;
نايف زين اليافعي
نايف زين اليافعي

العلم يبني بيوتاً لا أساس لها! 3264

2012-10-28 00:28:06


سئل رئيس الوزراء الماليزي السابق "مهاتير محمد" عن الركائز الأساسية التي اتبعها في نقل ماليزيا تلك النقلة الهائلة والكبيرة اقتصادياً وصناعياً وفي شتى المجالات الأخرى... فأجاب "أهتميت بالتعليم بدرجة أساسية" هذا باختصار شديد كان جواب مهاتير محمد الذي استطاع وخلال سنوات قليلة أن يرتقي بهذه الدولة الأسيوية اقتصادياً وتعليمياً وصناعياً وثقافياً بل إن التجربة "المهاتيرية" أصبحت نموذجاً ناجحاً وتحظى باحترام وتقدير وإعجاب من كل دول العالم.. دون استثناء!!
مهاتير محمد وللعلم لم يعد اليوم رئيساً للوزراء فبعد أن أرسى الأسس والركائز الأساسية في ماليزيا وبعد أن أفنى سنوات طويلة خدمة للماليزيين ورفعتهم وتقدمهم.. ترجل مرفوع الرأس ومرتاح الضمير عن منصبه رغم أن الشعب الماليزي برمته ناشده وترجاه وتضرع أليه في أن يستمر في منصبه ويواصل رحلة البناء والنهوض والتنمية.. ولكن رفض وآثر أن يترك المجال لغيره ويخلد للراحة فيا لك من زعيم يا مهاتير محمد.. ويا لك من رمز ستظل خالداً في قلوب وعقول الماليزيين لعقود وربما لقرون نتيجة لإخلاصك وحبك ووفائك لوطنك وشعبك!
عندما يخطر ببالي وخاطري موضوع ماليزيا أتنهد بحرقة وقهر ومرارة على اليمن وحال اليمن وعلى الأوضاع الحالية في اليمن.. اليمن هذا البلد الذي عرف بحضاراته وتاريخ مشرق ووضاء سابق.. اليمن السعيد الذي أنجب فيما مضى رجالاً برعوا في الفلك والطب والأدب وغير ذلك من العلوم الإنسانية والتطبيقية.. ومن اليمن برزت فيما مضى كوكبة من الرجال الذين صدقوا الله ما عاهدوا عليه.. كوكبة كانت علامات مضيئة في التاريخ الإسلامي.. رجال شاركوا في الفتوحات الإسلامية إبان عهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والخلفاء الراشدين وساهموا إسهاماً كبيراً في نشر رسالة الإسلام إلى كل البقاع في الأرض!
صدق الشاعر حين قال: (العلم يبني بيوتاً لا أساس لها * والجهل يهدم بيوت العز والشرف) وبكل تأكيد اليمن ليست ماليزيا والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة وإلحاح هنا هل أُوليَ العلم والتعليم في اليمن خلال سنوات طويلة ماضية الاهتمام والدعم والرعاية؟
الإجابة معروفة وبديهية ولا تخفى على أحد وسيجمع الكل على إجابة لا.. فالموضوع لا يتعلق بكم المدارس والجامعات فقط ولكن الارتقاء بالعلم والتعليم يتطلب منظومة متكاملة من التوجهات يجب العمل بها، إضافة إلى خطط ودراسات صحيحة مبنية على رؤى واستراتيجيات هادفة تسعى وتعمل على وضع الدعائم الأساسية.. فمن غير المعقول بل والكارثي أن يصبح الطالب الخريج من الثانوية العامة في اليمن غير قادر على كتابة عبارة لا حول ولا قوة إلا بالله!
مرور أكثر من 50عاماً على الثورة السبتمبرية وأكثر من 49عاماً من الثورة الأكتوبرية في اليمن يجعلنا نقف بتمعن واهتمام ومسؤولية أمام الأهداف الستة العظيمة لهاتين الثورتين.. أهداف عظيمة لم تغفل العلم والتعليم منها.. وإن كان التعليم والعلم بحاجة اليوم إلى اهتمام حقيقي وعاجل وملموس فهذا الاهتمام إن تم فهو ترجمة وتحقيق لهدف عظيم من أهداف هاتين الثورتين التي دفع أبناء اليمن في سبيلها ثمناً باهضاً من شهداء وجرحى ومفقودين ونضالاً كتب بأحرف من ذهب وبعناوين من نور وبطولة!
في إحدى المسجالات الشعرية التي كتبتها وأرسلتها للأخ/ الأستاذ العزيز والشاعر الكبير "ياسر محمد قاسم شعفل" قبل سنوات حول العلم والتعليم في اليمن، إضافة إلى حجم المعاناة من الأمية وتزايد نسبتها عاماً بعد عام.. كان الرد قوياً ورائعاً ويحمل معانٍ قوية وبديعة، حيث قال الشاعر "ياسر شعفل" في رده وقصيدته التي حملت وزن قصيدة أبو القاسم الشابي:
(أ)
إذا الشعب يوماً أراد النجاة
فلابد أن يستحث الخطى
وإن شاء أن يرتقي للعلا
أخي هل ترى نور ذاك الصباح
ويبعث من نسمات الربيع
ألا أن نور الحياة العلوم
دروس الأساس لمن يبتدي
فشمر أخي ساعد الجد ما
فإن الجهالة داء الشعوب
ويا صاحبي إن صرح العلوم
ستشهد سورة طه التي
وصلوا على خير خلق الألة


(ب)
من الجهل والفقر والأمية
إلى العلم دوماً بصدق النية
فلا بد من همة عالية
يلوح في السهل والأودية
ورودا لمن ينشد الحرية
وكشف المعارف والتقنية
ومن شاء تابع للكلية
أمر الحياة بلا توعية
وشؤم نتيجته مخزية
يناجي فيا صاح قم ناجية
بها قال من علم قل زدنية
محمد وصحبه والذرية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد