إن ما حدث في محافظة أبين الشهر الماضي من هجوم مباغت على وحدات من القوات المسلحة المرابطة في وادي دوفس من قبل تنظيم القاعدة، يندى له الجبين ويخزي كل من له ذرة وطنية.
إن حتى الشعور الإحساس بالتأنيب تجاه ما حدث فلو جئنا نحلل ما حدث من جانب عسكري صرف، لظهرت لنا سوءاتنا والذي بتنا نخصف عليها من ورق بيان وزارة الانتفاع (الدفاع) البائس والذي ما يكون أشبه بحشرجات تطلقها لتؤذي كل من له قلب ألقى السمع وهو بصير.
والذي أفاد بأنه تم السيطرة على الوضع، ولم يكتفي واضع البيان بذلك، بل أخذ سيف عنترة وهزه بكلتا يديه "مع أن عنترة كان يشهره بيد واحدة" وردد قائلاً: إنه تم توجيه ضربات موجعة لعناصر القاعدة، وضع عزيز القارئ سبعين خطاً على مفردة عناصر.
فمن تحليلنا للوضع، تظهر لنا أسئلة عديدة محيرة تقشعر من أجابها الجلود، إذا إذا كانت بعض الجلود الملساء خالية من الشعر "بتشديد الشين وسكون العين" أو باردة الشعور، ويشيب منها الرؤوس إلا إذا كانت صلعاء، فمعذورة.
ومن هذه الأسئلة ما يلي:
-   كيف حدث هذا؟ ما حجم القاعدة في بلادنا؟ وهل هي من الضخامة بحيث أنها تستطيع الهجوم على أربعة ألوية عسكرية مجهزة بكامل سلاحها وعتادها وتقتل – أي القاعدة- أكثر من مئة وثمانون وتأسر أكثر من خمسون وتغنم الغنائم من أسلحة وعتاد ثقيل وخفيف دون أي رادع يذكر؟! ربما وسط ذهول غير مسبوق من قبل القادة والجنود؟.
-   ما حجم المعلومات التي يمتلكها هذا التنظيم المرعب؟ ومدى فاعليتها واستفادتنا منها؟ ولماذا امتلكت القاعدة صفة الاستباقية بدلاً عنا وهي الضحية لها دوماً؟ في هذه العملية تحديداً والمسماة "قطع الذنب"..
-   والأدهى من هذا أين استطلاعنا العسكري والاستخباراتي التابع للمنطقة الجنوبية؟ بل والتابع لكل لواء بمفرده؟ لماذا لم يعد رفاق السلاح مرافقين لأسلحتهم أم أنهم سئموا منها متناسين خطورة المنطقة والوباء الذي أصابها؟.. ولماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟ حتى تتعب لماذا؟!.
-   هذه الأسئلة أحثها إلى قائد المنطقة الجنوبية الملف المعزول من رحمة ربنا المحظوظ برحمة ربه، وقادة ألويته البائسون والأمن أكره وقلبه مطمئن بالدولار فجزاؤه تعيين آخر لرفع وأجمل بدون لفت نظر أو حتى عتاب من بعيد.
-   أحث أسئلتي إلى القيادة العليا "للقوات المسلخة" بالخاء، وكذلك إلى حكومة النفاق الوطني "إذا أرادت أن تكون" وإلى كل وطني غيور مخلص وشريف في ربوع هذا الوطن الغالي ولكي نجيب عليها جميعاً بصوت عالٍ ومخيف، ليقدم المسؤولون عن هذه الخيانة العظمى تحت سيف العدالة لنقتص منهم وتشفى غليل أسر الشهداء من أبطاء الميامين يرحهم الله، فالوفاء منا لهم ولتضميد جراح الجرحى والذين هم أكرم منا جميعاً.
يتطلب أن ننادي بل ونزأر بسرعة إعادة هيكلة الجيش، فلو كان جيشناً مبنياً على الطريقة الصحيحة لما كانت هذه المصائب، فهذا هو السبب، وضد هذا الفساد يعمل الثائرون.