تعقيبا على الردود التي تلقيتها على المقال الذي نشرته قبل 3 أيام و طرحت فيه وجهة نظري. والتي قد أكون على صواب أو على خطأ فيها ، ولكن ما آلمني هو ردود الأخوة المتشنجين و العاطفيين ، والذين وصل الحد ببعضهم - سامحهم الله - إلى التلفظ بألفاظ غير لائقة حتى وصلوا إلى الأعراض والخصوصيات , ولكن ما شجعني على الرد هو ردود الأخوة الذين أعجبهم المقال ، وما طرحته فيه من وقائع لا ينكرها أحد .
  الأخوة الكرام : ألسنا جنوبيين جميعاً ومصلحة الجنوب تهمنا جميعاً , ونرفض الإقصاء ومصادرة الرأي ، هل هذا ما ينادي به الجميع ؟ ويعترف به ، إن كان هذا إيجاباً فأنا مع النقاش وإبداء الرأي وإلا فاتركوني وشأني ( لكم دينكم ولي دين(
 أنتم تعلمون أنه مع بداية الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني في ستينات القرن الماضي برزت مثل هذه التشنجات والاتهامات بالخيانة والعمالة من رفقاء النضال وكنا نقول ( ربنا يستر ) إذا كان هذا والمستعمر لم يرحل بعد فكيف يكون الحال عند استلام السلطة وحدث ما كنا نخشاه .
والآن يا إخوة أرجوكم اتركوا عنكم العواطف الجياشة ودعوا العالم كله يعرف أن ثورتنا الجنوبية سلمية ، وأننا نقبل بالآخر حتى يحترمنا العالم ويقف مع قضيتنا ، إننا مع الحوار سواء فيما بيننا أو مع إخواننا في الشمال ، لماذا التخوف من الدخول في الحوار مع أن الله سبحانه وتعالى حاور إبليس اللعين ؟. وأنا قلت نطرح قضيتنا الجنوبية بقوة على طاولة الحوار إن قبلت الأطراف الأخرى فبها ونعمة وإن رفضت سيكون العالم معنا وشاهد لنا .
 قولوا لي كم دولة معكم في العالم تؤيدكم في فك الارتباط ؟ لا شيء , إذاً قولوا لي كيف سيكون هذا الذي تنادون به مقبولاً داخلياً وخارجياً؟، هل علمتم سرائر ما في قلوب أبناء الجنوب وعلمتم أنهم جميعاً يؤيدون طرحكم ؟ هذا مستحيل ، نحن دخلنا الوحدة ولم يستشرنا أحد وقبلنا ما قاله الزعيم الأوحد بل وتدافعتم من أجل التصويت على دستور الوحدة مع أنه كان لنا في الإصلاح اعتراضاً على بعض مواده من أجل الخلاص من ذلك النظام الشمولي وكان الزعيم - الذي خرج علينا بعد صمت طويل - هو من أصر على الوحدة الاندماجية ، رغم أن رفاقه كانوا يحتجون عليه ويرفضون هذا التوجه حسب شهادة المهندس : حيدر العطاس .
إن الزعامات العمياء والجوفاء يسعون وراء مصالحهم ومصالح الجهات الداعمة لهم ، وهم يلهثون وراء الحصول على المال ولا شي غيره ، و يريدون استقدام أجندات من الخارج وفرضها على أبناء الجنوب .
وأقول إن تلك الزعامات قد بدأت تتطاحن وتتصارع (عقد المؤتمر الأول للحراك بعد عدة تأجيلات في 30/9/ 2012 تحت حراسة مشددة خوفاً من مهاجمة أنصار( البيض) إنهم هكذا مختلفين ) وهم لا زالوا على الشاطئ فكيف إذا ولجوا إلى الأعماق وإلى اللجج, وسيعاد سيناريو أيام الاستقلال وما بعدها في السبعينات والثمانينات .
أنا أخشى من أن يتحول الجنوب إلى ساحة تصفية حسابات دولية وإقليمية ، كما حدث في لبنان والعراق .
أنا هنا أكتب عن بلدي الحبيب والذي تهمني مصلحته، أنا لست بحاجة إلى مد يدي لأحد (كما وصفني البعض) فأنا ولله الحمد ميسور الحال من بيتنا، أو كما ذكر بعض المتشنجين أنني مدفوع من جهاز استخباراتي ، أنا أعبر عن نفسي وبإرادتي وما يمليه علي ضميري ولست مدفوعاً من أي جهة ويعلم الله ذلك .
أنا أحترم كل القيادات المخلصة والتي لم تتلوث أيديها لا بالدماء ولا بالأموال ، والذين إلى الآن يطالبون بمطالب حقيقة ولهم رصيد نضالي مخلص ، وهم متوارون عن الأنظار , وليسوا ممن يلهث وراء المايكروفونات ولا القنوات الفضائية , وهم في حاله من شظف العيش .
أحترم وأقدر تلك القيادات وأدعوها بأن لا تترك الجنوب يغوص في الوحل وأطلب منها أن تتصدر الندوات والمؤتمرات لترح للعامة ما يحاك لهم من قبل أولئك الأقزام الذين لا هم لهم إلا السعي وراء المال المشبوه ووراء المصالح الشخصية .
إنني هنا أتوجه بمخاطبة أبناء الجنوب جميعاً بعيداً عن لغة التهييج والعواطف ، لتكون المطالب واقعية لا تسمحوا لمن يصور لكم أنه هو المنقذ وهو من سيحقق أحلامكم ولا تصدقوا من يقول لكم أو يعدكم بالفردوس المزعوم بالرغد من العيش ، وإياكم والوقوف وراء الشعارات التي يطرحها هؤلاء المتمصلحون .
 أنا أعلم مسبقا أن الرد على مقالي سيكون قاسٍ والتهم بالعمالة والخيانة جاهزة وهذا دأبهم . ولكن أنا أحتسب ذلك عند الله سبحانه وتعالى ثم في سبيل مصلحه بلدي الجنوب التي يريد هؤلاء مصادرتها مني ونزع مواطنتها عني ، إننا نرفض الديكتاتورية ونظام الحزب الأوحد ونرفض إقصاء الآخرين ونرفض التهم الجاهزة بالعمالة والخيانة، نحترم الرأي والرأي الآخر, نحترم من يحترمنا.
 أحترم رأيك و أنت تنادي لفك الارتباط ولو تطلب إقامة جدار عازل من الأسمنت والأسلاك الشائكة والمكهربة من باب المندب إلى الربع الخالي و بارتفاع عشر أمتار, لكن عليك احترام رأيي وأنا مع الوحدة الاندماجية وكذلك احترام من ينادي بالفدرالية.
 وفوق ذلك كله الشعب في الجنوب ليس عبداً لأحد وليس ملكاً لتيار أو فصيل سواء كان الحراك أو حزب من الأحزاب أو جماعة من الجماعات ، فأبناء الجنوب ولدتهم أمهاتهم أحراراً وهم من سيقررون مصيرهم.
إن التحديات التي تواجهنا كبيرة والأعداء متربصون بنا وأيادي الاستخبارات الدولية والمحلية ممدودة والمليارات تضخ وليتها لمصلحة التنمية ولكن لتخريب البلد.
 وهنا نصيحة أوجهها لأخواني أبناء الجنوب الطيبين والذين عرف عنهم الأخلاق الحميدة وإكرام الضيف بأن لا ينجروا إلى بعض التصرفات التي يقوم بها بعض الجهلة من قطع للطريق والاعتداء على إخواننا من المحافظات الشمالية بالقتل والإيذاء ونهب المسافرين وتخريب الممتلكات العامة والخاصة, فهي بالأخير ملكنا جميعا كذلك عدم التعالي والتكبر على وهؤلاء الأخوان الذين اضطرتهم ظروف المعيشة القاسية ليعملوا معنا ووصفهم بالألفاظ البذيئة ولا تصدقوا من يقولوا لكم إنما وجدوا ليتجسسوا علينا , يتجسسوا على ماذا؟ وهل لدينا المفاعلات النووية ومحطات الوقود الذرية ؟ اتقوا الله فيهم فما وجدوا إلا لمصلحتنا.
  وهذه هي الردود على الاستفسارات الكثيرة من عدد من الأخوة: أنا عضو مجلس النواب ممثل الدائرة الانتخابية 78 والتي تضم مديريات المفلحي ويهر وجزء من مديرية لبعوس، أنا أمثل الجميع بدون استثناء , ومن يقل إني أمثل الإصلاحيين فقط فقد ظلمني.
أنا ترشحت في تلك الدائرة مكره أخوك لا بطل , من حبي لأبناء دائرتي تركت عملي الأساسي الذي هو مصدر رزقي وبذلت كل جهدي من أجل إسعاد أبناء دائرتي والحمد لله لم أخرج من هذه الفترات صفر اليدين سواء من ما تابعت عليه من مشاريع حكومية أو من أموالي و أموال إخواني و أهل الخير .
 الجميع يعلم وضعنا في مجلس النواب كمعارضة ، الحزب الحاكم بذل ما في وسعه من أجل عرقلة أي مشروع يخص أي دائرة لا تتبع له وقد بذلوا جهداً كبيراً في سبيل إقناعي بالانضمام إليهم وسيسهلوا لي كل الصعاب, بل أغروني في منصب كبير وما منعني إلا الوفاء للمبادئ التي نناضل من أجلها والتي حالت بيني وبين ذلك.
وكذلك للأسف الشديد كان للسلطة المحلية دور كبير في محاربتي طبعاً بتوجيهات الحزب الحاكم خاصة في مديرية المفلحي، تصوروا يؤكدون على كل من يأتي إلى صنعاء كمندوب لمتابعة بعض المشاريع بأن لا يتواصلوا معي, من أجل ألا اذهب معهم إلى أي وزارة أو مؤسسة حكومية والله يعلم ما هو السر, هل هي مكايدات حزبية على حساب مصلحة الدائرة أم شيء آخر ؟ الله وحده يعلم , وأنا بذلت جهداً كبيراً في سبيل مساعدة أبناء الدائرة خاصة طلبة العلم وأصحاب الاحتياجات المرضية وكثير غيرهم .
 هذا جواب على من وصفني بالتقاعس عن عملي في مجلس النواب والأيام القادمة ستكشف كل شيء .
وأخيراً أشكركم جميعاً وأرجو أن تتقبلوا ما أوضحت بصدور رحبة وروح رياضية .
(إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله),فإن أصبت فمن الله سبحانه وتعالى وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان
*عضو مجلس النواب