المعروف عن اليمن منذ القدم أنها بلاد السدود وذلك لكثرة السدود التي كانت باليمن وأشهر تلك السدود سد مأرب العظيم، ذلك السد الذي سلط الله عليه جندي من جنوده لأن أهل مأرب في ذلك الزمان لم يشكروا نعمة الله عليهم، فسلط الله على ذلك السد فأراً، فخرب بخراب ذلك السد حضارة ظلت شامخة قروناً عديدة واليوم يدرك الجميع أن اليمن مهددة بنضوب المياه الجوفية، تلك المياه المخزونة والتي تعتبر في كل الدول مخزوناً احتياطياً لا تسمح لأحد باستخراجها إلا بإذن من الدولة إذا وجدت الضرورة لذلك، لأن المخزون الاحتياطي من المياه الجوفية إذا استنفدت فحيات الناس مهددة بالموت أو الهجرة لكن مع الأسف الشديد فإن المواطن يجهل هول تلك الكارثة التي ستحل بالمجتمع إذا نضبت المياه الجوفية، فمديرية خدير اليوم على شفا كارثة محققة إن لم تتداركها عناية الله ويقوم المسؤولون بواجبهم وعلى رأسهم الأستاذ/ شوقي احمد هائل في إيقاف الحفر العشوائي للمياه من أجل شجرة القات التي تنتشر في وديان هذه المديرية بشكل جنوني، كل ذلك من أجل الربح السريع الذي يحصل عليه مزارع القات على حساب المياه وعلى حساب صحة الناس الذين يتناولون القات البلدي الذي يحتاج إلى غمر التربة بالماء والمبيدات المحرمة دولياً وهات يا قطفات بالشهرين قطفة وعلى حساب أرواحنا ومياهنا اليوم..
جف نهر ورزان والذي كانت مياهه لا تنضب وكانت مياه ورزان تجلي هم المحزون ويجد فيه اليمني متنزهاً طبيعياً له ولأولاده، لكن عندما حل القات البلدي في مناطق ورزان وحفرت الآبار العشوائية على ضفتي النهر انتهى ذلك النهر الجميل ورحلت معه المتعة والبسمة التي كان يرسمها في قلوب ووجدان زائريه وكأنّ مزارعي القات البلدي يأجوج من نسل و مأجوج يجففون المياه فيمر، آخرهم وقد جفت البحيرات فيقول آخرهم كان هنا ماء ونحن اليوم نمر على ورزان نقول كان هنا ماء وبعد هذه الكارثة التي حلت بخدير برحيل نهر ورزان نرى اليوم حفراً عشوائياً من قبل مزارعي القات ولكن هذه المرة المصيبة أعظم، إنه حفر للمياه الجوفية والتي تعتبر مخزوناً للجيل القادم، لا يحق لأحد أن يحفر إلا عند الضرورة وبعد موافقة الجهات المعنية، فأين السلطة المحلية من هذا العبث؟ وأين مسؤولو محافظة تعز حتى يوقفوا هذه الكارثة التي ستحل بالمديرية؟.. أملنا بعد الله في محافظ المحافظة الذي عُرف عنه الجد والاهتمام في متابعة قضايا المحافظة، لعله يتدارك هذه المديرية بعمل ضوابط للحفر العشوائي للمياه السطحية والجوفية وإنا لمنتظرون..