مدخــل :
خلف أسوار المدارس هناك الكثير من الطلبة المتغيبين عن الحصص الباحثين عن اللاشيء، آباء لا يعرفون أبنائهم في أي الصفوف هم ولا يعرفون الطريق إلى مدارس أبنائهم.
الشوارع والأزقة تكتظ بالشباب العاطلين يجلسون على أرصفة الطرقات، باحثين عن أي وسيلة للتسلية وضياع الوقت وأي طريقة، يكسبون من خلالها ثمناً للتخزينة ليتسنى لهم عن طريق مجالس القات الدخول إلى عالم الأحلام الوهمية والمشاريع الخيالية، هرباَ من الواقع المؤلم جداَ.
غالب الأطفال والمراهقين يقضون أوقاتهم طوال النهار في الشارع ولا يعودون إلا لتناول الوجبات، خـواء فكري وثقافي وفقر قيمي يعانيه الشباب.. الواقع محزن ومؤلم موجع لقلب كل من تأمله وتفحصه جيداَ..الشباب بين واقع مؤلم ومستقبل مجهول.
دردشــة :
كلنا نشهد ما توصلت إليه آخر فنون التخزينة وتطوراتها البديعة، فهي الآن لم تعد كما كانت عليه زمان في جهة واحدة من الفم، بل أصبحت بالجهتين، وكذلك ترافق التدخين مع ذلك التطور، فأصبح المراهقون والشباب يمارسونه بشكل مفرط وقاتل.
فلو قرر أحد الآباء الذهاب إلى أحد (المقايل) التي يجلس فيها أحد أبنائه لسميت رحلته تلك برحلة (العجائب )، فهو أولاً من الصعب عليه مشاهدة ابنه نظراَ لشدة كثافة الدخان المنتشر في غرفة التخزينة، فهناك تضاريس خاصة غيوم ضباب مش ناقص غير المطر..!!
وإذا عانه الله وبدأ يعرف ابنه بعد التركيز والتدقيق ع تفجعه الكرتين اللتين تكونتا في وجه ابنه
كرة قات في الجهة اليمنى وكرة قات قي الجهة اليسرى، وسيصاب بالذهول من كمية أعقاب السجائر المنتشرة أمام ابنه وسيعرف أن مستقبل ابنه الصحي والاقتصادي والنفسي.... إلخ، قد اقتربت صلاحيته على الانتهاء حين يعرف أن تلك الجلسات تمتد لأكثر من 8 ساعات في اليوم..
هكذا يعيش الكثير منا نحن الشباب على هذا الإيقاع المقرف والنمط المقيت، يبدأ اليوم برحلة البحث عن أي وسيلة يدخل من خلالها ثمن القات، ثم من بعد ذلك يكمل الوقت في تلك المجالس.
أصبح الهدف يومي والجهد محدود وأعلى سقف للطموح تخزينه..!!فلا ينتهي دور الآباء عند جملة (نحن مشغولون وراء لقمة العيش) ولا يبرر لهم ذلك ما وصل إليه حال أبنائهم من ضياع وأي مستقبل للمجتمع سيكون في ظل تلك المعطيات.
