;
نسيم حمود
نسيم حمود

الحديدة مقابل ميدي.. إيران تخدع الأميركان في اليمن!! 1876

2012-05-30 16:32:47


- يخطئ كثيراً من يعتقد أن الأمريكان دقيقين وعباقرة جداً في تعاملهم مع مصادر معلوماتهم حول الشرق الأوسط وبشرح بسيط للأمر يكفي أن نعرف أن :
- أمريكا لم تعد تعتمد إلا في الحالات النادرة على قوانين الجاسوسية القديمة التي كانت معتمدة في الحرب الكونية الثانية, والحرب الباردة اليوم تقدم المعلومة شبه مجانية وبخطورات أقل, عبر المنظمات ومراكز الدراسات , التي يشرف عليها شباب ومثقفون من تلك الدول المستهدفة , وكما نعلم يوجد في أمريكا الكثير من المراكز الدولية للدراسات والأبحاث المتعلقة بشؤون الشرق الأوسط .
- كانت المخابرات السوفييتية أقل ذكاء وأقل بذخاً وكرماً في استخدام مثل هذه المراكز لأجندتها ولتضليل المخابرات الأمريكية .
- الإيرانيون كانوا فعلاً هم الأقدر في تضليل الأمريكان بطريقة عبقرية وسهلة واشتغلوا على هذه الحالة من الثمانينات .
- بدأت إيران بعد أن وجدت وثائق إستخبارية بكميات كبيرة في السفارة الأمريكية التي تم اقتحامها في بداية الثورة الإسلامية في تحليل طريقة حصول الأمريكان على المعلومات وطريقة تحليلها وجعلها منظومة عمل وأجندة , ثم بدأت المخابرات الإيرانية بالتزامن مع حالة استقطاب الكثير من الشيعة العرب والهاشميين منهم بالذات إلى تسفير وإيفاد المئات من شيعة العراق ولبنان الليبراليين منهم بالذات والذين كانوا يصلون أمريكا وقد تم توفير العمل والفيزا وتكاليف الإقامة الغالية , وتم إعداد برامج علاقات عامة مع أهم السياسيين والباحثين وأصحاب مراكز الدراسات الأمريكية , وكان هؤلاء جاهزين لعرض خدماتهم الشبه مجانية للأمريكان كباحثين وأحياناً جواسيس مزدوجين , والبعض الآخر كانت توفر له الأموال من قبل الإيرانيين لإقامة مراكز بحوث أو منظمات حقوقية في أمريكا تهتم بالعراق ولبنان ودول عربية مثل اليمن , وأحياناً يتم توظيف أمريكان ليكونوا غطاءً لإدارة تلك المراكز أمام الحكومة الأمريكية .
- وفعلاً استفاد الأمريكان من أولئك الباحثين والمعارضين في غزو العراق , وكانوا من أهم عوامل تضليل الرأي العام الأمريكي بل حتى البنتاغون والسي آي أيه , حتى إنه من المعروف إن أصحاب المعلومة عن وجود سلاح نووي عراقي هم عراقيون في أمريكا من هؤلاء الشيعة المدعين لليبرالية، ولنقص وكذب كثير من تلك المعلومات استمرت أمريكا في اقتراف الأخطاء في العراق المحتل لصالح الإيرانيين حتى سيطروا عليه .
- فيما يخص اليمن تبدو أمريكا حمقاء أو أن هناك جهات تضللها بالتواطؤ مع دبلوماسيين أمريكان , وكما يعلم الجميع أن في أمريكا العشرات من اليمنيين المحسوبين على أسر هاشمية مع مظهر ليبرالي، سافروا للولايات المتحدة بنفس طرق الليبراليين العراقيين الشيعة والبعض وصلوا عبر الحكومة اليمنية وسفارة اليمن في واشنطن منذ الثمانينات حين كان للنفوذ المدعي الهاشمية سيطرة غير بسيطة في أماكن حساسة للحكومة اليمنية, بل إن البعض الآن هم مترجمون في وزارة الخارجية الأمريكية والبعض في السي أي إيه , وآخرون ممسكون بزمام شبكات حقوقية متنقلة بين واشنطن وكندا وسويسرا وباريس وتونس القاهرة وبيروت ..وغيرها .. وبعضهم مقيم في اليمن بواجهات حقوقية والأخطر هم مجموعات تعمل في مراكز الدراسات الدولية الإستراتيجية العاملة في أمريكا وأوروبا, وأستطاع هؤلاء أن يزرعوا في اليمن مراسلين لوكالات أمريكية إعلامية ينشرون أخباراً مضللة تباع لعشرات الصحف والمواقع والقنوات الإعلامية المؤثرة على القرار الأمريكي، ولن يكون آخر التضليلات الإيرانية للأمريكان ما عمله مراسل وكالة يو آي بي الأمريكية محمد الديلمي من نشر أخبار تضلل الأمريكان عن وجود قاعدة في أرحب وبعدها نشره لخبر يوم الثلاثاء الموافق 3 / أبريل عن إعدام تنظيم القاعدة لـ25 جندياً يمنياً, وذلك لدفع الأمريكان لضرب أبناء أرحب الذين وقفوا ضد تقدم الحرس الجمهوري لصنعاء , وهم من وقف كثير من أبناءهم ضد تمدد الحوثي في حجة بانضمامهم لتحالف القبائل السنية في حجة.. كما أن الهدف الآخر هو دفع الامريكان للرعب من ازدياد وحشية وتواجد القاعدة في اليمن ,مما يتسبب في تأخير هيكلة الجيش اليمني , وهو الهدف الذي أصبح الإيرانيون وصالح وبعض أطراف الحراك الجنوبي ينسقون لفرضه كأمر واقع مقابل حصول كل طرف على بغيته , فصالح يحتفظ بعائلته في الجيش والأمن , والحراك يحصل على دعم من شريكاه بالسلاح والإعلام , وإيران تحصل على انشغال للجيش اليمني في انقسامه بحيث يسهل السيطرة على مناطق الشمال , وإبعاد الأمريكان عن رؤية ما يدبره الإيرانيون من فرض أمر واقع وقد بدأ يتسرب للإعلام أن الحوثيين يجمعون الأسلحة في الحديدة وجمع أسلحة في الشوارع المجاورة لساحة التغيير , ففي الحديدة سيتم السيطرة على ميناءها وأماكن حساسة، مما يضطر الجيش المنضم للثورة المنشغل بحرب شوارع في الساحة وتنازل من الحكومة المنهكة ليحصلوا على تنازل ومقايضة بترك الحديدة مقابل إعطاءهم ميناء ميدي وهي إستراتيجية نفذها حزبي الله وأمل في لبنان حين تم طرد حركات المقاومة الفلسطينية من لبنان .
ترى هل يتغابى السفير الأمريكي أم أنه يعلم بما يحدث , ولكنه يريد دفع بلده باتجاه إعطاءه نفوذاً أمنياً أكبر حين تزداد الأخطار في اليمن؟.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد