;
نعائم شائف عون الخليدي
نعائم شائف عون الخليدي

لكم الله يا أطفال إلىمن!! 1924

2012-07-11 02:59:29


بين تلك القلوب البريئة أبحث عن نبضات تفاؤل تجعلني أطمئن بأن الدنيا مازالت بخير، لاشيء يدمي له الفؤاد قهراً سوى تلك المناظر التي بالرغم من تكرارها وبالرغم من أنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من واقع لا يُحكى فيه سوى عن قسوة المعيشة والأوضاع الصعبة التي أثقلت كاهل أكبر شريحة في المجتمع باسم البطالة التي تجر ويلات الفقر، فبطالة الكبار دفعت الصغار إلى الشوارع لعلهم يجدون ما لم يجده عائلهم.. مُجدداَ أجد قلمي يخط سطور معاناتهم، لا أدري لماذا لم أستطع أن أتجاهل المناظر التي أصادفها، ربما لا أبالغ إن قلت في كل مكان أرتاده في العيادات والأسواق والمستشفيات والحدائق يتسولون بكتيبات صغيرة تجنبهم إهانة الآخرين.
بهذه المقدمة أظن بأنكم عرفتم من أقصد، إنهم أطفال انتهكت حُرمة براءتهم وسُلبت حقوقهم تحت مبرر الفقر الذي جعل أسمائهم رفيقة الشوارع ليُطلق عليهم أطفال الشوارع، هم لم يخلقوا فيها ولكن هناك من دفع بهم إلىها، الواقع المُر الذي تجرعوا مصائبه وتحملوا نتائجه وهم مازالوا في مرحله لا تسمح لهم سوى بالأحلام والخيال الواسع الذي يجعلهم يرو الغد بعين الطفولة التي تعمى عن رؤية السواد ولا ترى سوى الألوان الزاهية التي تجذب خيال تفكيرهم اللا محدود الذي لا يعرف المستحيل ولا يؤمن بمقولة "بقدر فراشك مُد رجليك" هذا ما كان من المفترض أن يكون بهذه المرحلة العمرية، لكن الواقع يقول: حتى الأحلام مُحرمة بفتوى قسوة المعيشة التي تجعلهم يلتحفون حرارة الشمس نهاراً ويحتضنون وحشة أزقة الشوارع ليلاً.
 والمشكلة أن أطفال الشوارع ليست مجرد معضلة من معضلات المجتمع ولكن ما زاد من حدة تفاقمها أنها أصبحت ظاهرة الكل يشاهدها ويتعايش معها كمنظر عادي لا يُحرك للضمائر ساكناً، فكل شيء أصبح في حياتنا عادياً، المرض والفقر والجوع والبطالة وإذا بقي من هذه النوائب شيئاً مازال الناس يستغربونه فسيكون يوماً قابلاً للاعتياد وهذا الاعتياد هو الذي جعلنا لا نبحث عن حل لظاهرة قبل أن تكون حقوقية فهي إنسانية، لأن الحقوق لا توهب حين نفقد الإنسانية بل تضيع بين قسوة القلوب وأنانيتها.. أنا حقيقة لا أدري من أناشد، هل أناشد منظمات المجتمع المدني التي أصبح عددها أكثر من عدد الأطفال المشردين في الشوارع ولم نر لها وجوداً فعلياً سوى لدورات تدريبية وتثقيفية حول حقوق الطفل التي لا تعدو عن كونها حبراً على ورق.. أو نناشد خُطباء المساجد الذين فقدوا دورهم بتذكير الناس بالصدقات وفعل الخير لتلك الأسر الفقيرة التي تدفع أبناءها إلى الشوارع، فخطباء المساجد انشغلوا بالواقع السياسي عن الواقع الاجتماعي الذي يحتاج إلى أفكارهم الدينية التي تذكر الناس بقاعدة من أهم القواعد الشرعية التي جسدها الحبيب المصطفى بمعنى حديثه حين قال ثلاثاً "والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع".. أو أناشد الجمعيات الخيرية التي أصبحت هي الأخرى تهتم بتسجيل يتامى الإنسانية من المشايخ وأولادهم وتنسى إلىتامى الحقيقيين من الأطفال الذين يحاولون أن يكونوا بحجم عائلهم ليتحملوا أعبائه ومسؤوليته التي أورثها لهم.. أو أناشد الحكومة التي ليس لديها ميزانية كافية لتكفل حقوق الطفولة المسلوبة، لأن ميزانيتها تذهب لكفالة أطفال المسؤولين، لأن عائلهم المسؤول مشغول بسرقة أموال الوطن.. لا أجد سوى أن أقول: لكم الله يا أطفال إلىمن .
*بقايا حبر:
عندما يصبح كل شيء في حياتنا عادياً أو قابلاً للاعتياد يكون الحديث عن حقوق الطفولة مجرد ثرثرة في زمن موت الإنسانية وانعدام الضمير!!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد