;
عبدالناصر العبدلى
عبدالناصر العبدلى

فقراء الفكر والعقيدة 1589

2012-07-06 00:56:13


لا يختلف اثنان على أن الفقراء كثر في هذا العالم، فالحديث عن ذلك قد يطول ولا ينتهي وكل منا يدرك ذلك، فمن حين إلى آخر ومن سنة إلى أخرى وعلى مر العقود نسمع ونشاهد في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة عن ارتفاع معدل الفقر وكثرة الفقراء في كل أصقاع العالم، فنسبة الفقر تتفاوت من بلد إلى آخر، فهناك من يفتقر إلى الغذاء والدواء وغيرها من الاحتياجات الأساسية والضرورية، في حين قد يمتلكها فرد في مكان ما، لكنه قد يعد فقيراً في مجتمعة وواقعة المعاش، ومن ثم فالفقير هنا من يفتقر إلى سبل العيش والحياة الكريمة، فمن هذا المنطلق, يمكن القول بان الفقراء من هذا النوع كثيرون، لكن هناك فقراء آخرون، من صنف آخر وقد يكونوا أكثر من النوع المذكور سلفاْ، فهؤلاء الفقراء هم فقراء الفكر والعقيدة، فهذا الصنف من الفقراء يعد الأخطر والأكثر تواجد في مختلف أنحاء العالم، لاسيما في بلدان العالم الثالث والدول النائية، فعلى سبيل المثال, بلدنا الحبيب اليمن هذا البلد الذي أصبح اليوم يحتل، بل ينافس على المراتب الأولى في قائمة الدول الفقيرة في العالم على الرغم من امتلاكه للثروة الطبيعية الفريدة والنادرة والتي لا تملكها البعض، بل الأغلب من الدول الاقتصادية والغنية الكبرى، وإذا فتشنا عن السر في ذلك لوجدنا أن هذا البلد العريق اسمه والطيب شعبه يعانى من غياب الوعي وعدم الشعور بالمسؤولية ويفتقر إلى العقول المفكرة والأيادي المثمرة والشريفة والمصابيح النيرة إلى جانب الأشرار الأجيرة والضالة التي استباحت عقول الناس العذراء وقلوبهم البيضاء وحولتها إلى مصانع لتصدير الإرهاب ونشر الرذيلة بدلاً من نشر السلام وغرس القيم والأخلاق وعمل البر والفضيلة الذي تعلمناه وفقهناه في كتاب الله الشريف فكراْ وعقيدة لقولة تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين).. ولذا أستطيع أن أبرهن بأن فقير الفكر عقيم الإنتاج وعدو نفسه والطبيعة وفقير العقيدة ضعيف الإيمان وعديم الهوية.
ولهذا يصبح الفقر والغناء في هذا الصعيد لا يقاس بمعايير مادية كاقتناء أو امتلاك الفرد للمال والحلي والمجوهرات من عدمه، بل بما يمتلكه ويتحلى به الفرد من قيم وأخلاق مثالية وأفكار وسلوكيات نبيلة وفاضلة، وكما نعلم جميعاْ بأن هناك العديد من البشر الذين يملكون المال والثروة لكنهم فقراء الخلق والفكر والعقيدة، وعندئذ ْيكونوا كالأصنام والدمى المتحركة لا يفقهون شيئاً ولا يعلمون بعكس من يملك الفكر السليم والعقيدة النيرة التي تجعل حاملهما القدوة الحسنة والمثل الأعلى الذي يجب الاحتذاء به واحترامه وإجلاله والسير على خطاه من دون خوف أو تردد، فعلى سبيل المثال وكما نرى وندرك عن كثب ما يحدث في مصر الكنانة والعزيزة على قلوبنا جميعاْ, هذا البلد العربي الأصيل الضاربة جذوره في أعماق الأرض منذ زمن طويل يحتفي اليوم برئيسه الحر الدكتور / محمد مرسى.. هذه الشخصية الهامة الوطنية والفكرية النيرة التي تستمد ضيائها من كتاب الله.
حقيقة أن ما يملكه هذا الرجل من فكر وبساطة وإحساس وحنكة ودهاء القائد الشجاع والاستثنائى تجعل منه مشروعاً فكرياً تنموياً ومعاصراً، حافل بالخير والعطاء والتعايش والقبول بالآخر ومرسخ لمبادئ الحرية والكرامة ومبشر بنهضة الأمة ووحدة الشعوب العربية على الرغم من كل التحديات والمعوقات في كافة الصعد والجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، فمن هذه الإطلالة والنافذة المشرقة, أرى وأؤكد في نهاية حديثي هذا أن الفقير الحقيقي ليس الذي لا يملك قوت بطنه (معدته)، بل الذي لا يملك قوت عقله وغذاء روحه وقلبه.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-08 00:25:19

"1-5" حقائق عن اليمن!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد