;
منير علوان
منير علوان

إلى "الثائر الأول".. الإلتزام بخط سير الثورة 1996

2012-04-13 01:22:24


من منا يجرؤ على المزايدة عليه؟ من منا شمر عن ساعديه وخاض مواجهة حامية الوطيس مع أكثر الأنظمة رجعية وجبروت عرفها تاريخنا المعاصر منذ دخل البرلمان إثر ترشحه كمستقل في الانتخابات 2003م عن الدائرة 70 م/ القبيطة؟ من من النواب يستطيع أن ينكر أن هذا الرجل قال "لا" في أول اختبار لهم عند اعتماد الميزانية العامة في ذلك العام؟ ألم يعلنها ثورة منذ أن وطأت قدمه قاعة مجلس النواب؟! ألم يكن أحمد سيف حاشد أول من هز عرش الأمن السياسي عندما أصر على حضور غالب القمش للمساءلة؟ ألم يكن الشعب اليمني برمته "حاكماً ومحكوماً" يضرب ألف حساب لهذا الجهاز القمعي الذي أحال اليمن إلى معتقل فيه شتى صنوف الذل والإمتهان والاستعباد؟ "أقسم بالله أن هذا الرجل كاذب".. ألم تنزل هذه العبارة كالصاعقة على رأس وزير الداخلية "رشاد العليمي" وقام بتبرير إجراءات الأمن السياسي عند اعتقاله للقاضي/ أحمد سيف حاشد حيث تذرع الوزير بأن الأمن لم يكن يعلم بأن المعتقل هو النائب "حاشد"، فانتفض "حاشد" بشجاعة قلما يوجد لها مثيل في وقتنا الراهن مردداً العبارة السابقة أمام الجميع في قاعة المجلس؟ ألم يدفع الرجل ثمن كرامته ومواقفه غالباً حينما تعرض لمحاولة اغتيال راح ضحيتها "صهره" في أحد شوارع صنعاء وإلى يومنا هذا لم تأخذ العدالة مجراها؟ ألم يكن "حاشد" أول من أظهر للعالم بأسره الوجه القبيح للعصابة الحاكمة في هذا البلد وذهب إلى البرلمان الدولي وكشف لهم كل ما يجري في اليمن من كذب وتدليس وتزييف للحقائق باسم الديمقراطية التي ليس لها وجود البتة على أرض الواقع سوى في الأوراق والملصقات والأجهزة الإعلامية التابعة للعصابة الحاكمة؟.
إذن من كل ما سبق يتبين لنا أنه "لا قلق" أيها "الحاشد"، فأنت أشهر من نار على علم.
لقد كنت ملهماً للثوار وقائداً ميدانياً لهم في عدة مواطن ابتداءً من دخولك مجلس النواب وانتهاءً بتزعمك للمسيرات الأولى من ساحات التغيير مع زملائك أمثال خالد الآنسي، وتوكل كرمان وعبدالباري طاهر وسامية الأغبري وغيرهم كثيرون، لكنك كنت صاحب الرصيد الأعلى بين الجميع وهذه الحقائق مشهودة لا يستطيع أحد أن ينكرها..
ومما سبق كله أيضاً يتبين لنا بوضوح كوضوح الشمس أنك الثائر الأول بدون منازع أيها الـ"حاشد" ولأنك الثائر الأول مطلوب منك قبل غيرك أن تلتزم بخط سير الثورة أولاً وهو إسقاط "العصابة" بكاملها ومن ثم متابعة عملك الثوري في إسقاط كل فاسد أيا كان موقعه مع زملائك وشباب الساحات
.. من هذا المنطلق أحب أن أطرح عليك بعض الملاحظات والتي أرغب أن تتقبلها مني، كوني صديقك وأعد نفسي أكثر من ذلك:
الملاحظة الأول: ألا ترى أخي "حاشد" أنك تركت الهدف الأول وبدأت تنشغل بأشياء جانبية قبل أن تستكمل هدفك الأبرز والذي في نظرك ونظر "الائتلاف المدني" و"جبهة إنقاذ الثورة" لم يتحقق هذا الهدف إلى الآن.
الملاحظة الثانية: ألست معي أخي "حاشد" في أنك أشعلت حرباً جانبية بينك وبين تيار كبير كـ"الإصلاح" وبالتالي أشعرت الجميع وكأن الثورة هي على الإصلاح وليس على "صالح" وهذا في حد ذاته يمثل انعطافاً خطيراً في مسار ثورتك التي بدأتها ويفترض بك أن تتحاشى هذا الصدام ليس خوفاً من الإصلاح ولكن لأنك أنت والإصلاح على خط سير واحد وهو "إسقاط عصابة صالح" وإذا كانت هناك بعض التصرفات التي أزعجتك من قبل بعض الأشخاص المحسوبين على الإصلاح فينبغي عليك أن تلتمس لهم العذر "في الإصلاح" وتعالج المسألة مع الأطر القيادية فيه، فهناك الكثير من الاختراقات داخل الأحزاب والإصلاح كغيره مخترق وكونه أكبر الأحزاب حالياً فلديه من الاختراقات الشيء الكثير لإحداث مثل هذه البلبلة.. ولكن على المستوى الرسمي في الإصلاح فانني لم أسمع أنهم دخلوا معك في إشكالية وهذا يحسب لهم إلى الآن.
الملاحظة الثالثة: من خلال مقالاتك التي أقرأها والمقابلات التي تجريها ومواقفك التي أعرفها.. ألا تلاحظ معي أيها العزيز "حاشد" أنك تضرب في جميع الاتجاهات وفي نفس الزمان والمكان وهذا يتناقض مع أبجديات العمل الثوري، حيث يفترض بك أن تسلسل أهدافك وتبدأ بتحقيقها الأول ثم الثاني وهكذا... إلى أن تتحقق بكاملها.
 أخيراً أختم مقالتي هذه برسالتين..
 الرسالة الأولى إلى "المحسوبين على الإصلاح".. أقول لكم: إن القاضي والنائب الثائر أحمد سيف حاشد "ليس عدوكم" بحسب تشخيصكم لأعدائكم وأعداء الوطن، فهو ليس بسارق ولا قاطع طريق ولا قاتل ولا ناهب مال عام ولا متسلق ولا فاسد... إلخ، هذه الصفات القبيحة كلها ليست فيه ورجل مثل هذا والله ليس بعدوكم إن كنتم حقاً تصنفون الأعداء كما سبق.
أما إن كنتم محسوبون على الإصلاح فهو ليس بعدوكم ايضاً ، وإن كنتم مدسوسين في الإصلاح فأنتم تلعبونها "صح"، حيث وقد استطعتم أن توجدوا شرخاً ولو بسيطاً بين تكتلات الساحة ولكني واثق من قدرة الإصلاح كحزب سياسي كبير على لجم تلك الأصوات التي بدأت تشذ عن خط سيره الرصين وتسببت في تحسس الكثير من "الإصلاح"، كما أنا أيضاً واثق من صفاء نية النائب حاشد ونقاء سريرته فلقد عشت معه وأكلت وشربت معه، فما وجدته إلا من أكرم الناس وأشجعهم وأكثرهم صدقاً مع نفسه ومع غيره وهو رجل صريح بشكل "مخيف" وهذا ما تسبب له في كثير من الإشكالات وتحولت صراحته من ميزة له إلى مشكلة له مع الكثيرين..
الرسالة الثانية: إلى اللاعبين بالنار أينما وجدوا:
أحمد سيف حاشد ليس فرداً عادياً كما تتصورون وإنما هو رمز للثورة وهو رجل رضع الثورة منذ طفولته.. وللتذكير فهو سليل أسرة مناضلة جسورة وأخوه الأكبر "الشهيد" علي سيف حاشد كان غضنفراً يحسب له ألف حساب حتى وهو في قبره، فلا تلعبوا بالنار فتبدأ بكم.
///////

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد