;
فاروق مقبل الكمالي
فاروق مقبل الكمالي

لهذا لو كنت حراكياً أو حوثياً فسوف انتخب 1785

2012-02-20 04:54:39


تأكيداً لسنا أغبياء بقدر ما أننا كيمنيين ننشد حقنا في التغيير، وننشد حقنا في الحرية، وننشد حقنا في دولة مدنية قائمة على العمل المؤسساتي والعدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان .
واليوم ها نحن كيمنيين بعد عام حافل بالإرهاصات والأوجاع وأزيز الرصاص ودوي القنابل ودماء القتلى وأنين الجرحى وعويل الثكالى نقف على مسافة ساعات من إحداث أول نقلة حقيقية تتصدر نقلات التحول التاريخي في مسار السفينة اليمنية التي جنحت بشدة الأمواج وسط الصخور البركانية والجزر المرجانية، معرضة كل من على ظهرها لخطر الموت غرقا.
لذا فإننا كيمنيين ملزمون بالتوجه خلال ساعات نهار يوم 21 فبراير الجاري إلى صناديق الاقتراع ليس فقط من أجل اختيار عبد ربه منصور هادي رئيساً لسفينة اليمن، ولكن من أجل المساهمة الجادة في تحريك دفة السفينة صوتاً صوتاً ودرجة درجة بعيداً عن الصخور البركانية والجزر المرجانية بما يسهم بنجاتنا جميعا .
الاعتراف بالمشكلة أساس الحل وشخصياً أعتقد أن المرشح الرئاسي التوافقي/ عبد ربه منصور هادي قد بادر في أولى كلمات مهرجاناته الانتخابية إلى الشعب اليمني بالاعتراف بجملة المشاكل التي تسببت في جنوح السفينة اليمنية إلى مربعات الخطر بعيداً عن الإبحار بأمان والتي من أبرزها القضية الجنوبية وقضية صعدة .
لكن بين اعتراف المرشح الرئاسي التوافقي اليوم ، الرئيس المنتخب للجمهورية اليمنية غدا بهاتين القضيتين وبين العمل على صنع الحلول والمعالجات الناجعة لهما يقف طرفيهما موقف يؤكد أن ثمة في هذا الوطن من ما يزال غير قادرا على فهم القضية التي يتبناها أساساً وبالتالي فهو لن يكون قادراً على مساعدة نفسه في إيجاد حل قضيته، ومن أولئك جماعة الحراك الجنوبي في المحافظات الجنوبية وجماعة الحوثيين في صعدة.
من حق الجماعتين (الحراك والحوثيين ) ليس فقط الإعلان عن مقاطعتهما للانتخابات الرئاسية المبكرة يوم 21 فبراير الجاري ولكن أيضا ممارسة ما يعبر عن قناعاتهما السياسية والفكرية بكل قناعة بالامتناع عن الذهاب إلى مقرات اللجان الانتخابية و صناديق الاقتراع في هذا اليوم وعوضا عن ذلك الذهاب إلى أسواق القات..بدلاً من محاولة فرض مقاطعة الانتخابات بالقوة .

لكن على الجماعتين أن تدركا جيداً أنني لو كنت مكانهما لما أعلنت المقاطعة والرفض والتهديد بمنع الانتخابات بالقوة وإنني لو كنت أياً منهما فسوف انتخب هادي رئيساً لعدد من الأسباب ألتي تخص قضيتي .
فلو أنني من المنتمين للحراك الجنوبي فسوف أنتخب، لأن ورقتي الرابحة في الاستمرار في مشروعي الذي أتبناه اليوم تتمثل بعدم الكشف عن مقدار شعبيتي أمام المجتمع الدولي والعربي والمحلي وستكون مصلحتي أن أخوض الانتخابات.
كما أن شروعي باستخدام القوة لمنع لجان الانتخابات من العمل ومنع الناخبين من المشاركة في انتخابات تحظى بدعم دولي وإقليمي وتأييد شعبي، سينعكس سلباً على قضيتي لدى تلك الأطراف التي احتاج إليها تأكيداً أو سأحتاج إليها مستقبلا في حال لم تحقق الانتخابات ما يصبوا إليه اليمنيين من نتائج إيجابية .
لو كنت حراكياً لأدركت أن إصراري على المضي قدماً في مقاطعة الانتخابات والتعرض لها بالقوة فإنني سأضع قضيتي بعد الاعتراف الرسمي بها في موضع من نقضت غزلها بعد تمامه ولن يكون لذلك الاعتراف أي أثر في تحقيق نتيجة مرضية لقضية تبنيتها طويلاً وناضلت من أجلها بمرارة مقدما تضحيات غالية ولن أكون صاحب قضية مستقبلا.
ولو كنت حوثياً لكنت بذلت ما أستطيعه لإقناع الشعب وقواه السياسية بأنني تعرضت للظلم والعدوان وليس العكس وسوف انخرط فيما ينخرط الشعب به من عمل سياسي منظم بما في ذلك المشاركة في الانتخابات الرئاسية التوافقية يوم 21 فبراير الجاري فذلك على الأقل هو الطريق الوحيد الذي سيساعدني في مساعدة نفسي والانتصار لقضيتي بدلاً من التقوقع على نفسي وكشف أوراقي التي أملكها حتى الآن ما ينذر بتحويل قضيتي إلى مشكلة أمنية لن يكون لي فيها نصير.
وباختصار شديد لو كنت واحداً من أطراف تلكم القضيتين (الجنوبية،أو الحوثية ) لأدركت أن الانتخابات الرئاسية التوافقية باتت خيار شعب وليس فئة أو طرف وأن مقاطعتي لها لن يكون مساعداً لحمل قضيتي إلى طاولة الحوار الوطني بقوة وإنما سيضعها ذلك في هامش حوار من يرون في أنفسهم أنهم الأقوياء فقط ،ولهذا لو كنت حراكياً أو حوثياً فسوف انتخب هادي رئيساً

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد