;
نبيلة الوليدي
نبيلة الوليدي

من يرفع الساحات؟!! 1981

2012-05-20 03:06:36

 
يتعالى هتاف البعض بقذائف العبارات المغلفة بفحيح مقلق يندى عن شعور الكراهية الذي يجتاح قلوبهم تجاه الساحات والمرابطين فيها!.
 يطلقون شرراً من العيون الملتهبة بنظرات الحقد، ويرمون جام غضبهم على الساحات، تتعدد أسبابهم و مطلبهم واحد: ارفعوا الساحات..
ما بالهم؟!
أي مس من الجنون يصيبهم عند رؤية جموع المرابطين في ساحات الحرية والتغيير على طول الوطن وعرضه؟ ما الذي يهيج خاطرهم ضد هذه الساحات, لماذا تؤرقهم, لماذا تقلق عيشهم؟؟ يضيقون ذرعا بها كأنها فرشت على صدورهم وكتمت أنفاسهم!
الساحات مسرح المجد العبق بدماء الشهداء، المطرز بقصص الفداء،المعطر بعرق النضال، المشيد بعزم كالجبال؛ من فتية صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر أن يحصد ثمار الجهاد الطويل، والسير الحثيث على دروب الموت فوق شفرات غضبة العتاة وسطوة الجبابرة من زبانية وحراس الطاغوت الجاثم على صدر اليمن لأكثر من 33 سنة..
الساحات ألق الفتوحات، منها يتوهج نوراً على جبين الشباب الذي وجد أخيراً ذاته واسترد أحلامه وقرأ تاريخه بعمق، واتحد مع إنسانيته الضائعة بين ركام القهر والظلم والفقر والفساد..كم شاباً عرفته كان بائساً يائساً مدمناً محطماً أحيته الساحات؟؟
كنت قبل الثورة أسير في الطرقات وأتفحص أحياناً الوجوه، أختلس النظر لتلك العيون الزجاجية الباردة!! لكم صعقني نظرات ميتة باردة!! كان الصقيع يلف الأنفس..وينتشر الخراب، و ينعق طائر الموت على الخواطر.. كان عيش جل شبابنا عيش الموات, كنت أنظر ملياً وأتساءل: أهؤلاء جيل النهضة؟ أهؤلاء من سيشعل الفتيل ويحيي هذه الأمة التي ترقد في سبات طويل؟؟ أهؤلاء من سيصنع التغيير؟ وتأتيني الإجابة من حالهم قبل مقالهم :هيهات!!
وهاأنا ذا أراهم اليوم؛ هم ذاتهم وقد توقدت في عروقهم الهمم، وتحطمت النظرات الزجاجية وبرق نور الحياة في المآقي، وارتفعت الأكتاف المرتخية، واستعرت الرغبة في حياة الخلود،خلود التحرر من القهر..
 فإما حياة تسر الحبيب * وإما ممات يغيظ العدا.
لا أدري لماذا لا يرى هؤلاء الذين يضيقون ذرعاً بالساحات ما صنعته الساحات بشبابنا؟ الثورة صنعت جيلاً مختلفاً، متوثباً، واعياً، مدركاً للفرق بين حياة الوجود وحياة الشهود.. ولو خرجنا بهذه الثمرة فحسب لكان ذلك فتحاً مبيناً، كيف وهي تفعل الأعاجيب؟..قصص الآباء وصور مدهشة من صور التضحية و الفداء سطرتها الساحات على جبين المجد، سيخلدها التاريخ للأبد.. ثم كيف ترفع الساحات ولم تزل أيدي الأخطبوط تعبث في أرجاء الوطن، وحتى قرارات الرئيس لا تنفذ إلا وسيف "مسرور"الأمم المتحدة على الأعناق!!
من يملك قرار رفع ساحات الحرية والتغيير؟؟
قرار رفع الساحات ليس بيد هؤلاء ولا هؤلاء.. لن يتجرأ أحدهم ويصدر هكذا قراراً أحمقاً لأنه وببساطة أي حزب سيفعل ذلك سيفاجأ بأن كوادره لن تنصاع للأوامر.. أو سيصدم حينما يبقى في الساحات جل روادها ويدرك الجميع الحقيقة التي يتحاشونها بأن الثوار ليسوا جميعهم مسيسين, إنهم أبناء اليمن الذين خلعوا ربقة العبودية للأشخاص والرموز وتسامت هممهم لصناعة يمن جديد وزمن حر يستحقهم ويستحقونه بجداره.


الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد