;
منير علوان
منير علوان

المؤسسات ضمان الأوطان.. المشترك أنموذجاً 1996

2012-04-18 03:55:01

 
كثيراً ما يسمع الناس بمصطلح "المؤسسات" وذلك عبر مداولات ونقاشات ورجال السياسة والأدباء والمفكرين وغيرهم ممن يعوا معنى هذا المصطلح بمفهومه الدقيق والشامل، ومطالبتهم بدولة تكون ركيزتها الأساسية هيئات منتخبة من الشعب مباشرة كمجلسي النواب والشورى مثلاً، وأخرى مشكلة بطريقة وطنية دقيقة وتحت إشراف مجالس الشعب المنتخبة كالجيش والأجهزة الأمنية المختلفة، إضافة إلى المؤسسات الإيرادية العامة بجميع أنواعها.
كل هذا حتى تستطيع الدولة أن تنطلق إلى الأمام بخطى ثابتة ومدروسة تحقق -من خلالها- تنمية مستدامة لشعبها، إلا أننا في هذه الأيام بدأنا نشعر بأننا نعاني من "أزمة مفاهيم"، فبالنظر إلى ما نشاهده ونسمع عنه من فعاليات احتجاجية هنا وهناك كما يحدث في بعض المعسكرات والقواعد العسكرية وكذلك في بعض المرافق العامة كصانع الأسمنت والموانئ وغيرها، يتم تسمية هذه الاحتجاجات بـ"ثورة المؤسسات"، وهذا في اعتقادي مفهوم خاطئ لهذا المصطلح، فهذه المرافق جميعها لو كانت مؤسسات بالمعنى الحرفي الدقيق لما كانت فيها هذه الإشكاليات المختلفة، ولكنها عبارة عن شركات خاصة بأولئك الثلة الحاقدة التي حولت الوطن بأكمله إلى مشروع استثماري خاص بها وبمن يدور في فلكها.
إذن ومن خلال هذا التوضيح لمصطلح "المؤسسات" حري بنا أن نطالب إخواننا السياسيين والإعلاميين بالذات وكل من له علاقة بهذه الفعاليات بألا يخلطوا بين هذه المفاهيم حتى يستطيع المواطن العادي أن يعي ما يدور حوله ولا يقع فريسة لمن يستغلون جهله بها كما حدث أثناء اندلاع الثورة حينما كانت هناك شعارات ترفع مثل "الشعب يريد إسقاط النظام"، كثير من الناس التبس عليهم هذا الشعار، لأنه يحتوي على كلمة "نظام" والعامة تعرف هذه الكلمة بأنها تعني "كل شيء تمام" بالمعنى الحرفي للكلمة ولا يفهمونها كمصطلح سياسي لطريقة الحكم، فلماذا إذن يطالب هؤلاء الناس (الثوار) بإسقاطه؟! ألا يفترض بنا أن نرفع شعارات تتناسب مع واقعنا؟! وهل الطريقة التي كانت البلد تحكم بها تسمى "نظاماً" أم التوصيف الدقيق لها هو "عصابة" وهذا ما أثبتته الأيام للجميع وبشهادة الكثير من المراقبين الإقليميين والدوليين؟! ألم يستفد أركان العصابة الحاكمة من جهل الناس بهذه المفاهيم؟! ألم يخرج زعيمهم ذات يوم قائلاً: "إن من يريدون إسقاط النظام يريدون تخريب الوطن"؟! وهذا ما جعل الكثير يلتزمون الصمت حيال ما يجري.
إذاً بالعودة إلى ما سبق ذكره هل يوجد في وطننا أخي القارئ شيء اسمه مؤسسات؟! قطعاً ستكون إجابتك بالنفي، لعدم وجودها بمفهومها الشامل من الشعب وللشعب ولكن توجد كيانات مشكلة بأوامر من الحاكم وعبر الشعب بشتى طرق الإذلال ولكنها تخدم الحاكم وشلته وليست للشعب كما يدعون، وهذا ما أوصلنا إلى ما نحن عليه، حيث لا قيمة ولا معنى للبرلمان ولا لمجلس الشورى ولا توجد لدينا مؤسسة وطنية ممثلة بالجيش ولا بالأمن، حيث معظم قوات الجيش والأمن وأكثرها تدريباً وتسليحاً بيد أفراد العصابة الحاكمة.
إذاً ما الذي جعل هذا البلد الذي يمتلك مواطنوه أكثر من ستين مليون قطعة سلاح – بحسب تقديرات عالمية- يخرج من كل هذه الأزمات بأقل الخسائر الممكنة؟! من الذي استطاع أن يلجم تلك الأفواه الفاغرة والتي أرادت أن تلتهم الوطن بما عليه وتتركه "قاعاً صفصفاً" أليست مؤسسة "اللقاء المشترك؟!" أليست هذه المؤسسة "المشترك" هي من ضبطت الأمور في هذا الوطن بعقلانيتها والمسؤولية التي أبدتها في التعاطي مع الأزمات المتلاحقة التي افتعلها ولا يزال يفتعلها أقطاب الحكم السابق؟.. ألم تتجسد الحكمة في أعلى درجاتها في قيادة هذه المؤسسة "المشترك" وأعضائها ومناصريها؟! ألم يعترف الكثير من المراقبين والمهتمين بالشأن اليمني بأن "المشترك" هو محور الارتكاز في المنظومة السياسية اليمنية؟!.. أعرف أن هناك من سيخالف رأيي وله كل الحق في ذلك، ولكن فقط أدعوه إلى النظر بعمق وبدقة إلى ما حدث في ليبيا ويحدث الآن في سوريا، فهذان البلدان لم تتوفر فيهما معارضة قوية ومنظمة كـ"اللقاء المشترك هنا" ولا توجد أيضاً بهما مؤسسات عسكرية كما في تونس ومصر إلى حد ما وهذا ما جعل "ليبيا وسوريا" يقعان في مشهد أكثر عنفاً ودموية مما نحن فيه هنا في اليمن وفي مصر وتونس، وهذا كله في تقديري عائد إلى هذه المؤسسة العملاقة المتمثلة بـ"اللقاء المشترك"، إضافة إلى الدور العظيم للقوات الثورية في الجيش والأمن.
وللأمانة منذ نشأ هذا الائتلاف بدأ البلد يخطو نحو التغيير بثبات واستطاع "المشترك" أن يتولى زمام المبادرة في التحولات التاريخية العظيمة التي حدثت مؤخراً ولولاه بعد الله لما وصلنا إلى هذه اللحظة الفارقة في تاريخنا، حيث استطعنا وبصدور عارية إخراج أعتى حكم استبدادي مدعوم من عدة جهات إقليمية ودولية حاقدة على هذا الوطن وأهله، حيث وضعت كل ثقلها خلف هذا الدكتاتور "العميل" الذي فتح لها أبواب الوطن على مصراعيه للعبث فيه كما تشاء.
بحنكة ورباطة جأش "قيادة المشترك" وكوادره وبقية أفراد الشعب الشرفاء تم الوصول بالوطن إلى بر الأمان ونحمد الله على ما نحن عليه، فقد يقول قائل: ما زالت الأوضاع غير مستقرة.. فأقول له اطمئن، فالبلد قد خرج من عنق الزجاجة والشعب قد حدد وجهته ولن يعود إلى حيث كان مطلقاً، وهذه القلاقل هي بمثابة "رقصة المذبوح" كما يقال.
أخيراً أقول وبكل صدق وإيمان وفخر: إن اللقاء المشترك هو المؤسسة الوحيدة بالمعنى الحرفي للكلمة وعلى شاكلته نريد أن تكون المؤسسات في يمننا الحبيب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد