;
محمود الحمزي
محمود الحمزي

وسيا والمواقف المؤلمة بحق الإنسانية 1903

2012-01-31 03:21:27



المواقف الروسية وحليفتها الصين من الأحداث العالمية عامة والعربية بوجه خاص منذ وقت ليس بالقليل مواقف في أغلبها إن لم تكن كلها داعية للاستغراب والدهشة إزاء تلك السياسات التي تخسر روسيا والصين الكثير والكثير من رصيدها وهي تظن وبغباء كبير أنها تبحث عن مصالحها وعلاقاتها الآنية والمستقبلية ويبدو أنها لن تحقق شيئاً من ذا أو ذاك، من حق روسيا وحلفائها البحث عن مصالحهم، لكن ليس من حقهم البحث عن مصالحهم بسفك المزيد من الدماء والاستمرار في مواقف مساندة ومشرعنة للقتلة، من حق روسيا أن تستعيد مكانتها ودورها في العالم كأحد الأقطاب الكبيرة واللاعبة في الساجة الدولية، وكلمة حق لابد وأن تقال باعتبار الحق والحقيقة تفرض نفسها على الجميع، فقد خسر العالم خصوصاً العالم العربي من تراجع الدور الروسي وأثره في السياسة الدولية، خصوصا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وبقي التفرد بالدور والهيلمان للدور الأمريكي الذي اتسم برعايته للديكتاتوريات والاستبداد وامتاز الدور الأمريكي بانتهاكات حقوق الإنسان بشكل كبير وواسع ولقد ساهم تراجع الدب الروسي عن دوره لترك الساحة الدولية للأمريكان الذي استعان بالاتحاد الأوروبي وجعله في ابطه، ساهم كل ذلك بجعل أمريكا وحلفائها هم صاحب القرار وكل ما من شأنه تأمين مصالحها، خصوصا بعد أحداث 11سبتمبر التي بررت للدور الأمريكي أفعاله وتصرفاته اللاأخلاقية.
 وليس مهم الوقوف عند الموقف الأمريكي ودوره هنا وما يهمني في اللحظة الراهنة هو الدور الروسي الذي ذاب ويذوب في منهجية القتلة والمستبدين، والمتابع والمتأمل من المواقف الروسية تجاه أحداث الربيع العربي يجده كلها كانت سيئة ولم ترتق لمستوى الأداء الدبلوماسي الباحث عن علاقات مستقبلية وتاريخية لروسيا والصين، مواقف كلها باستثناء اليمن كانت تدعو للحسرة والألم، فما يجرى ولايزال في سوريا اليوم مؤلم وقاسي جدا بحق الإنسانية، فيما لاتزال روسيا تعرقل كل الجهود الدولية التي تهدف لإيقاف نزيف الدم في سوريا ولا زال بشار وشبيحته يمارسون أبشع الجرائم معتمدين على موقف روسيا الذي سينقض قرارات مجلس الأمن، وسيسجل التاريخ هذا الموقف بأسوأ مواقف روسيا التاريخية ولست أدري وغيري كثيرين ماذا ستستفيد روسيا من هذه الموقف الذي يسيء لها أكثر من أي وقت مضي، لا يمر يوم دونما قتل وبأعداد كبيرة في روسيا وما من قطرة دم تسفك إلا ويتحمل المجتمع المحلي والدولي وزر تلك الدماء، لكن روسيا لها نصيب كبير في تلك المهمة القذرة، وأنا هنا لا أنتقد الدور الروسي بغرض الإشادة بالأدوار الأمريكية والأوروبية لا، لكن يبدو أن ذكاء السياسية الأمريكية والأوربية تفوقت على الروسية والصينية، كون اللحظة التاريخية تقتضي رمي كل العلاقات القديمة والنظر للمستقبل، مواقف الجامعة العربية تغيرت نوعاً ما، لكنها لم ولن ترتق لمستوى الأحداث الجارية في الوطن العربي ومازال الجميع يدرك أن نجاح الدور والقرار لإنقاذ الشعب السوري لن يتأتى عربياً بل سيأتي من الغرب شاء من شاء وأبى من أبى وستثبت الأيام وعما قريب سيدرك الجميع، صحيح تحرك العالم بالأمس في ليبيا ولكن ليبيا تمتلك الكثير والكثير من مقومات الإغراء للتدخل الأجنبي، بيد أن سوريا ليس لها من ذلك سوى الموقع الهام الذي تمتلك للعب على الدور المحلي وهذا لا يقتضي التدخل العاجل والسريع، ما تريده أمريكا وأوروبا هو مزيد من القتل في سوريا وتركت الجامعة العربية لتعلب دوراً ليست أهلاً له حتى يستمر سفك دماء الشعب السوري وحتى يتيقن العالم بضرورة التدخل الخارجي كي لا تلام وسياتي الدور الخارجي بعد خراب دمشق، وسيزيد التدخل الخارجي سفك مزيد من الدماء، وباعتقادي أن روسيا تلعب دوراً مؤقتاً ليس إلا وهذه هي كواليس السياسية الدولية التي يجهلها كثيرون، وحين تدق ساعة الصفر تغير روسيا قناعتها 180 درجة ويكون ما أرادته الادارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي يريد أن يغرق السوريين في الدماء بشكل أكثر مما قد وقع ولذا نجد أنهم تركوا الحل للجامعة العربية التي لم تستطع انجاز شيء حقيقي منذ أنشئت، فكيف بقضية كبيرة بحجم ما يجري في سوريا،هم يريدون مزيد من الدماء لإيمانهم بأن الجامعة لن تخرج بشيء أو تستطيع ايقاف نزيف الدماء، فكل ما تستطيع فعله رفع القضية لمجلس الأمن ليس إلا التدخل الدولي في سوريا صار شيئاً يقتنع به الجميع بل صار ينادي به السوريون أنفسهم وهذه هي ما تريده الإرادة الدولية ويصير التدخل مبرراً له وسيأتي بعد سيل جرار من الدماء وشخصياً أتمنى تسريع عملية التدخل الدولي ليس حباً في ازهاق المزيد من الأرواح بل ما يجري ولا يزال في سوريا مؤلم وقاسي بحق الضمير الانساني، وعودة على ذي بدء أقول يا ليت شعري متى يستعد الدب الروسي دوره الحقيقي وتخلى عن لعبة الأدوار ويبحث عن المصالح الحقيقية والدائمة مع الشعوب ويا ليت شعري متى يدرك جنرال الدم والقتل بشار الأسد أن روسيا تخلت عن القذافي بالأمس في الوقت الذي كان مراهناً وراكناً إليه لإنقاذه من التدخل الخارجي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد