;
اللواء الركن/ سليمان أحمد قيس
اللواء الركن/ سليمان أحمد قيس

اللواء قطن.. الفارس الذي ترجل ! 3711

2012-07-08 03:07:37


                      ((وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون))
                                                      ((صدق ألله العظيم))
 بقلوب يملؤها الحزن والأسى تلقينا نبأ استشهاد القائد الهمام،المناضل الوطني البارز والقائد العسكري المحنك اللواء الركن / سالم علي قطن رحمه الله، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية قائد اللواء ((31)) مدرع وقائد عملية ((السيوف الذهبية)) وصانع النصر المؤزر في المعركة الفاصلة الذي تقدم الصفوف بكل شجاعة وكفاءة واقتدار في تحمل مسؤوليته التاريخية والوطنية النبيلة التي أسندها إليه فخامة الرئيس القائد/ عبد ربه منصور هادي ـ رئيس الجمهورية اليمنية القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي اصطفاه من بين معظم القادة لتولي هذا المنصب الرفيع والمهمة الكبيرة في التصدي لفلول الشر والإرهاب، حيث تقدم الشهيد رحمه الله، بكل ثقة واقتدار لتولي هذه الأمانة الرفيعة والمعقدة وهو يردد دائماً ((نكون أو لا نكون )) ((وننتصر أو نموت )) ويرد بهذه الكلمات على كل من يسأله من رفاقه وزملاءه ومحبيه الذين يدركون جسامة هذه المهمة وفي هذه الظروف الاستثنائية المعقدة التي تمر بها البلاد وتداعيات الأزمة اليمنية وآثارها السلبية المدمرة التي ألقت بظلالها هي الأخرى على المؤسسة الدفاعية برمتها، وما خلفته آثار حرب الاستنزاف التي خاضها منتسبيو وحدات المنطقة الجنوبية في المواجهات مع ما يسمى (أنصار الشريعة) الجناح العسكري لقاعدة الجهاد الإسلامي (تنظيم القاعدة) كما يطلقونه على أنفسهم.. هذه الحرب التي اتسمت بحروب (العصابات) والكر والفر, والتي استدرجت إليها وحدات المنطقة الجنوبية خلال عام كامل من المعارك الدموية الطاحنة، قبل توليه قيادة المنطقة الجنوبية، تلك الحرب المأساوية اللعينة وما خلفته من أضرار على المستوى الوطني والدولي وعلى اقتصاد البلاد الهش وعلى الصعيد الأهلي،المحلي تحديداً والجنوبي على وجه الخصوص، حيث ورث الشهيد رحمة الله ركاماً هائلاً من تراكمات الحرب ومخلفاتها الكارثية.. كتلك الوحدات التي أصيبت بأضرار مادية وبشرية ونفسية بليغة.. وتلقت معظم وحداتها ضربات موجعة أفقدتها قدرتها القتالية والمعنوية! وهزت كثيراً من ثقة القيادة السياسية والعسكرية الجديدة العليا ومن الرهان على هذه القوات في خوض غمار المعركة الفاصلة وتحقيق النصر, الذي كان ينظر إليه كثيرون،وكأنه ضرب من ضروب الخيال أو في عداد المستحيلات !.
 ولكن الشهيد رحمة الله كان يمتلك إرادة فولاذية صلبة وصاحب كفاءة مهنية ومعرفية مقتدرة ويعد شخصية قيادية متميزة في الكثير من السجايا الحسنة والصفات القيادية النادرة.. وعرف بصلابة البأس وقوة الإيمان بالعقيدة السمحاء والولاء المطلق لله والوطن، الذي أقسم الشهيد على تحمل مسؤولياته بكل أمانة وإخلاص وهي جميعها كانت بمثابة منظومة متكاملة، تتشكل منها نفسية وشخصية شهيد الوطن الكبير اللواء الركن / سالم علي قطن رحمة الله.. والتي كانت عناوين بارزة لثقة الرجل في قدرته على صناعة المعجزة ! وكسر المستحيل، وتحقيق النصر الذي ظفر به، خلال فتره وجيزة من توليه زمام قيادة المنطقة الجنوبية واللواء ((31)) مدرع.
 وفي أقل من ثلاثة أشهر استطاع بمساهمة رفاقه القادة المجربين والمقاتلين البواسل الأبطال من رجال القوات المسلحة الأشاوس ومقاتلي اللجان الشعبية الميامين، "أن يدوس على رؤوس الثعابين" ومن خلفوها في كل من جعار وزنجبار وعزان، الذي كان له الفخر بأنه هو شخصياً من أعلن عن تحريرها وهزيمة وسقوط إمارات الشر وأنصارها الرعاديد!.
 وبقدر ما كانت عملية (السيوف الذهبية) التي قاد مسرح عملياتها شهيد الوطن الكبير اللواء قطن.. بقدر ما كانت معجزة تاريخية مذهلة، مثلث نصراً عظيماَ يحسب لهذا القائد الهمام ورفاقه المقاتلين.. كانت الهزيمة كبيرة أيضاً وموجعة ومذلة ومهينة لدعاة (الجهاد المزعومين) من فلول عصابات الشر والدمار والموت الأفاكين الذين أبتلي بهم جنوبنا الحبيب!.
 محطات كثيرة ومتعددة في تاريخ مسيرة العلاقة الأخوية التي تربطني بالشهيد والتي جمعتني به رحمه الله، في مسيرة تلازمية حميمة لسنوات طويلة، ظلت تربطنا ببعض عرفت فيه الصدق والوفاء، فإذا تحدث حسم أمره، وإذا وعد، صدق بوعده !وعرفت فيه نبل أخلاقه العالية وتواضع شخصه المثالي الكريم، مع كل الناس! أكانوا قادة أو مرؤوسين.
كان الرجل بطيبته الزائدة وأصالة معدنه وثقافته العالية وكفاءته القيادية المتميزة، يعد قريباً جداً إلى كل الناس وكل من يتعرف عليه ! كان كل من يتعرف عليه يرى فيه صديقاً حميماً له وكأنه يعرفه منذ عشرات السنين ! حتى أولئك القتلة المارقون الذين نصبوا له حيلة الغدر به، قدموا إليه ذلك الوحش البشري المفخخ وهو يناديه ماكراّ (يا عم سالم) وبجوار منزله، ولأنه المنزل الذي يأوي كل من ضاقت به ضائقة أو من دعته ظروفه أن يلتجئ إليه ولما عرف عنه من طيبة وكرم وتواضع لا حدود له، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
لقد مثل رحيله خسارة فادحة للوطن والشعب والقوات المسلحة، عم على إثرها الحزن والأسى عند كل الناس الطيبين من أصدقائه ورفاقه وأهله وذويه، وافتقدته أخاً حميماً وصديقاً صدوقاً مخلصاً وإنسانا نبيلاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى وقائداً حكيماً ماهراً ومناضلاً صلباً جسوراً، كما عرفته في جميع المحطات من تاريخ حياته المشرق والمجيد.
 عزاؤنا برحيله إلى أهله وذويه وعلى رأسهم الشيخ / احمد عبد ربه قطن وأولاده الأعزاء (صالح وعلي وناصر) وكافة الـ"قطن" والـ"سالم بن دحه" وكافة أبناء وقبائل العوالق الأخيار.
 "إنا لله وإنا إليه راجعون".
 
                                                     * مدير دائرة العمليات الحربية – سابقاً

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد