;
محمود الحمزي
محمود الحمزي

جمال بن عمر.. قائد ورجل بحجم اللحظة الراهنة 1838

2012-04-24 12:45:04


السيد/ جمال بن عمر رجل غني عن التعريف به، والحديث عنه، وقد سجل اسمه بأحرف من نور ونقش أثراً له طيب الذكر لا ولن ينسى في تاريخ وذاكرة اليمنيين، وما من شخص في اليمن يحب وطنه إلا وهو مدين لهذا الرجل الذي قاد ثورة اليمن السلمية إلى بر الآمان ولا زال، برغم أني لا أحب المدح والثناء لأي شخص كان، لأن المديح والثناء صفة يجب أن تخف كثيراً في أمتنا العربية، ولابد من تفعيل القاعدة التي تقول أحثوا التراب في وجوه المداحين ، وسأتحمل تراب من سيحثو التراب في وجهي مهما كان مقداره كوني خالفت ما قلته آنفاً، وبما أن السيد جمال بن عمر قد أبلى بلاء حسنا واجتهد مالا يجتهد فيه غيره ، مع إيماننا بجهود كثيرة مجهولة ، قد تحمل الصعاب والمتاعب وهو يُعمل عقله وروحه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في اليمن السعيد قديماً الشقي حديثاً بفعل سياسات الاستبداد والجهل والأمية التي انتهجها نظام اللانظام خلال 3 عقود من عمر اليمن الحديث، هذا الرجل الذي أوكلت له مهمة صعبة وغاية في التعقيد ، فقد فشل مجلس التعاون في هذه المهمة فشلاً ذريعاً، صحيح بأن العالم كله يردد اسم المبادرة الخليجية كأداة إنقاذ أخرجت اليمن من أتون صراع قادم سينتقل خطره إلى كل مكان داخلياً وخارجياً، لكن المبادرة بقية كعناوين رئيسية، وجمل مبهمة ، وكان صالح يتحجج باسم الآلية التنفيذية، كمبرر لبقائه ولاستثمار عامل الوقت والتهرب من حق الشعب التواق للحرية والتغيير ، ولطالما أتعب صالح مبعوث الخليج الدكتور عبد اللطيف الزياني أيما تعب وناله من سوء الأخلاق الصالحية ما الله به عليم، انتهت تلك الأخلاق الصالحية بحصار في السفارة الإماراتية ، وكان ذلك الحصار الذي استنكره كل أبناء الشعب رسالة كافية لقياس مدى الفشل الخليجي في إقناع صالح بالمبادرة ، فلم يعلن عن موقف واضح لمجلس التعاون يبين ويوضح الحقيقة التي تدور خلف الكواليس ، مع أن الجميع يدرك ما يدور خلف الكواليس، لكننا كيمنيين كنا والعالم من ورائنا يرقب بياناً خليجياً يوضح الحقائق ليس إلا، المهم أن الموقف الخليجي ذهب بالمبادرة الخليجية إلى مجلس الأمن دونما إشعار واضح وتصريح رسمي عبر بيان يهدد صالح بتحويل الموقف الخليجي إلى مجلس الأمن، بالمناسبة البيان الذي كان واضحاً وقوياً هو بيان اجتماع وزراء مجلس التعاون في 24 سبتمبر عقب أحداث جولة كنتاكي والقاع وكان في نيويورك، إذ يعد هو البيان الأقوى والأكثر وضوحاً وقد كان الملف اليمني في مجلس الأمن آنذاك ، فبعث جمال بن عمر إلى اليمن وبدأ مرحلة طويلة من العناء والشقاء والكفاح الذي سيسجله التاريخ خصوصاً وأن بن عمر قاد معركة مع ديكتاتور عصري جمع كل ألوان المكر والخداع والكذب والدهاء في آن واحد، فحقق بن عمر نجاحات مبهرة جعلت الجميع يتسأل من هو بن عمر؟ وما أصله؟ وما هو تاريخه؟ ووو... فعرف الجميع وقرأ عن سيرته الحافلة بالنضال الذي بدأه في مسقط رأسه المغرب العربي الشقيق، فسجل علامة لا تقل أهمية ولربما أكبر من تلك النضالات السابقة ، وباعتقادي لولا دهاء هذا الرجل بعد فضل الله ودماء الشهداء وصمود الثوار، باعتقادي لكان حال اليمن ووضعها الآن مختلفاً بكل المقاييس ، لو قٌدر لليمن معركة حربية مع نظام صالح ، لربما سجلت صنعاء لوحدها في أقل من نصف شهر ما يقارب خمسين ألف قتيل ، لكن ابن عمر السياسي الذي عمل ليل نهار، حاول مرارا وتكرارا ولم يصب بيأس أو قنوط وهو يقنع صالح بالتوقيع ، كان يقطع شوطاً هاماً وكبيراً في بلورة الآلية التنفيذية لإخراجها بشكل يلبي رغبات الثوار بما يحقق تطلعاتهم على المدى البعيد ، وبما يؤسس لدولة مدنية حديثة ، وقد قال ذات مرة: ليس لدينا وصفة جاهزة للحل ، وهذا يعود لليمنيين أنفسهم.. إنه رجل بحق ، يشعرنا بأنه لن يكون يمنيا أكثر من اليمنيين أنفسهم ، وعليهم دون غيرهم تقع المسؤولية ، وفي الوقت ذاته كان يذهب شمالاً وجنوباً يمنة وميسرة كي يسدد ويقارب بين الرؤى ، وحينما لم يقتنع صالح ، قال ما مفاده بأن مجلس الأمن ليس مجلس التعاون ، ولوح بالعقوبات أكثر من مرة ، والعقوبات على أشخاص ، دون معاقبة الشعب ، إنه سياسي حكيم يعرف كيف يقول الكلمة الفصل ، مهما قلت عنه لا أستطيع إعطائه حقه ، وسأزيد شيئاً فقط كي لا يطول الحديث ، حينما جاء قانون الحصانة بصفته الأولى رفضه علناً وبكل وضوح وشفافية ، وأخرج القانون بصيغة أخف بكثير مما كان ، وأضاف بند قانون العدالة الانتقالية ، جمال بن عمر له تاريخ مشرق وناصع حاول أن لا يلطخه بقانون حصانة للقتلة ، فقالها ذات مرة وهو بالمستشفى الميداني ، الأمم المتحدة لم تكن طرف في طرح فكرة قانون الحصانة ، لأن المبادرة الخليجية نصت منذ مجيئها على هذا البند ، الذي كان يعده صالح أهم بند في المبادرة ، فحاول بن عمر أن يجد مخرجاً كي لا يلطخ تاريخه بقانون مسيء كقانون الحصانة ، لكنه وقع فيه بطريقة أو بأخرى وخرج بأخف الضررين .
تساءلت وغيري كثيرين في يوم الاقتراع، عن سر عدم منح بن عمر بطاقة انتخابية كي يشاركنا، فنحن صرنا معاشر اليمنيين نشعر بأنه يمني وبكل تأكيد أكثر وطنية ليمننا من كثيرين من أبناء الوطن الذين أفسدوا فيه وقادوه إلى وضع بئيس كهذا، لا أخفيكم أني لا زلت أخاف وأخاف ألف مرة من القادم لليمن، كون المراحل القادمة حقلاً واسعاً من الألغام، لكن حينما أتذكر أو أرى جمال بن عمر يخف ذلك الشعور، بل لربما يزول، لإيماني العميق بحكمته ودهائه السياسي، فهو من زار جبال صعدة وتعشم عناء السفر بزيارة عدن وتعز وغيرها من الأماكن والشخوص في سبيل تفهم المشاكل ومشاهدتها للبحث عن حلول مناسبة، ومع ذلك فهو بشر يخطئ ويصيب وليس ما قلناه عنه يبرئه من الأخطاء، فمن يعمل لا بد وأن يخطئ، فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر، مع إيماني بأن الله سيجازيه أجوراً كثيرة ومضاعفة علمها عند ربي في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.
وفي نهاية مقالي هذا أقول لإخواني الثوار ومن ورائهم الشعب بأكمله: أهداف ثورتنا بصمودنا ستتحقق ومعنا الله قبل كل شيء ومن ثم هذا الرجل العظيم، بحسب اللهجة الدارجة لـ"الجندي" والذي صار نكته شعبية بامتياز.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد