;
حيدرة ناصر الجحماء
حيدرة ناصر الجحماء

اليمن بين ثلاثة اتجاهات (الوحدة - الفيدرالية - الاستقلال)!! 1876

2012-06-18 03:31:20


أكثر من مرة نقول في أنفسنا أننا سوف نتوقف عن الكتابة وقد تملكنا الإحباط من حالة المراوحة التي طال التوقف عندها من قبل كافة المكونات السياسية في الساحة, لكن ما نبرح حتى يدفعنا الأمل في واقع جديد لجر أقلامنا والمساهمة في صناعة الواقع الجديد الذي نحلم به.
يمر الوقت واليمن بين النجاح والتعثر,والتركة ثقيلة ولم يتخلص منها برغم كثرة الثورات,ترى كم يحتاج هذا البلد إلى ثورات حتى يصل إلى طموحه المنشود؟.
لقد اثبت الواقع أن ظروف اليمن ومناخه السياسي والاجتماعي لا يسمحان أن يتقدم أكثر في ظل التركيبة السياسية الحالية, بل يظل يراوح مكانه مع كل ثورة, وما إن يبدأ الأمل حتى يتبدد, لقد كان الطموح والرهان الأكبر على الوحدة والديمقراطية، لكن سرعان ما ذهب ذلك الطموح في فترة قصيرة عندما اصطدم بالواقع السياسي والاجتماعي, ثم عاد ذلك الطموح من جديد مع ثورة الربيع العربي والسؤال الهام الذي يطرح نفسه, هل تطور الشعوب مرهون بالثورات؟ لا أعتقد أن ذلك شرط أساسي، فهناك شعوب حققت نجاحات كبيرة في ظل أنظمة ليست ثورية ولا جمهورية, وهذا يدل أن هناك خطا يجب الاعتراف به و من ثم معالجته.
والمتبصر في الحالة اليمنية يرصد ثلاثة اتجاهات, كل اتجاه له رغبه وطموح لكن ينقصه المشروع، فطرف متمسكا بالوحدة وهو يعلم جيدا أنها متعثرة وغير قادرة على الاستمرار,ومع ذلك لم يطرح رؤية لمعالجة الاعوجاج والتشوه العالق بها, بل مصر أنها لازالت بأحسن حال, وهناك طرف يرى الفيدرالية هي الخيار الأنسب ويقيم حجته على أنها الخيار لم يجرب في اليمن وأثبت نجاحه في دول أخرى,وطرف ثالث يطرح مشروع فك الارتباط والاستقلال لكن بدون رؤية تشاركية مع كافة مكونات الساحة الجنوبية.. من هنا يجب أن ننبه الجميع إلى أن الجنوب الذي عانى خلال المراحل السابقة من سياسة الإقصاء والتخوين على جميع مكوناته السياسية أن تتخلى ونهائياً عن هذا السلوك مهما كان الخلاف بين مكوناته السياسية, وعلى الجميع أن يوازن بين الطموحات المشروعة والواقع المتاح، لأن التمسك بشرعية الدولة الجنوبية من طرف واحد هو دفن وإضعاف للقضية الجنوبية, علماً أن الحراك في الجنوب قام على مبدأ التصالح والتسامح ولم يدعِ أي طرف سياسي الوصاية الشرعية على الحراك, وليس أبلغ من ذلك التعبير أن أبناء الجنوب في كافة مناطقه بما فيها من لم يكونوا مشاركين في اعتصامات الحراك كانوا الحاضن الطبيعي للحراك الجنوبي, ووصل الحراك إلى أعلى مستوى من النضج والقوة وغطى الساحة الجنوبية, وبعد ذلك ساهم الكثير ممن كان لهم شرف تأسيس الحراك في إضعافه من خلال كيانات هزيلة لم تدفع به إلى الأمام, بل كانت سبباً في أعاقته, فهل يعود العقل والمنطق ويتم الدعوة لحوار جنوبي تكون فيه القضية الجنوبية هي الأساس, ويحدد من خلاله الشعب الجنوبي مستقبله السياسي؟
وهنا مربط الفرس وسر النجاح حتى لا ينطبق المثل القائل (تضاربوا على لبن الناقة قبل الحصول عليها)لذا فالخيارات الثلاثة المذكورة يجب أن تحترم وتطرح للنقاش في الوقت الذي يجري فيه التحضير لمؤتمر الحوار الوطني, والأحرى بكل الأطراف أن تبدأ بالإعداد لرؤاها ومشاريعها ليتم مناقشتها في أطرها التنظيمية,ومناقشتها مع الرأي العام, وعقد مؤتمرات الأحزاب لإقرارها,ثم تقدم إلى مؤتمر الحوار الوطني للنقاش والمعلوم أن قرارات المؤتمر ملزمة, لكن كيف ستقر؟ هل بالتوافق؟ أم بالتصويت؟.
والمتابع يلاحظ أن السباق المحموم في تشكيل الأحزاب والهيئات والمنضمات يؤكد أن مبدأ التصويت هو الغالب وأن الأغلبية تعد عدتها للإجهاز على الحل والقضاء على الحق لفرض رؤآهم من خلال كثرة الأحزاب والمنضمات والقوى التي يتم تشكيلها لهذا القرض،وهذا يؤشر أن النوايا غير سليمة, وقد أوضحنا إن الأحزاب لم تكن معبرة عن الواقع كما يجب وغلب على طابعها المنطقية,كما أنها لا تغطي الساحة كلها وهي منطقية بامتياز,والدليل على منطقيتها أن الخيارات المطروحة هي منطقية، فالشمال متمسك بالوحدة ليس لأنه أكثر من الجنوب وحدوية لكن المصلحة هي الدافع لتمسكه بالوحدة, أما الجنوب فهو إما رافض للوحدة أو له رأي آخر باعتباره الخاسر الأكبر من استمرار الشكل السياسي الحالي للوحدة.
نحن نطرح ذلك ونعلم أننا لسنا إلا ذكى ولا آلافهم من تلك القوى,ويبدو أن خارطة شكل الدولة القادم قد حسم وأن ما يجري من حوارات ولقاءات ما هي إلا تحصيل حاصل وإسقاط واجب وإخراج للمشهد ليس إلا, والأهم من كل هذا أن شكل الدولة يأتي منسجماً مع طموح الشعب اليمني ولو في الحد الأدنى,فهناك مصالح للأطراف الداخلية وكذا الأطراف الخارجية, وهناك مصلحة للأمة يجب أن لا تضيع ولا تسقط في الزحمة.
لقد حان الوقت لوضع الحلول الحقيقية, فاليمن كفاه تجارب، فالحذر كل الحذر من تكرار الخطأ وهذه الفرصة الأخيرة, ويجب أن تعالج مشاكل اليمن من كل الزوايا وليس من الجانب السياسي، فالجنوب عاش وضعاً مختلفاً عن الشمال، كان الجنوب معتمداً على القطاع العام وخسر كل شيء، ناهيك عن الحروب ك 94 وحرب القاعدة في أبين وبعض المناطق وآثارها المدمرة، فيما الشمال معتمد على السوق الحر واستطاع المجتمع أن يكون نفسه، لقد حان الوقت لإخراج الوطن من هذا المأزق مالم فاليمن ستبقى تعيش في حالة (لا وحدة ولا فيدرالية ولا استقلال, مخضرية قالها السلال, واحد ماسك بالزنة والثاني ماسك بالسروال).
•   الوكيل المساعد لمحافظة الحديدة

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد