;
م. عبدالله سالم الدقيل
م. عبدالله سالم الدقيل

مفاهيم طاردة للتنمية !! 2116

2012-09-09 02:48:25


إنه لحدث تاريخي كبير وشرف عظيم لأبناء الضالع التاريخية أن يطلق اسم منطقتهم الضالع على محافظة تضم رقعة جغرافية كبيرة تمتد إلى خارج نطاق الضالع التاريخية واتخاذ مدينة الضالع عاصمة لها.
من حق أبناء الضالع أن يعتزوا بهذا التشريف الذي لم يأتي من فراغ وأن يبادلوا شعور الإخاء والمحية لكل من تشرف بالانتماء لهم، لقد تم اختيار اسم الضالع كاسم للمحافظة وبالتالي اختيار مدينة الضالع عاصمة المحافظة للعديد من المميزات المتوفرة لديها أهمها قابلية تطور الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتنوع السكاني، الكفيل بأن يلحق بركب حياة المدن الكبيرة، لم يكن هناك من منافس للضالع على هذا الموقع إلا دمت وقعطبة اللتان كانتا حقاً منافسان قويان لدرجة تخوف البعض قبل إعلان المحافظة من إعلانها في اللحظة الأخيرة باسم دمت أو قعطبة، لكن تغلبت الضالع في ذلك الوقت على دمت وعلى قعطبة.
وهكذا سما اسم الضالع ليصبح ضمن أسماء المحافظات الأخرى وأصبح رقماً يعتد به، لها ما للمحافظات الأخرى من حقوق تنموية وعليها ما على المحافظات الأخرى من واجبات وطنية.
عادة ما تكون عاصمة أي محافظة هي عنوانها وبوابتها الرئيسية، لذلك عادة ما يتم إعطاء اهتمام خاص بتطويرها أكثر من أي مدينة أخرى، كما يفرض زيادة وتسارع معدل النمو الطبيعي في عواصم المحافظات الناتج عن النشاط السكاني والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي والجذب الاستثماري نفسه لتوفير متطلبات زيادة النمو التنموية.
بوضعها عاصمة للمحافظة فقد سنحت لمدينة الضالع فرصة تاريخية للنمو والتطور كعاصمة للمحافظة لتكون في مصاف عواصم المحافظات الأخرى، وبلا شك فإن مدينة الضالع ومناطقها المجاورة وبفضل ما تزخر به من موروث تاريخي وحضاري وتنمية اجتماعية وثقافية وتنوع سكاني وما أنجبت من كوادر وقيادات في مختلف المجالات والمستويات تربعت وتتربع مناصب رفيعة في الدولة لمؤهلة للنمو والتطور لتنافس في تطورها العديد من عواصم المحافظات الأخرى.
عند إعلان المحافظة وإعلان مدينة الضالع عاصمة لها اندفع المواطنون نحوها من كل حدب وصوب يتسابقون ويتنافسون لاتخاذ مواقعاً تنموية متقدمة، وبذا دب النشاط في تلك المدينة الصغيرة التي كانت حتى وقت قريب توصف بالحدودية، لتبدأ رحلة التطور والنمو للخروج من العزلة التي كانت تعيشها، في ذلك الوقت فتح أبناء الضالع صدورهم وأفئدتهم، مبتهجين ببدء مرحلة التطور والنمو منخرطين في النشاط التنموي المتسارع منافسين على المواقع المتقدمة ومتطلعين نحو مستقبل مشرق لهم وأطفالهم ولمدينتهم.
لقد لفت ذلك النشاط التنموي الدؤوب في الضالع الجديدة أنظار العديد من القوى النشطة على الساحة اليمنية وراعها أن ينخرط أصحاب الضالع التاريخيين في التنمية الحديثة، جنباً إلى جنب مع المنتسبين الجدد للضالع بتلك الهمة والتعاون والنشاط والإصرار للحاق بركب التنمية.. هذا لم يرق لها ولا ينسجم مع نواياها الغير معلنة، لذلك دست على حين غفلة بعض المفاهيم الأنانية المتخلفة والطاردة للتنمية ومارست ضغوطاً كبيرة لتبنيها وأجبرت أهالي الضالع المبدئيين المعتزين بأنفسهم وتاريخهم للتمترس خلف خلفيتهم السياسية وتغليبها على مستقبلهم ومتطلباتهم التنموية. 
نتج عن ذلك وللأسف الشديد قيام البعض بتبني بعض المواقف والتصرفات الفردية الأنانية الغير مدروسة التي أدت إلى خسائر تنموية لا تعوض، وفي ظل الشحن المتواصل للمفاهيم السلبية وردود الأفعال الغير مدروسة وغياب دور العقلاء والكوادر القيادية الضالعية المخضرمة التي انشغلت بترتيب أوضاعها سواءً في الداخل أو الخارج تتكرر الخسائر ويزداد النفور من مدينة الضالع التي لم تهنأ بلقب ومزايا عاصمة محافظة بالتراجع زخم التنمية فيها ليتحول إلى خارجها.
هناك حقاً إرهاصات ومنغصات جمة يتعرض لها سكان مدينة الضالع بشكل خاص، كما أن هناك مطالب حقوقية أو تنموية يطالب بها المواطنون بشكل سلمي.
الأولى قد تكون بهدف استدراج الناس إلى اتخاذ ردود أفعال عنيفة، لتكون مبرراً للمزيد من المنغصات والثانية يتم تجاهلها أو مواجهة السلمية بلا سلمية، مما قد يؤدي إلى مواجهات مباشرة الخاسر الأول والأخير فيها السلم الاجتماعي والتنمية والمواطنين.
 لذا علينا أن لا نقابل الخطأ بخطأ وأن نتعامل مع الأحداث بعقلانية وبحكمة أكثر وأن نبتعد عن أسلوب الإثارة وردود الأفعال الغير مدروسة التي تحقق للطرف الآخر أجندته للابتعاد بالتنمية عن مدينة الضالع لتعيش في دوامة وتظل في حالة دوران حول نفسها.
إن مسؤولية توفير المناخ المناسب للتنمية في مدينة الضالع تقع على عاتق جميع المواطنين ليس فقط في المدينة ولكن في المديريات المجاورة المستفيدة من توفير التنمية في مدينة الضالع وتتضرر من ابتعادها عنها، يجب أن تقوم القوى المؤثرة في المجتمع مثل الشيوخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية والشباب والمثقفين ومختلف الكوادر والقيادات المدنية والعسكرية الرفيعة بدورها في قيادة المجتمع بشكل مؤسسي مدروس وأن لا يترك الباب مفتوحاً لكل مجتهد.
 لقد عرفت الضالع العمل المجتمعي المنظم منذ عشرات السنين ولديها الخبرات الكافية لاستعادته وتطويره، يجب العمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتصحيح ما يمكن تصحيحه ولازال هناك متسع من الوقت لإعادة الوهج والزخم التنموي إلى مدينة الضالع إذا ما عملنا جادين موحدين لتحقيق ذلك، ما لم فالخاسر الوحيد هي الضالع وأهلها ويجب أن نتعلم من دروس الماضي القريب.
الشباب هم المستقبل وعماده ومستقبل الضالع هم مستقبلهم، لذا عليهم أن يكونوا عوامل جذب لا عوامل طرد للتنمية، أيا كان مجالها، عليهم أن يكونوا حريصين للاستفادة بقدر الإمكان من الوضع الحالي المعاش، مهما كان موقفنا منه للبناء لا الهدم، أن يعملوا على توفير المناخ المناسب للتنمية، أياً كان صاحبها، وأن يبحتوا لهم عن أدوار فيها لبناء مستقبلاً مشرقاً لهم وللجيل القادم،لا أن ينفروا منها.
يجب أن يتحلوا بالصبر والكياسة وبعد النظر وأن ينبذوا ثقافة العنف المدمرة للتنمية وللمجتمعات ولا يمكن في الوقت الحاضر أن تحقق أي هدف، يجب أن تتطور أساليب المطالبة بالمطالب الحقوقية والتنموية وما كان مجدياً بالأمس لم يعد مجدياً اليوم.
يجب أن تتكامل وتتوحد جهود أصحاب الخبرات والحكماء الحصيفة مع جهود الشباب المتنورة والخيرة ليسيروا معاً في خط مستقيم واحد تجاه الهدف المنشود بطريقة حضارية.
وأخيراً أختتم مقالتي بهذه المقولة: ومن تعود على التغريد بعيداً عن السرب، فإنه لا يستطيع فيما بعد التغريد مع أي سرب آخر.. والله من وراء القصد.
× مدير عام مشروع إدارة موارد المجتمع.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد