يتجدد الحزن وتكبر المأساة وتتعاظم في ذكرى استشهاد الإنسان والقائد الرئيس/ إبراهيم الحمدي الذي اغتيل مشروع الدولة المدنية الحديثة باغتياله, لكن مات الحمدي ومشروعه لم يمت، بل كتب له الحياة من جديد بقوة وبروزه في كل ساحات الوطن بعد محاولات عدة لإجهاضه.
وقد يتصور البعض أننا نزايد ونضخم الرجل، بل على العكس نحن نضع الخطى الذي كان يسعى لها دوماً في خدمة وطنه الحبيب الذي سقط من أجله، مناسبة حزينة حطت رحالها في وقت عصيب وظرف حرج هي ذكرى وفاة الشهيد الحمدي الذي اغتالته أيادي العبث والخبث والفوضى، لكن هذه المناسبة أتت والثوار في ساحات الحرية والتغيير يهتفون ويطالبون بالدولة المدنية الحديثة على خطى الراحل الشهيد الحمدي الذي ظل حبه محفوراً في وسط قلوب اليمنيين الذين عاشوا فترة حكمة الصغيرة ومن لم يعيشوا, لما جسد الراحل من وطنية حقة وحب الوطن.
لكن صادفت ذكرى وفاته وشباب الثورة مرابطون في ساحات الحرية والتغيير,الذين كانوا أشد وفاء لمشروعه من خلال اختيارهم التسمية لجمعة الوفاء للشهيد الحمدي, إنها رسالة من الثوار الذين فقدوا الأب الأكبر إبراهيم في مثل هذا الشهر ,لكنهم علموا من هو الحمدي ولماذا اغتيل.
تلك الجمعة الذي سميت باسمه كانت وفاء لمشروع الحمدي الذي كان يسعى لتحقيق على أساس العدالة والحرية والمساواة, لكن وفاته لا تعني وفاة مشروعه، فقد أتى اليوم الذي تتحرك السحب وتمطر لتحيا الثورة الذي وضع بذراتها الأولى الحمدي لنهوض جديد, لتهتف في الساحات وفي فضاء الوطن الكبير بالبناء والتنمية وإقامة دولة مدنية حديثها كلها عدالة وحرية ومساواة.
تسمية كان لها أكثر من معنى ودلالة وصدق في جمعة 7 أكتوبر الذي تعني الكثير من خلال بث اليمنيين رسالة من كل الساحات إنهم على خطى الحمدي كما كتب الأستاذ/ علي العمراني - وزير الإعلام حالياً- مقالاً حزينا (في ذكرى وفاة أبينا إبراهيم) وكتبت أيضاً السيدة اليمنية توكل كرمان - الفائزة بجائزة نوبل- مقالاً (على خطى الحمدي)، وكذا الأستاذ احمد الشرعبي وغيرهم ممن لم أحظ بالقراءة لهم، هؤلاء كتبوا وفاءً لقائد المشروع.
لكن اليوم يؤكد أن من اغتالوا الحمدي هم من يقتلون شباب الثورة السلمية في الساحات, هم من يحاولون إجهاض الثورة، لكن يجب أن نواصل خطواته ومشروع النهوض مشروع حركة التصحيح الذي اغتيل وهذا عمق الوفاء منا للشهيد في حياة متجددة لمشروعه الذي يراد له أن يقتل.. لذا يبقى الحب الأبدي لمشروع إبراهيم الحمدي, حباً متجدداُ ومغروساً ومحفوراً في قلوب اليمنيون جميعاً.. رحمك الله يا من ذكراك عطرة تفوح في سماء الوطن الغالي ولا نامت أعين من اغتالوك.