;
نعائم شائف عون الخليدي
نعائم شائف عون الخليدي

بقايا حبر..حين تفقد البراءة حقوقها (أطفال الشوارع)!! 2007

2012-02-17 02:33:16


لم يجدوا من يكفل براءتهم ويمنحهم حق ممارسة طقوس طفولتهم التي تمثل كيانهم الإنساني والاعتراف بها واجب شرعي وقانوني، إنهم أطفال الشوارع الذين أضاعوا من يضيء دروب حياتهم، فاتجهوا إلى مسارات قادتهم إليها عقولهم القاصرة التي لا تعي حقائق ونتائج تصرفاتها، فكان من الطبيعي أن نجدهم في أزقة الشوارع يلتحفون الأرصفة وينامون برفقة الخوف من كوابيس ليلهم الذي يحضره ذئاب بشرية قد تنتهك بأي لحظة براءتهم لتلوثها بنجس الانحراف الإجباري، أطفال الشوارع مأساة تحكي واقعاً مُراً يتجرعه أطفال لا ذنب لهم سوى أنهم فقدوا من يعولهم أو أنهم وجدوا أنفسهم أبناءً لآباء عديمي المسؤولية وفاقدي الأهلية، لأن يكونوا آباء، يدفعون بأولادهم إلى الشوارع كي يتسولوا باسم البراءة التي عادة ما تجذب انتباه الناس وعاطفتهم، فهم ينظرون إليهم باعتبارهم يتامى وبعض الأطفال قد يكونوا كذلك، لكن الواقع أحياناً يصفعك بحقيقة أنهم ليسوا كذلك وإنما هم مشردون بالشوارع من أجل يصرفوا على آبائهم الذين فقدوا ضمائرهم وخوفهم من الله ودفعوا بأطفالهم إلى الضياع ليتسولوا أو يسرقوا المهم أن يعودوا لهم آخر النهار بما يملي ضمائرهم الفارغة من المسؤولية بحيث إنه إذا لم يحالفهم الحظ في الحصول على مال يبقون في الشارع هروباً من جبروت الضرب والتعذيب الذي ينتظرهم، فهم لم يختاروا بإرادتهم وقناعتهم هذا الواقع ولكن البيئة التي يعيشون فيها جعلتهم مؤهلين أن يكونوا كذلك، فعندما نناقش واقع الطفولة في اليمن نجد بأن هناك ظروفاً كثيرة ساهمت بإيجاد شريحة كبيرة من هؤلاء الأطفال، فالبطالة وما تجر وراءها من ويلات الفقر وصعوبة المعيشة التي تجرد الأطفال من حقوقهم وتحملهم مسؤولية أكبر من كاهلهم، إما بالعمل في أعمال شاقة لا تتناسب مع أعمارهم وطبعاً هذا الأمر عالجه قانون العمل الذي وضع ضوابط وشروط لعمل الأحداث، ولكن كغيره من القوانين حبر على ورق لا وجود له في الواقع، فالطفل عندما يُسلب حقه في العيش الكريم وحقه في التعليم وحقه في أن يساوى بغيره من الأطفال لا يجد سوى الشارع يربي أفكاره المغلوطة ويدرسه مبادئ الانحراف، بحيث يصنع منه أحد الشخصيتين إما شخصية سلبية لا نفع منها ولا تجيد سوى الذل والركوع للآخرين وإما شخصية إيجابية ولكن بسلوك إجرامي يجسد ضرره على المجتمع، فيتحول بسلوكه إلى شخصية انتقامية، والمشكلة الحقيقية تكمن في كيفية إيجاد حلول واقعية للحد من هذه الظاهرة التي لم تجد من يتبناها، فمنظمات المجتمع المدني تكتفي بتقديم إحصائيات مخيفة عن واقع الطفولة المزري في بلادنا ولا تسعى لإيجاد حلول حقيقية من خلال تقديم مشاريع فعلية تسعى لتطبيقها، فهذه المعضلة بحاجة إلى تفعيل الاتجاه القانوني والاتجاه الاجتماعي ووضع آليات لتنفيذها فالاتجاه الاجتماعي سيكون له دور كبير من ناحية تنشيط الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تكفل الأطفال اليتامى وتوفر احتياجاتهم وتدعم الأسر الفقيرة التي تدفع بأبنائها نحو المسؤولية بحثاً عن لقمة العيش وأيضاً الدور القانوني الذي يجب أن يحوي نصوص آمره تحمي حقوق الطفل التي تُنتهك باسم الجوع والفقر وتفعيل الدور الرقابي لمنظمات المجتمع المدني التي يجب أن لا تتخلى عن مسؤوليتها اتجاه هؤلاء الأطفال.

 *بقايا حبر:

التغيير الذي ننشده يجب أن نبدأ به من حماية الطفل وحقوقه، لأن الأطفال هم شباب الغد، فإذا كان واقع الطفولة في بلادنا بهذا المستوى من الضياع والتشرد.. فكيف سيكون المستقبل المشرق الذي ننشده؟!.
naaemalkhoulidi23@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد