ماذا يعني لك الوطن، سؤال قد تبدو إجابته سهلة وبديهية ولكن إذا ما تعودت أن تقول كلامك بمسؤولية، فما أن تأخذ قلمك للإجابة عليه، فانك تحس الأفكار التي كانت تملا عليك خيالك تضيق شيئاً فشيئاً لتجد الوطن اكبر مما كنت تتصور، إذ لا يمكنك أن تحس بمعنى الوطن وقيمته إلا إذا كنت عنه مغتربا تجد الحنين يشدك إليه تعاني ما يعانيه ويصيبك الهم والحزن أن جار الطغاة عليه.
في غير وطنك: هواياتك محدودة، نشاطاتك، محسوبة تحركاتك قلما تكون غير مراقبة، في وطنك أنت عزيز، في وطنك أنت أمير وان قسى عليك الدهر. إن أقسى من يمكن أن تفارقه هو الوطن (يا مفارق حبيب يمكن سنة وتنساه ويا مضيع ذهب بسوق الذهب تلقاه ويا مضيع وطن وين الوطن تلقاه)..
 آه كم أضاع حكامنا الأوطان وجعلونا غرباء في الوطن) ولكنه قد أتى اليوم الذي به نقشع غبار الطغاة عن أوطاننا نفتش عن ملامحه التي لطالما تمنينا أن نعيش في ظلها نضمد جراحاته ونلملم شملنا تحت جناحيه علّه يطير بنا ونلحق السرب المغادر بحثا عن مستقبل واعد نغلق الأبواب دون خلافاتنا دون أطماعنا ندع المناكفات جانباً، فكلنا أبناء لهذا الوطن، دعونا نتوجه نحو ثقافة البناء في مدارسنا،جامعتنا في مكاتبنا في مؤسساتنا المختلفة دعونا نتوجه لغرس ثقافة الولاء للوطن، دعونا نشعر بعزة الانتماء إليه عرفوهم ماذا يعني أن تنتمي إلى وطن  لننبذ ثقافة اختزال الوطن في أشخاص، لنخلص ولو مرة لأجل هذا الوطن، ازرعوا الأمل في أجيالنا القادمة، فان شقينا نحن فلنترك مجالا للبسمة في أبنائنا..
   Shamsan29@yahoo.com