;
نور الدين محمد علي
نور الدين محمد علي

قاتل الحياة ...... 1975

2011-12-28 05:00:30


في اليمن ثلاثة عشر رهطاً يفسدون فيها ولا يصلحون، إنهم عصابة سفك الدماء وقتل اليمنيين ونهب ممتلكاتهم وهدر كرامتهم، ففي أمانة العاصمة وحدها تسعة رهط مع كبيرهم الذي علمهم السحر.
امتهنوا قتل النفس التي حرم الله، يعيشون على سفك الدماء ويتراقصون على أنقاض القتل والدمار والخراب، فما حصل يوم 24/12/2011م من تعرض لمسيرة "الحياة" الراجلة، المسالمة في جولة بيت بوس لأمر مريع، تشمئز منه النفوس الكريمة والقلوب السليمة والضمائر الحية، ولا يرضى بهذا الفعل الإجرامي البشع من كان له قلب أو عقل، إلا تلك العصابة التي استمرأت قتل اليمنيين وأدمنت عليه ردحاً من الزمن، وهاهو الرئيس الراحل يثبت لنا وللعالم في آخر أيام حكمه بأنه وزبانيته من قتل اليمنيين طيلة فترة حكمه.
ففي حرب صيف 94م قتل من أبناء اليمن ما يقارب عشرة آلاف قتيل وثلاثين ألف جريح من خيرة رجال وشباب اليمن.. لماذا كل هذا القتل؟! لماذا كل هذا الخراب والدمار؟! أمن أجل الحفاظ على الوحدة اليمنية؟!.. كلا وألف كلا، بل من أجل الحفاظ على الكرسي اللعين والقصر اللعين القابع في جنوب أمانة العاصمة.
وكان بالإمكان تماماً وقطعاً تجنيب البلاد ويلات الحرب والحفاظ على دماء اليمنيين وممتلكاتهم والحفاظ على وحدة الوطن والسلم الاجتماعي وبثمن بخس ورخيص لو أن الرئيس تنازل ولو بالشيء اليسير عن صلاحياته لنائبه علي سالم البيض، ولو أن الرئيس التزم باتفاقية الوحدة نصاً وروحاً ولم يتحايل عليها، لكنا تجنبنا كل هذه الدماء والشرخ الاجتماعي العميق بين أبناء الوطن الواحد.
ثم بعد ذلك طلت علينا لعبة قذرة أخرى في محافظة صعدة واستفز صاحب القصر الحشود القبلية الكبيرة التي كان يجمعها التجمع اليمني للإصلاح والشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر – رحمه الله- وكذا تواجد مركز الحديث في دماج، بعيداً عن سيطرة المخبرين وتوجيهات القصر.
وأنت الزعيم الملهم فكرت بتمزيق حزب الحق الذي كان يشكل واجهة حزبية انضم تحت لواءها مناصرو ومحبو المذهب الزيدي، ليقوم القصر بضخ الأموال شهرياً من الخزينة العامة لدعم الشباب المؤمن وتقريب قياداته من القصر وتمكنيهم شيئاً فشيئاً من السيطرة على محافظة صعدة حتى انقلب السحر على الساحر وأتى الدعم الخارجي سريعاً وتحول الشباب المؤمن إلى ميليشيات مسلحة بدأت تهدد الحكم وشرعيته، فأعلن الرئيس الحرب على صعدة ليدخل اليمنيون في محرقة الموت مرة أخرى وسنحت له فرصة إخراج الجيش الوطني من المناطق القريبة من العاصمة والمدن الرئيسية وبالأخص الفرقة الأولى مدرع.
فما أن كان الجيش يقترب تماماً من إنهاء التمرد حتى يعلن الرئيس وقف القتال ليمكن المتمردين من إعادة ترتيب صفوفهم من جديد وهو يتوسع بتجنيد وتسليح الحرس الجمهوري.
ودفع الشعب اليمني ثمناً باهظاً من الدم والمال والتشريد وحسرة الحرب أكثر من سبعة آلاف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمشوهين ودمرت إمكانيات البلد دون منازع والاستعداد للتوريث، كل هذا الخراب والدمار والقتل من أجل القصر اللعين.
وهكذا فعلوا بأبناء شعبنا بمحافظة أبين وغيرها حتى وصلنا إلى مجزرة جمعة "الكرامة" ومحرقة مدنية تعز وسائر دروب القتل والدمار، ولم يتعظوا ولم يرتووا من الدماء حين جاءت مسيرة "الحياة".
وكنا نظن أن الرئيس الراحل سيكتفي بما قد وقع سابقاً وسيحافظ في آخر أيام حكمه على دماء اليمنيين ولكن شاهت الوجوه وأبت الأنفس المرابطة إلا أن تأمر بصد المسيرة، لتحصد ثلاث عشر جوهرة من جواهر اليمن.
وأنا أستغرب المصدر الأمني الذي يعزوا ما حصل لمخالفة المسيرة خط السير المرسوم لها وهل هذا مبرر لقتل وسفك دماء أحرار وحرائر اليمن؟، ألا تستحون؟!.
لقد أتوا ليقولون لكم نحن طلاب حياة لا طلاب موت، فوأدتم الحياة بقتلهم، أتوا ليقولوا لكم نحن ننشد بناء يمن جديد يسوده الحب والوئام والسلام، فلأنكم قتلة ومجرمون لا تحبون أن تسمعوا نداء السلام والمحبة، فإنه يصم آذانكم ويعمي قلوبكم، ولأن ضمائركم ميتة أصلاً، فإنكم لا تحبون الحياة لغيركم كما تحبونها لأنفسكم.
تعساً لمن أمر بقتل الحياة، وتعساً لمن نفذ أوامر القتل، فبئس الأيادي تلك والتي حملت السلاح وبئس الأيادي والأصابع تلك التي ضغطت على الزناد وتعساً لكل العصابات المتسأجرة لتقتل بالإنابة.
كان بإمكان الجندي أن يرمي السلاح ويذهب بعيداً أو أن ينضم إلى المسيرة، مثل غيره ويسجل بهذا الموقف تاريخاً له ولأسرته يعتز به أمام أبنائه وذويه، ويسجل عند ربه في عليين، لأنه رفض قتل الأنفس الزكية الطاهرة التي حرم الله، لا أن يصير حطباً لجهنم وبئس القرار.
تصور معي أخي القارئ الكريم لو أن هذا الفعل الإجرامي البشع الذي وقع يوم المسيرة وثوار سبتمبر على قيد الحياة، ماذا كان سيفعل الثلايا – رحمه الله- وهو يرى أحفاد وأبناء الحالمة تعز يقطعون 300كم، مشياً على الأقدام من أجل حياة أمة وهو أول من نادى بها وقد كان آبائهم يطبلون ويهللون لقاتل الثلايا وهو يريد لهم الحياة.
بل إن روح الثلايا ترفرف فوق أحفاد الثوار وهم يهتفون للحياة والحرية التي سقط من أجلها آبائهم وأجدادهم وكأني بروح الثلايا تنادي شباب مسيرة الحياة: "لقد أعدتموني إلى الحياة من جديد".
ولو أن كان الشهيد الزبيري يعيش بين ظهرانينا هل كان سيسكت عن هذه المذبحة ويكتفي بالتنديد، بل كأني به قد خرج من فور يزور القبائل ويحشد الحشود للانقضاض على هذا القصر اللعين الذي من أجله تسفك دماء اليمنيين وتهدر كرامتهم.
ولو كان الشهيد علي عبدالمغني موجوداً بيننا لم يكن ليقر له قرار حتى يجيش أبناء المنطقة الوسطى للزحف على الأمن المركزي وقائده لما ارتكبوه من جريمة بحق الحياة ومسيرة الحياة.
ولو كان علي سيف الخولاني حياً لاتجه إلى خولان الطيال يحث فيهم النصرة والشهامة والرجولة ليهبوا إلى أمانة العاصمة ويدوسوا على عصابة القتل والإجرام بأقدامهم.
ولو كان الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر حياً لدعا قبيلة حاشد ومعها كل قبائل اليمن من كل حدب وصوب إلى أمانة العاصمة ليخلصوا اليمن من هذا العار ويسحقوا هذا القصر اللعين ويدوسون على القتلة الأفاكين وينصبوا لهم المشانق في ميدان التحرير جراء ما اقترفوه بحق شبابنا وشباب مسيرة الحياة.
فالحياة لشباب مسيرة الحياة والموت والخزي والعار للقتلة المأجورين، الحياة لصناع الغد المشرق الذين يعيدون صناعة التاريخ اليمني بأحرف من نور وسيذهب الطغاة الظالمون إلى مزبلة التاريخ والله غالب على أمره.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد