حضرة الرئيس الدكتور مرسي:
كم أنا منبهر بك.. محب لك لدرجة الفتنة، ونعوذ بالله من الفتن:
أنا يا أيها الرئيس الدكتور: مفتون بذكائك، بشخصيتك، ببساطتك، بحسك الشعبي، ببرودك الذي يخفي دهاءك السياسي، بحفظك للقرآن، وإمامتك بالناس لتجدد سير أكبر سياسي الأمة الصادقين: الخلفاء الراشدين...وقبل ذلك وبعده أخشى أن أتجاوز الحد عندما أقول أنا مفتون بتوفيق الله لك...ولكن يا أيها الرائع مرسي: لماذا؟ لماذا موقفك في معالجة القضية السورية ونجدة أطفالها ونسائها في غاية التردد والترديد للاسطوانات السيئة المشروخة؟ متى ستتوقف هذه الأسطوانة المشروخة التي يرددها كل من تكلم عن سوريا ابتداءً من إيران ومروراً بروسيا، ووصولاً إلى مهد الثورات العربية (تونس) وللأسف انتهاء بك..الأسطوانة التي تقول:
((الحل السحري لسوريا: عدم التدخل الأجنبي))؟ طيب؟ ما معنى تغاضيك عن تدخل إيران الأجنبية عن سوريا ثقافة، ولغة، وعرقاً و؟.. طيب شيخنا: قل لي ألست بهذا الطرح الذي يعطي الرخصة لبشار الجزار لمزيد من القتل اليومي بالمئات؟...ألست تجدد الحل السحري ذاته الذي قاله المُنَصِّف المزروقي في أول مؤتمر لما سموه ظلماً وعدواناً أصدقاء سوريا وهو مؤتمر أصدقاء نظام سوريا؟.
ماذا أقول؟
مسكين أنت يا أمير قطر حيث تظهر وحيداً تأتي بحلول عملية حقيقية ومنها فكرة الجيوش العربية، ثم لا تجد أحداً يعضدك وينصرك؟ كم أرثى لغربتك وأتألم إذ لا تجد على الحق المبين الذي تطرحه أعواناً وأنصاراً مما يسمى دول الربيع العربي.
بينما يصر الرائع مرسي أن الحل يأتي من إيران كما حاول من قبله مستر أنان وأتي بزيادة الأنين لأطفال سوريا.. فهل أتى من أنان وإيران إلا الهوان والخذلان للمستضعفين السوريين من الرجال والنساء والولدان؟.
مسكين أنت يا أمير قطر حيث تظهر وحيداً وكم ساعدتَ دول الربيع العربي فلم نجد دولة واحدة منها تؤيدك، بل يأتي واحد منها يزعم أن الحل هو الحل السلمي هو الطريق الوحيد وكأن الشعب السوري الذي يتظاهر إلى اليوم بسلمية ويأبى إلا أن يباد أمام أنظار العرب والعالم جميعاً ثمناً لسلميته ..كأن هذا الشعب هو الذي يقتل نفسه بنفسه وكأن الجزار بشار يقبع في أنفاق إيران السورية أو سوريا الإيرانية رافعاً رايات السلام وينثر على شعب سوريا ورود المحبة لا صواريخ الإبادة الجماعية؟!!.
أنا لا أقول أن يتدخل الأجانب يا أيها الرائع مرسي...لكنني أقول متى سيكف الناس عن إعطاء التصريحات التي تجدد رخص القتل للجزارين، وتهمل المظلومين من نصرة قد لا يغفرها رب العالمين للمقتدرين.. وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [هود : 123].
أيها الرائع مرسي:
 أما آن الأوان لموقف أعظم صدقاً عند الله...تدافع به عن الأطفال والنساء الذين ظلموا في سوريا ظلما لم يسمع بمثله....وقد يقرب من الظلم الواقع عليهم ما حدث لأصحاب الأخدود، لكني أظن أن الظلم الواقع على السوريين أشد، لأنهم يتوقعون منك ومنا أدنى فرصة ونحن نتفرج عليهم...وهم بيدي الجزار بشار وإيران الأجنبية وروسيا التي تقف ضد الأكثرية مع إجرام الأقلية.
أيها الرائع مرسي نحن نرى الأطفال والنساء السوريين يومياً وهم يقتلون وينحرون ويذبحون وتدمر منازلهم ويحرقون...يشترك في ظلمهم القتلة الفاعلون والمراوغون والساكتون...ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون..
أيها الرائع مرسي:
أمتي تعرف الطريق ولكن أين في القمة الأريب البصير؟ أين والسيف في الرقاب ويجري في ثراها نهر الدماء الغزير وتجيش القلوب تجأر بالشكوى وتهوي تحت السياط الظهور الجراحات ما لها من طبيب والكرامات ماؤها مهدور؟!.
أيها الرائع مرسي:
أين أهدافنا وكيف إليها يرتقي خطونا وكيف المصير؟.