;
طاهر حمود
طاهر حمود

الهوة شاسعة.. 1714

2012-05-22 15:53:03


(1)
في مصر الكل يخاف من صلاحيات الرئيس في دستور ما بعد الثورة وفي اليمن الرئيس يبحث عن مكان في عقل المجتمع اليمني لإنفاذ قرارات تصب في مصلحة الوطن، بمعنى في مصر المشكلة غياب النص وفي اليمن في تطبيقه، أي في قلب وعقل المواطن اليمني في أي مرفق وهي أزمة عميقة تحتاج إلى ثورة تجتثها من الجذور لصياغة ثقافة جديدة قائمة على المؤسسية وماذا يعني قرار من سلطة قانونية في ذات من استهدفه القرار وكذلك البيئة من حوله كقوة ضاغطة للتطبيق لا تقبل مجرد الخواطر في التمرد ومستعدة للتضحية لتحقيق معنى هذه الثقافة واقعاً حتى لا تهتز قداستها وتصير الأمور إلى فوضى ولا معنى لمسئولية أو كيان دولة وهيبتها.
وعلى الثورة أن تعي هذا الخلل وصناعة ثقافة جديدة في هذا الاتجاه تهدم الثقافة المتخلفة وتبني ثقافة وطنية لا حظ لذات أي شخص شخصي أو اعتباري، إكبار الذات مهما بلغت قوته أياً كانت القوة مالية أو جهوية أو غيرها فإنها تسقط بين عامة الشعب تحت الأقدام عند فقط التلميح ومعنى "أنا خير منه".
مثل هذا الهدف حتى يأخذ موقعه في ثقافة الشعب اليمني يحتاج إلى وقت ممتد ربما لسنوات حتى تترسخ مفاهيمه وتشارك فيها كل قوى المجتمع الحية والمؤسسات الإعلامية والثقافية والتعليمية والمؤسسات الحكومية التي تمكن على رأسها من يحمل معنى سيادة القانون والسلطة للجهة القانونية.
لكن يمكن أن تكون هناك أمور مستعجلة تفرضها القوة الثورية والمواجهة مع الجهة (المتعنترة) على مصدر القرار والسيادة الوطنية، السيادة التي تعني العدالة والمساواة والفرص المتكافئة وهذا يجب أن يكون من خلال خطة محكمة تحشد الرأي العام الشعبي وتعكس الصورة السيئة عن الجهة التي تُكبر ذاتها فوق القانون والسيادة الداخلية.
(2)
لو أن الخيط يخيط (البسق) لاستقام (الوطن/الثوب) مخيطاً وجميلاً.
نحن اليوم ندفع ونبذل الجهد لكن دون تخطيط من خلال واقع وبناءً على معلومات دقيقة ومعرفة شاملة بحقيقة المشكلة وحدودها وأسبابها ونقاط القوة في المقاومة وأماكن الضعف، نقاط القوة نناوشها فتهلك في ذاتها وأماكن الضعف فنهاجمها.
وهذا بعد أن نعرف الذات وما تملك من قوة وأين مكامن القوة للمحافظة عليها والضعف فنقويه.
فإذا ظللنا نعمل في نظام من الفوضى، فذلك إهدار مضاعف لكل المقدرات إلى ما هو أبلغ وهو الدمار النفسي وأي خسارة إن كان ذلك.
(3)
من تأخذه الأقدار كُرهاً إلى قسم شرطة أو جهة ضبطية تقدم خدمة متابعة وإلزام يرى حجم الدمار الذي لحق بمعنى إنسان الذي تحول إلى وحش كاسر عديم الإحساس والمشاعر تجاه من جاء يشكوه ملمة حصلت عليه فلا إصغاء ولا مبالاة أما إذا قدر لك أن يكون الطيب منهم مسك معك الخط لتبدأ تشرح ما حصل لك لا ترى المشاعر المنبئة عن إنسان يتفاعل معك ويتخذ الإجراءات اللازمة في متابعة القضية بقدر ما يفكر ماذا ستعطيه من نقود حتى يبيعك الخدمة التي لن تصل إلى معناها والمسمى خدمة ومقابل ما دفعت إن استجبت للابتزاز والدفع.
ومن هنا ترى حجم المسافة والشرخ العميق في نفسية الموظف العام عديم المهارة الفنية في تأدية الواجب وكان من المفترض أن يكون أبعد من المهارة الفنية إلى العقلية المفكرة والبعد الإنساني في عمله إلى التنظير في مجاله.
اليوم وحتى تأتي الثورة ثمارها لابد من عمل ثوري لإعادة بناء التوجه الإنساني والوطنية والمهنية لدى الموظف العام ومعالجة أسباب ذلك .
النخب الثقافية والأكاديمية والإعلامية وكل أفق تفكيري من الضروري الاستفادة منه في مثل هذا الظرف الحرج لتعطي الثورة ثمارها والتغيير إلى المعاني لا المسميات.
المرافق وهي تعمل بوحشية الذئاب المفترسة للمواطن من الضروري أن تصلها الرسالة واضحة أننا في زمن وعهد جديد عليها أن تنضبط وفق مساقاته وأهدافه والمخالفة لا تعني إلا تحمل المسئولية والمحاسبة وإن اقتضى العقاب.
والصورة في المرفق العام أياً كان بتلك القتامة يكون من اللازم الوقفة الثورية تجاه مثل هذا الثلم وكيفية المعالجة وإعادة بناء الجوانب الإنسانية واستعادة المواطن معاني الوطنية.
الدور للنخب بكل تنوع تخصصاتها واهتماماتها دور رقابي لكل المرافق العامة، بعد أن تعمل الحكومة على تسهيل الوصول إلى المعلومة على أن تستخدم من الجهة التي ستمثل الرقابة في حدود التصحيح وفق المصلحة العليا لا الضرر والتعدي ومراعاة أمن الوطن القومي إن كانت المعلومة يترتب عليها بعد ذلك الاتجاه.
ومن المهم أن يكون على رأس أي مؤسسة ومرفق خدمة شخصية تفكيرية، أي ذات بعد تفكيري لها من القيم والمعاني الإنسانية ومن العقل المتحرر من البيروقراطية والتعدي إلى المقصد والروح من الإجراءات الشكلية الروتينية يستوعب المشكل ويصنع الحل وفق أبعاد مختلفة لها ارتباطات غير متصادمة الجزئيات المختلفة في الكيان الكلي وتأخر تحقيق الشهود الحضاري للكيان العام والدولة.
(4)
الموظف العام أصبح في عهد صالح ذئباً مفترساً في موقعه الوظيفي لكل من يأتي إليه يطلب الخدمة ومن مهام الثورة هو إعادة ضبط وتأهيل الموظف العام وبنائه ليكون يحمل نفسية طبية وحب لعمله والتفاني فيه من أجل تحسين وتجويد الخدمة التي يقوم بها.
ومن مهام الثورة هو أن تكون عيناً راصدة لكل مخالفات العمل بشكل عام وإساءة استخدام الوظيفة العامة بوجه خاص لمصالح شخصية أو التقصير في تأدية الواجب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد