;
عبد الله مقبل السلال
عبد الله مقبل السلال

الرهان الثاني... ودع الزمن يحكم 1670

2012-10-25 02:00:20


رؤساء البلدان هم من يتحملون أعباء المسؤولية الكبرى ويسعون جاهدين نحو مستقبل أفضل لا يتوقف على القرارات السياسية بين القوى بمقياس الانبهار وبخطاب الجمهرة على حساب الكفاءة والتخصص والسلوك.
العالم من حولنا يتغير سريعاً جداً لذا فالخطابات التقليدية تصبح عتيقة والبقاء عليها يجعل بلادنا مشتعلة بالمصاعب والحروب.
علينا جميعاً أن نسهم في وضع حلول جديد، لمشكلاتنا خارج إطار الخطب كي لا تتطور وتكون بلادنا مثقلة بأزمات ذات أبعاد عالمية وتعقيدات لم يسبق لها مثيل.
1994م وما قبلها وبعدها ظهرت في بلادنا خطابات رخيصة واسعة الانتشار لعبت دور المخدر الاجتماعي الذي يلهي عن حل المشكلات الهامة والحادة وعن البحث عن الحقائق الإنسانية الرفيعة فسادة سياسة الابتزاز بخطب مستترة لغرض حماية الوحدة بنظام عسكري بائد بينما العمل على الأرض يسير بمنطق مخالف لقد كان لهذه الخطب أثر بالغ ومدمر إنها خطب سعار المجنون نحو الخراب بلغة منكوبة تأصلت في ذاتهم كنزعة حتى الابتسامات أثناء اللقاءات للأسف الشديد كانت ابتسامات ذئبية، الأمر والصدمة الشديدة جعل الغرض العام لشريك الوحدة الحزب الاشتراكي اليمني في مواصلة تعزيز وتطوير بناء الدولة أمراً غير متاح في استكمال بناء الدولة الموحدة.
لقد عرضنا فيما سبق على السطور صورة عامة ومختصرة ما ألحقته خطب النظام من تجني على شريك الوحدة الحزب الاشتراكي اليمني لقد خلق اصطفافات جعلت الوحدة في حالة ضياع فكري تحطم على أثره مجمل طموحات وآمال الشريك الذي كان يرى أن لا نكن أمه مغرقة بالجدل والمراء والمهاترات, وحتى اللحظة مازال هذا الشريك ثابت الرأي كبيراً بمقاس وطن.. فلتكن العظة والعبرة مما سبق لمن لحق أن نتصور أن التعيينات وتجاوز وتجاهل كوادر الحزب لا يعتبر نوعاً من الذكاء والتكتيك إنما هو عمل غير مجد ولا يخدم وطن كبير؟ الوطن لا زال يحتاج لخبراتهم وانضباطاتهم وسلوكهم وتجاربهم لم تعد الخطابة هي المقياس الأساسي لإدارة شؤون الدولة.
عودة إلى سياق النص نبرز نماذج لخطابات بنوع من التفصيل لتبيان نمط التضليل في احتفالات التمثيل على الفقرات الآتية:


الأولى: خطاب الجهامة
يقف ملقي الخطاب أمام الحشد المصفق بادئ الأمر بمظهر متجهم ملفتاً للجميع أن هناك أمراً جللاً وأهوالاً محدقة بوطنهم فيجعل المحتفلين وكأنهم بساحة حرب ليرعد فرائصهم خوفًا على بلدهم فيصبح الجميع مرتبكين على ما هم عليه من ارتباك دائم طالما كل مقومات حياتهم في كل المجالات مسحوقة إنما العجب أنهم يصفقوا وبحالة تصفيق دائم وبحين يحس ملقي الخطاب في قرارات نفسه أن المحتفلين بحالة تخبط تام طالما هم يصفقوا دائماً.
الثانية: مرحلة الجدية..
ملقي الخطاب يغير صورته من القلق والتجهم إلى الشدة ملفت لهم أنه لا يهاب مؤامرات الأعداء في حين لا يوجد أعداء ولا متربصين بالوطن فيحدث تصور عكسي لدى المحتشدين من العامة أن الشرفاء هم المخربون والفاسدون ليشمل كل معارضيه وبالذات الاشتراكي..
الثالثة: مرحلة القوة والغطرسة.
يظهر ملقي الخطاب في هذه المرحلة المهابة والزئير ويضرب الطاولة بإحدى يديه أثناء الخطاب عدة مرات وبصوت مجلجل إن لديه القوة بتجاوز كل الصعاب فتعج ساحة الحشد اللاوعي تصفيقاً استجابة للشحن وبصورة عفوية لتتعمق لديهم صورة الحقد والكراهية ما يؤدي ذلك إلى إطلاق أحكام جزافية لكل من عارض وخالف زعيمهم بالخيانة والتكفير وما إلى ذلك من أحكام قاتلة.
الرابعة: مرحلة الفخر والتباهي
وفي هذه المرحلة يهون عليهم الأمر ويبدأ بالشكر وما يقدم لهم من هبات في المشاريع لتعلو الصيحات والتصفيق يتخيل لمن يشاهد تلك الاحتفالية وكأن كل مشاكل البلد قد احتلت وبالذات حين يكون معلق الحفل أو مذيع التلفزيون متمكن يضخم الخطاب إلى درجة أن هذا الخطاب مفتاح كل شيء.
يمكن القول بصورة عامة إن خطاب الاحتفالية المتصف بالعنتريات له مترتبات غير ايجابية تهدر المال وتتوج صفة الأنانية وتكسب الغرور وصولا إلى مصاف حب الظهور إلى ما بعدها.
الرجل الاحتفالي لا يتعامل عبر مؤسسات بخلاف رجل الدولة ليس لديه وقت ويفضل التعامل مع مؤسسات وتقارير وأرقام ولا يستهوي المقابلات المتكررة ولا حب الظهور ولا الخطابات الانفعالية الجاذبة للجمهور أن مميزات رجل الدولة على الميداني انه ملم ولا يستعجل بإطلاق الأحكام ويوزع المهام وللأسف الشديد أن جزء هام من اليمن وبالخصوص إلى ما قبل ثورة شباب التغيير كانت مغرمة بالإعجاب بالخطاب الميداني إلى حد الهتاف بالفدى لمن يلقي خطاب وما عدى ذلك للأسف الشديد يسمى بالضعيف والملموس للفئات المدركة أن الشريك الأساسي للوحدة الحزب الاشتراكي كان يحمل مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفي إرساء قيم حضارية وديمقراطية منشودة سعوا لها آنذاك لبناء وطن موحد حينها اصطدمت أهدافهم وضلت نخب هذا الحزب حائرة كيف تتم عملية التنمية وفي أي مجال من المجالات دون أن تواكبها تنمية اجتماعية وابرز هذه التنمية بزوغ الوعي واستيقاضه لدى الموطن الفرد والمجموع ؟ فضل حديث هذه النخب وكوادر الاشتراكي حينها أن مأساة غياب هذا الوعي لابد أن ينتهي فعقدوا الآمال العظام على الشباب لأنهم القادرون على انتشال البلاد من محنتها بما يملكون من قوة في قلوبهم وقدرة على التغيير.
قد كان هناك مدى وعي لدى نخب الاشتراكي وكان هناك إحساس رائع بالتفاؤل بعد صبرا طويل وجهد لا يستهان به فساروا بخط لا هوادة فيه من اجل الحقيقة بلا مراء متسلحين بوعيهم وثباتهم وتجاربهم وبما لديهم من باعث للحرية ومعرفة تامة بغرس بذورها في قلوب الشباب بنمط هادئ ومتراتب وغير مستعجل ولا مدمر، المتأمل يجد أن هذا الحزب مدرسة لا تنحصر على مستوى اليمن بل إلى ما عدى ذلك من خلال إعلامه تجد أن لديهم قدرات متميزة في الكتابة والنقد وعرض الأفكار وتجدهم في الغالب غير مبالغين ولا مادحين بمعنى أن الكل تعلم منهم السياسة وطرح الآراء التي لا تصطدم بالواقع ولا تتعارض أو تتناقض مع الزمن القادم فلقد كان خطاب نخبهم السياسية واتجاه صحيفتهم كالثوري كانت وما زالت هي ثابتة بمعنى أن هناك لديهم روح إستراتيجية فكن عميق الإدراك وبتفاصيل الواقع فكم وكم تجنوا على هذا الحزب... ودع الزمن يحكم... ؟   

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد