الهدف الأولي بقطع رأس النظام ووقف القلب النابض للجسد الفاسد وتحرر كل من لديه اتجاه ضمائري وطني وشيء من الخوف حال دون التوجه الضميري بين جنبيه، هاهو الجو الحرياتي للانطلاق الخدمي ليعمل بصدق وإخلاص من أجل الوطن والمواطن وذلك ما سيعود عليه بالرضا القلبي والارتياح في الضمير وسيجزى الجزاء الأوفى في الجانب المادي الذي يكفل له العيش الكريم لا السباق الأبتر فلا بركة ولا إشباع في حال الفوضى التي مكن لها صالح وعصابته ليس من أجل تلك الشخصيات التي مثلت أدواته وسواد العيون، بل من أجل تمرير مصالحه الشخصية ومشاريعه التوريثية وليس من هدف وطني أو جمالة شخصية لتلك الشخصيات التي يجب اليوم أن تتجه للوطن والإنسان ومن قبلهما لله عز وجل.
 الثورة اليوم وشبابها وألوانها المختلفة يجب أن تتجه إلى النوعية في التصحيح في قطاعات الدولة المختلفة ومكونات مؤسساتها الإدارية، فالمحامون عليهم الاتجاه بالمسار القضائي والعدل والحريات ونزاهة القضاء ووضع الأسس للمسار الصحيح والعدلي في هذا المجال.
التعليم على النخبة الواعية ـ وعلى الجميع أن يعي ـ بأهمية هذا القطاع الهام والمهم جداً أن تضطلع بمهام التعليم ووضع القواعد اللازمة والكفيلة ببناء الإنسان اليمني بالشكل الصحيح والمتحدي لكل الصعاب مع كفالة الوضع الصحيح للمعلم من الناحية المادية والمعنوية التي تكفل له الاستقرار العطائي والتحرر من هم اللقمة والصراع إلى جانب التأهيل المستمر الذي يكفل له الروح المتجددة.
من واقع الحال الحضيض يجب أن تكتشف وتخترع الحلول الناجعة وتبتكر العقول الضرورات الهامة والإسعافية التي تعمل على استقرار النفوس وتحافظ على ما تبقى من فطرتها وتستعيد ما أفقدتها العصابة من قيم نبيلة وإنسانية بفعل اللاأخلاق التي انتهجها إبان عهده الظلامي.
الترميمات اللازمة يجب أن تكون في غاية الدقة بما يعيد الشيء إلى أصله ووضعه الطبيعي والفطري والقيم النبيلة والأصيلة ويصنع إليها قيم جديدة تنهض بالإنسان نحو وعي أكثر إنسانية وفيوضها المتوحدة مع نظام الكون والحياة والنقب عنها في أكناف الوطن والحصول عليها وإحياء مواتها بعد أن عاثت فساداً العصابة ودكوكها على عظام كل المبادئ التي تعبر عن النخوة والعروبة والشهامة والكرم والشجاعة وهي المعاني التي نحاول أن ننسبها للغرب وعصر النهضة كل ذلك من قيم الفطرة وبقاياها في تلك المجتمعات وآثار صادقة لما دعت إليها الديانات قبل التحريف وزيف الكنسة ورهبنتها، لكنها ثابتة في العربي وما قبل الأساطير.
ذل الحاجة والارتباط الحياتي بالبقاء والعيش وهموم الاحتياجات اليومية التي زمّت بها العصابة شعبنا اليمني العظيم والأصيل: وداعاً وإلى غير رجعة واضعين الضوابط الكابحة لعدم ولادتها من جديد بيننا أو مؤشراتها للأجيال اللاحقة، فتكون الأعين فاتحة والقلوب يقظة والعقول نبضة وفطنة لما تحوك لها النفوس المريضة التي تعبد ذاتها على حساب أنين الجموع.
الطغيان لا يولد بذاته فينادي في الناس أن كونوا خدماً وعبيداً وأنا سيدكم، لكن الجوقة هم من يصنعون تلك الهالة والتألهة ويمارسون الطغيان وآلة البطش للطاغية ويشكلون كتلة تعصف بأصحاب الحاجات فتقتادها تحت ذل الحاجة، فتصبح إلى كتلة وقوة تقف في وجه الرفض اللا فاعل.
لكني على يقين أن الماضي لن يعود مهما كانت الوسائل والاستماتة من أجله ووجد من يريد بقائه أو محاولة استعادته في ظل وضع اتصالي وفضاء مفتوح وهو ما يساعد على الحيلولة دون ذلك وإن كانت ـ كما أظن أن ـ شجاعة إنسان اليوم والغد أقل من إنسان الأمس الذي تعرض لكل صنوف العذاب والقتل والتشريد بسبب معارضته للحاكم لكن مقومات اليوم والالتفاف الواسع والمختلف والمتنوع شكل قوة ضاغطة وراهبة للحاكم من التمادي في جرمه تجاه طالبي الحرية توازى مع ما فقد إنسان اليوم من مقومات أصلية بإنسان الأمس وشجاعته ونخوته.
 ما حصل في حماة وآلة حافظ الأسد وعقود ماضية أكبر بكثير مما يفعل اليوم بشار حافظ الأسد بالشعب السوري، لكن الفضاء المفتوح ووسائل الاتصال المختلفة هي من شكلت قوة رديفة للثورة وشبابها ومدداً لاستمراريتها والانتصار المحتوم إن شاء الله.
ومن هذا يكون استعادة وضعية الماضي والنماذج السيئة في الحكم مستبعد وقد ارتقت الشعوب إلى مستوى عال من الوعي والمماثلة التي لن ترتضي أفراد المجتمعات بأقل مما يعيشه الآخر وآليته في الحكم والعدل والمساواة والحرية والكرامة والمستوى الناهض.
تلك رسالة لمن يخوّف ويتخوّف من سرقة الثورة وهي إلى من تسوّل له ذاته أن يقطف ثمرتها أن: إلزم غرزك واعرف حدود ذاتك وما تسول لك به نفسك، فدونك طريق المهانة ولن يفرط أحد بعد اليوم بمكتسبات، هي مقدسة في ذاتها وعرض تحافظ عليه الأجيال من أن ينتهك.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد