;
محمد بن راوح الشيباني
محمد بن راوح الشيباني

ماتت ( تريزا ) اليمن!! 1819

2012-01-17 16:33:31


ماتت أم الكفيفات في اليمن البتول الطاهرة/ فاطمة أحمد العاقل.. ماتت ( تريزا اليمن) التي قامت بأدوار أجلّ وأعظم مما قامت به (الأم تريزا) في الهند.. ماتت من أعادت الأمل والضياء والنور لكل من أرادت مشيئة الخالق عز وجل - ولا اعتراض لحكمه ومشيئته- أن يسلب منها البصر ليعوضها بنور البصيرة.. ماتت الطاهرة التي نذرت نفسها لخدمة غيرها من أخواتها الكفيفات وأبت إلا أن تقابل ربها بتولاً طاهرة كما خلقها أول مرة لم يطمثها أنس ولا جان في حياتها الدنيا.. ماتت هذه الإنسانة الرائعة في عنفوان عطائها ونشاطها وخدمتها لكفيفات اليمن اللاتي علمت بهن وسعت إليهن لتعيد لهن الأمل بالحياة والعيش الكريم في وسط مثيلاتهن حتى لا يشعرن بمرارة فقدان البصر في هذه القصيرة الفانية..
ماتت فاطمة أحمد العاقل التي خدمت هذا الوطن ما لم تخدمه مؤسساته في الاعتناء بالكفيفات من النساء والفتيات والأطفال وأعادت الأمل والنور لكثير من بناته ونسائه الكفيفات فكانت لهن الفنار الذي اهتدين به في ظلمات الحياة وظلمات البصر .. إننا نعزي أنفسنا برحيل هذه المرأة العَـلــََـمْ ونعزي هذا الوطن بفقدانها والتي ربما لا يجود بمثلها الزمان مرة أخرى، ثم نعزي طالبات جمعية ( أمان ) وفروعها لرعاية الكفيفات ومؤسسة (خذ بيدي) وفروعها المنتشرة في الجمهورية التي أسستها الفقيدة وامتدت من خلالهما يدها الكريمة لكل الكفيفات بالخير والإحسان.. لقد مثلت هذه الحرة النادرة ، القدوة الحسنة في الإحسان إلى مثيلاتها ممن شاءت إرادة الله أن تسلبهن نعمة الإبصار في الحياة الدنيا وعوضهن بنعمة البصيرة الثاقبة، فكانت بمثابة الأم الحنونة والأخت الكبيرة المسئولة عن كل الكفيفات اللاتي وصلن إليها أو تعرفت عليهن أو سمعت بهن ، فأنفقت أموالها الخاصة وما قدرت على جمعه بسمعتها العطرة ومكانة أسرتها الكريمة من أهل الخير في سبيل تحسين مستوى ومعيشة وحاجة أخواتها اليمنيات الكفيفات بكل تواضع ومحبة وإيثار ودون منّ أو أذى ، وستظل المؤسسات والجمعيات -التي تحمل اسم (أمان وخذ بيدي) لرعاية الكفيفات في المدن اليمنية الرئيسية التي كان للفقيدة الفضل بعد الله في إنشائها- شاهدة على مآثرها الطيبة وصدقتها الجارية بعدها وقد جمعت فيها بين الخيرين.. صدقة جارية وعلم ينتفع به.. وأوقفت لهذه المراكز من حر مالها ما يساعد على استمرار رسالتها من بعدها ، فرحمة الله عليها يوم ولدت ويوم عاشت ويوم ماتت ويوم تبعث حيا... هذه البتول الطاهرة التي أنارت الطريق لكل من وصل إليها من الكفيفات وأعادت إليهن الأمل وأعطت لهن الحياة وأشعرت الجميع أن الإعاقة لا تكن بفقدان أي من الحواس بل بفقدان الإرادة .. وأن ( عجز النفوس أشد وجعاً من إعاقة الأبدان ) كما قال الزميل احمد الزرقة الذي رثاها السبت الماضي في صحيفة الجمهورية فأحسن وأجاد في ذكر مناقبها وأفعالها وصفاتها.. ولأنها من هذا النوع الذي لا يستكين فقد واصلت تحصيلها العلمي وتحصلت على الليسانس في الآداب من جامعة القاهرة ودبلوم في الدراسات الإسلامية من الأزهر الشريف ودبلوم عام تربية من جامعة صنعاء .. وهي مدربة واستشارية في كثير من الجمعيات الخيرية التي تعنى بالكفيفات ورائدة بتميز في الأعمال الخيرية.. وفي رحيلها المفجع لا يسعنا سوى أن نعزي أنفسنا وأهلها وذويها وأخواتها الكفيفات وكل من كانت لهن الضوء والسراج وكل من منحت قلوبهن الضوء وعيونهن الرؤية بنور أفعالها.. ونعزي مرة أخرى وثالثة ورابعة وبلا نهاية هذا الوطن وكل من عرفها وتعامل معها سواء في مصر أو في اليمن .
فالعين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا فاطمة البتول الطاهرة لمحزونون.. وإنا لله وإنا إليه راجعون .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-08 00:25:19

"1-5" حقائق عن اليمن!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد