;
فؤاد الصياد
فؤاد الصياد

شعب صابر وأيادٍ عابثة 1664

2012-04-03 09:12:21


لقد تجاوز اليمنيون في ربيعهم الجميل معظم خلافاتهم إذا لم يكن تناسوها, حيث كانت إرادتهم في التغيير هي الأقوى وفي صدارة عقول وقلوب الملايين من أبناء هذا الشعب الصامد بحكمته، العظيم بصبره ورباطة جأشه ويؤكد لنا ذلك ما وجدناه من إجماع حقيقي بين أوساط الناس بل والغالبية منهم ممن يؤيد التغيير شكلاً وموضوعاً ,حيث لم نجد من ينكر هذا المطلب أو هذه الغاية ولو تتطلب الأمر إعادة النظر في أسلوب إدارة نظام الحكم السابق أو تغيير وإقصاء بعض من قياداته المتَنفذة فيه وكل ذلك من أجل إخراج اليمن من محنه وأزماته الخانقة إلى بر الأمان وما ننشده من تقدم ورفعة لهذا البلد الغالي على قلوبنا وتحسين المستوى الاقتصادي والمعيشي لأبنائه وكان التغيير ضرورة حتمية لصالح هذا الشعب، لأن من المحال دوام الحال وهذه سنة الله في الأرض ولم يستيقن النظام السابق بهذه الفكرة إلا متأخراً وعبر قياداته على وجه الخصوص الذين تحدثوا مؤكدين بأنهم مع ثورة الشباب ومع مطالبهم في التغيير وذلك كان بمثابة اعتراف ضمني من هذا النظام بوجود تراكم من الفساد المالي والإداري في كيان هذه الدولة المتهالكة من جراء أسلوب إدارتها بصورة هزلية ولم يعد للنظام والقانون منها سوى الاسم في الوقت الذي غابت فيه الإرادة والعزيمة الوطنية والنية الصادقة للعمل بجد وبروح الفريق الواحد من أجل أن نحيا بعزة وكرامة كبقية الشعوب والأنظمة التي نعلمها جميعاً والتي قد ألقت وراء ظهرها رواسب الماضي من خلافات عصبية ونزاعات مناطقية وجهل وتخلف واتجهوا إلى الأمام صوب المستقبل ولم نزل بكل خجل ننشدهم الدعم والمنح والخبرات العلمية ولأجل كل ذلك هي دعوة لنا جميعاً بالضرورة إلى الوقوف بكل مسؤولية باتجاه تصحيح المسار وتقرير المصير بالنسبة لهذا الشعب العظيم الذي صبر وتحمل وعانى الكثير طيلة العقود الماضية بسبب سوء الإدارة وترتب عليها الحالة المعيشية الصعبة لغالبية أبناء هذا الشعب وكان هو الضحية رغم ما يمتلكه من ثروات ومقومات اقتصادية تؤهله لأن يحيا حياة كريمة وقد استبشرنا خيراً بالتسوية السياسية التي رسمت لنا ملامح المستقبل القادم من خلال مبادرة إخواننا في دول الخليج التي مازلنا نطمح في استكمال تنفيذ بنودها ونخشى من صعوبة تنفيذ بقية بنودها لوجود أطراف لم تكن ترغب أو تتمنى أن نصل إلى هذه التسوية وصارت تتبنى المواقف المتداعية والمغرضة وتحاول الاصطياد في الماء العكر بأعمال الاختطاف والسعي لخلق الأزمات وجر البلاد إلى الوراء ولكن الفشل حليفها بإذن الله ولأنها عاجزة ومقهورة فإنها لم تجد وسيلة أخرى لتشبع فيها رغبتها إلا من خلال سعيها جاهدة في زعزعة الأمن وإقلاق السكينة العامة وإشاعة الفوضى والعبث هنا وهناك بممتلكات هذا الشعب الذي تجرع الأمرين وهو يقف صابراً ومحتسباً أمام أدوات الحقد الضال وتعطيل الحياة باستهدافها المنشآت الحيوية والإستراتيجية للبلاد مثل الكهرباء وشبكة الاتصالات وتجريد هذا الشعب من أي خدمة ولكن عبثاً يحاولون، فإن التغيير قد شاء ولا عودة إلى الوراء ودعاة التخريب وأذيالهم سيكشفهم التاريخ وإن فلتوا من العقاب عاجلاً فمصيرهم لا ريب سيكون آجلاً وسيجدون أنفسهم منعزلين مع بقايا المجرمين، لأنهم باعوا أنفسهم للشيطان ببعض من الأموال وأنا أدعوهم لأن يراجعوا أنفسهم قبل فوات الأوان، فقد تصبهم دعاوى أكثر الناس والمظلومين الذين فقدوا مرضى لهم في المستشفيات وفي غرف العمليات بسبب انطفاء الكهرباء والفطرة السليمة تأبى مثل هذه الأعمال المشينة، فمن يوقف لنا هذه الأيادي العابثة بمقدرات وخيرات هذا الوطن والتي سيفضحها الله ويكشفها التاريخ عما قريب وعند ذلك لن يرحمهم أحد لأنهم بفعلتهم تلك لم يستهدفوا فئة بذاتها أو جماعة معينة ولكنهم هنا استهدفوا شعباً بأكمله ولذا فعاقبتهم ستكون وخيمة وصبراً أيها الشعب العظيم .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد