;
محمود الحمزي
محمود الحمزي

معاً لترجمة الصيام إلى ميادين الأعمال 1828

2012-08-04 03:32:41


رمضان شهر الصيام والقيام والقرآن وسائر أنواع العبادات، والهدف من كل تلك العبادات أن تترجم إلى الواقع كسلوك إنساني راقي ليمثل الصائم نموذجاً للشخصية المسلمة النموذجية، ومما يلاحظ ومع التمعن في سلوكيات المجتمعات العربية عموماً، واليمنية بوجه خاص يجد البون شاسع وكبير بين الصيام والآثار المترتبة عليه وترجمتها إلى سلوكيات وأخلاق بين الناس، فتجد شياطين الجن تصفد، لكن شياطين الإنس تتحرك بحرية كبيرة وإبداعات مختلفة، فالصائم تجده يحاول أن يقضي نهاره نائماً وليله في المسلسلات ومقاهي النت وجلسات المقيل وهكذا دواليك يقضي أيام رمضان دونما استشعار لأهمية الوقت في رمضان، وتجد الزوج يتعامل بقساوة فضيعة مع زوجته، خصوصاً مع طلبات الأكل ومتطلبات المنزل، وتجد المرأة هي الأخرى تتعامل مع زوجها بعيداً عن الحكمة والعقلانية وتسيء في متابعة الأبناء والبنات في هذا الشهر الكريم، وتجد الموظف يهمل ويقصر في أداء وظيفته متحججاً بالصوم ونسي أن رمضان شهر العمل والجهاد، وتجد المسؤول ومن يفترض به أن يزاد شعلة من الاجتهاد والعمل في رمضان، فتراه لا يحضر مكتبه أو إدارته إلا نادراً وإن حضر، فالمصحف في يديه وسلوكه يناقض ما يحمله المصحف من تعليمات ربانية تستدعي منه العمل والاجتهاد، وتجد المحافظين والوزراء وأصحاب الأموال الكبيرة مشغولون بزياراتهم الخاصة والسفر لأداء العمرة، في الوقت الذي يتطلب منهم الصوم أن تكون زياراتهم وجلساتهم مع المهام المنوطة بإهمالهم، وبدلاً من كثرة العمرة وزيارة المقدسات فإن زيارة الفقراء والمحتاجين والمعدمين وأصحاب العاهات والحاجة أولى من أداء العمرة بل وأوجب، لأن الخير وتحسس المحتاجين فعل متعدي بينما أداء العمرة فعل خيري يعود على النفس فقط والعمل الخيري المتعدي أفضل وأعلى عند الله، وفي مثل هذه النقطة بالذات (قضية العمرة) تجد الكثير من الناس يشمر ويجتهد ليفوز بأداء العمرة ويتوفق في ذلك، وتناسى أن جاره إلى جوار منزله أو عمله لا يجد قوت يومه، ما هذا التناقض؟ خصوصاً أيها الإخوة مع اتساع دائرة الفقر والفقراء في اليمن وتشير التقارير الدولية إلى أرقام مهولة وفظيعة تقول بأن أكثر من مليون طفل يعانون من سوء التغذية ومهددون بالوفاة، وأين إعمال العقل وحكمة الإسلام أيها الصائمون، بل أين الأثر خصوصاً وأننا في شهر الإنفاق فقد كان عليه السلام أجود ما يكون في رمضان وكان أجود من الريح المرسلة، ولذا علينا أن نترجم صيامنا إلى أعمال ملموسة مهما كان حجمها صغيرة أو كبيرة بدلاً من إتعاب الجسد وإنهاكه في الصيام، فقد قال المصطفى صلى الله علية وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في إن يدع طعامه وشرابه"، أي أن الله ليس بحاجة لعبادة أحد، وإنما العبادة هي لتزكية النفس يستفيد منها المسلم: {من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها}، والصيام كما قال الله تعالى فرض للتقوى: {يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} ولرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وسأختم بتساؤل مشروع هل نستطيع أن نحقق الغاية والهدف السامي والذي من أجله شرع صيام رمضان.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد