;
فياض النعمان
فياض النعمان

مدرسة بالعاصمة.. معاناة وإهمال 1406

2012-10-16 02:58:06



الساعة السادسة صباحاً وعلى أصوات العصافير الجميلة يستيقظ احمد البالغ من العمر 13 سنة، طالباً في الصف السادس الأساسي، نشيطاً متعطشاً لرؤية زملائه بالصف ومستعداً ليوم كله نشاط وحيوية ليتلقى معارف جديدة تنير دربه ويكون المدرس نموذجاً لبناء مستقبله .
يأخذ احمد الأقلام الملونة وكتبه الجديدة وكراريس المواد الدراسية الرسوم على الغلافات الخارجية بمختلف الألوان الزاهية والجذابة التي صنعتها أنامله الذهبية تحت إشراف "الأبله" المتخصصة برسم الابتسامة على شفاه الطلاب بحصة الإبداع .
يخرج من منزله متجهاً إلى مدرسته النموذجية ووجه يشع نوراً مع زملائه بنفس الحي وينشدون بكل تفاؤل وأمل (نحن شباب المستقبل .....إلخ) .
يصل مع ورفقاءه إلى أمام مدرستهم ويحدقون على لوحة الشعارات مكتوب عليها اليوم "معاً نبني مستقبل اليمن" اللوحة التي تغير كل صباح يوماً دراسياً بإشراف المشرف الثقافي للمدرسة ومديرهم بباب المدرسة متبسم لهم ويعطي كل طالب "علم اليمن" نقش على اللون الأبيض "اليمن أغلى وأعلى" رسالة مديرهم هذا اليوم .
يمارس مع بقية زملائه طقوس اليوم الدراسي" طابور الصباح, الاستماع للإذاعة المدرسية, وترديد النشيد الوطني, وأداء تحية العلم "بكل نشاط وبعدها يتوجهون بانتظام كل إلى فصله ليستقبلهم رائد الفصل متبسماً هو الآخر لهم بعد مدير المدرسة .
يجلس مع رفيقه منفردين على الكرسي والفصل مجهز بكل الأجهزة الحديثة لتهيئة الجو للطلاب، لتلقي كل جوانب العلوم والمعارف ؛ ونظافة المدرسة وممراتها ومقصفها المجهز بكل الاحتياجات ليكون نموذجاً .
هكذا أحمد يحلم بأن يكون يومه الدراسي ومدرسته ومديره ومدرسوه والساحة المدرسة ومقصفها.. ليطلق أهات الحرمان ممزوجة مع قليل من الأمل في سما حياته بأن يرى يوماً نموذجياً حتى وإن كان في سبات الأحلام .
فما ذكر سابقاً كان تمهيداً لمعاناة كل طالب واحمد واحد منهم , يدرسون بمدرسة لا تمد لبناء الأجيال بصلة على الرغم أنها تقع في قلب أمانة العاصمة، فهي نموذج للإهمال بكل ما تعنيه من معنى؛ الهرم التعليمي فيها من الأساس إلى الرأس خراب أهون من بيت العنكبوت المنسوجة بخيوط وهمية للتعليم؛ فمديرهم الذي لا يتصف بالمدير القيادي أو التربوي أو الأب لهم يحرمهم من أبسط الحقوق التربوية التي كفلها القانون اليمني أو المواثيق الدولية أو حتى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, باستخدامه كل الطرق والأساليب الممنوعة وتحويلها من صرح شامخ للتعليم إلى ثكنة عسكرية ضباطها المدرسين وجنودها طلاب بمقتبل العمر.
الإهمال والقاذورات وغياب الضبط والربط للكادر بالمدرسة ولد لدى أبنائنا الطلاب عدم الاهتمام بالعملية التعليمية وحتى حفظ النشيد الوطني وترديد تحية العلم في ظل إدارة فاشلة في تأهيل كوادرها لإخراج الطالب بثقافة ومعرفة يستفيد منها مستقبلاً .
فتحزب المدرسة والصراع القائم بين المدرسين ومديرها والطاقم الإداري فيها جعل الطلاب ضحية تلك المهاترات والمماحكات السياسية وهم في غنى عنها وحرمانهم من الحقوق الأساسية " كراسي مكسرة أو معدومة كلياً وكتب ممزقة وساحة مليئة بأكوام النفايات ومقصف مهمل" كل هذا الإهمال من القائمين على الحركة التعليمية في المدرسة لا يهتمون في إيجاد حلول جذرية لها بالرغم من قرب إدارة التربية والتعليم بالمديرية والتي لا تبعد عنهم غير أمتار قليلة وهي المعنية، فالتغيير فرض واجب للحفاظ على سير العملية التعليمية التي يصرف لها ملايين الريالات للقضاء على الأوضاع القائمة في المدارس.
بالتعليم نسعى لبناء اليمن الجديد والتعليم أساس البناء ورقي المجتمعات .
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد