يجب الإقرار أن مبدأ التحفيز بالجوائز المالية والعينية وليس التكريم المتأخر، مبدأ مهم لخلق حال من التنافس الذي يقود بطبيعة الحال إلى تطوير الرياضة وفق أسس وقواعد مهمة ومحددة تبدأ من تحديد معايير المشاركة في كل لعبة وفق أرقام وأوزان، وكذلك أعمار مضبوطة ومدروسة علميا، وتختتم برصد الجوائز المالية المناسبة لتصرف بشكل متلازم مع مخصصات البطولات حتى تسلم مباشرة للأبطال مع الكؤوس والميداليات فرديا بالمقام الأول، ثم جماعيا لأن البطل في اللعبة الفردية شخص وليس فريق!!.
ذلك هو المبدأ المفروض إتباعه في التحفيز، لأن التحفيز ليس مجرد كفالة تصرف لمن هب ودب بطريقة تستنزف ميزانية الرياضة اليمنية التي لا تزيد في مجملها عن نصف مخصص نادي المحرق البحريني – وفقا لما جاء على لسان معالي وزير الشباب والرياضة معمر الإرياني في لقاء متلفز - التحفيز مبدأ أصيل في خلق حال من التنافس الجدي الباعث على بث روح الإصرار لتحقيق البطولات، وتحطيم الأرقام بغية تحقيق الأحلام الخاصة والعامة، أما التكريم فإن له معانٍ أخرى بعضها يرتبط بنهاية الخدمة!!.
وبمناسبة التكريم أو لنقل التحفيز المتأخر الذي انشغلت به الوزارة وصندوق النشء - معا - خلال الأشهر المنتهية وانتهى إلى عرس كبير وفشخرة لم يكن لهما من سبب يوم الأربعاء الماضي إلا البحث عن صور حلوة لأصحاب الجهد المبذول والمشكور في تجميع فلوس التكريم الذي كان بالإمكان توزيعه عبر الكريمي أو في حفلة شاي، كما سبق وأن تم ذلك مع أبطال الدوحة 2011م.
بهذه المناسبة أجدني أجدد الطلب والمناشدة بمسألة غاية في الأهمية – من وجهة نظري - وهي رصد جوائز كبيرة لأبطال الألعاب الفردية تصرف فرديا وفق أسس علمية، بحيث تكون هناك جوائز لكل بطولة تنتهي بجائزة كبرى للفئة الوزنية أو الاختصاص الفني في هذه اللعبة أو تلك في نهاية الموسم.
سيكون من المفيد أن يخرج بطل الجمهورية آخر الموسم بجائزة ثمينة تدفعه لمواصلة التمارين بهدف الحفاظ على اللقب الذي سينازعه عليه غيره للوصول إلى ما وصل إليه ماديا وأدبيا.. يجب أن تكون الجوائز المالية للأبطال مغرية للتضحية بالوقت والجهد، ويجب أن تكون كبيرة بحيث تغني اللاعب البطل عن البحث عن داعمين وما شابه.
ماذا ينقص الرياضة اليمنية أن تقدم لبطل الجمهورية في وزن ما أو فعالية ما (100) ألف ريال أو (200) ألف ريال للمركز الأول؟ ـ طبعا مش أي مركز أول ـ وماذا ينقص الرياضة اليمنية أن تقدم في آخر العام جائزة بقيمة خمسة مليون ريال لأفضل رياضي وخمسها لأفضل لاعب في كل لعبة، وخمس خمسها لبطل كل فئة وزنية أو فعالية؟!.
أعتقد أن لا شيء يمنع إذا وجدت الإرادة، وكان هناك من يفكر بطريقة باحثة عن الإنجاز والتطوير والبطولات وليس مجرد الصورة الحلوة أمام عدسات التكريم الحلمنتيشي أبو (30) ألف الذي ربما يحصل إعلامي على مثلها وهو قاعد في كراسي المتفرجين فقط لأنه ساهم في تغطية ذلك الاحتفال البهيج.
خاتمة: مع أن قرار تعيينها لم يكن قانوينا إلا إنني أجزم أنه لولا إن نظمية عبدالسلام هي المدير التنفيذي لصندوق النشء لما تم التكريم، أتمنى أن تترك لتعمل وأن تنشغل الوزارة بعملها، وخصوصا البحث عن أسباب فشل انطلاق الموسم الرياضي لكثير من الاتحادات الفاشلة!!.