;
احمد السقاف
احمد السقاف

خطاب التغيير الإيجابي في السلوك بين المطلوب والمفقود 1674

2012-11-01 07:12:29


الكثير من الدراسات والأبحاث التجريبية تشير إلى أن سلوك الإنسان لا يتغير من خلال التوجيهات والنصائح أو كثرة الوعظ والكلام عن القيم النبيلة والفضائل والآداب الرفيعة.. وبالبرغم من أهمية هذه النصائح والتوجيهات إلا أن أثرها الفعلي في تعديل التفكير وتغيير الاتجاهات والسلوك يظل محدوداً ما لم يرتبط بتطبيقات عملية، سلوكية تستمر لفترات طويلة في حياة الأبناء المراد غرس هذه القيم النبيلة والفضائل والآداب والاتجاهات والسلوك فيهم، وتدعم من البيئة المحيطة لضمان تكرارها وتثبيتها حتى تتحول إلى عادات راسخة في السلوك الإنساني.. ويصدق هذا بالطبع بل ويصبح أكثر الحاحاً في عصرنا هذا..
 عصر السرعة والتعجل والتشوش الذهنى الناتج عن تأثير الثقافات والسلوكيات الواردة الينا من الشرق والغرب، وحالة عدم التوازن وفقدان القدرة على تحديد الأهداف ومواصلة السعي لتحقيقها التي أصبحت أيضاً من العوامل التي تؤكد على أن التغيير الايجابي المنشود لن يأتي أبداً من خلال الخطاب الوعظي أو التوجيهات الصارمة أو العلوم والمحفوظات النظرية المنفصلة عن الواقع، والتي تجعل الناس تعيش في منظومة لا نهائية من الازدواجيات والتناقضات..
 إن السلوك والعادات لا تستقر وتستمر إلا من خلال أساليب وتطبيقات عملية قادرة على تحويل المعاني والمفاهيم الأخلاقية إلى أنماط ثابتة من السلوك تقوم على مفاهيم وأفكار إيجابية يحرص المجتمع على مكافئتها وتدعيمها حتى تتأصل وتستمر ولذلك وجب على الوالدين أن يستشعرا بهذه المفاهيم ويكونا هما القدوة الأولى للأبناء في تطبيق هذه القيم والمبادئ والسلوكيات وممارستها أمام الأبناء.
وعليهم كذلك أن يظهرا لأولادهما كيف يمكن للإنسان أن يراجع تصرفاته بين فترة وأخرى وأن يتراجع عن أخطائه إذا تبين فشلها أو ظهر خطورة الاستمرار في مثل هذه القرارات ولا مانع من توجيه التدريب السلوكي العملي لهم في التراجع عمليا عن الأخطاء بأن يقوم المخطيء من الوالدين بالاعتذار للآخر أمام الأبناء ليقدما درساً للأبناء.
وعليه فأنني أؤكد للآباء أن لا يحاولوا إخفاء خلافاتهم الشخصية أمام الأبناء حتى يفهموا أن كل حياة لابد أن يوجد فيها خلاف وتعدد لوجهات النظر كذلك إن حدث شجار بين الوالدين أن يستغلا هذا الخلاف في تربية الأبناء ليعلموهم عملياً أن لا توجد حياة زوجية بدون مشاكل أو خلافات ويقوم أحد الزوجين بالاعتذار للطرف الآخر أمام الأبناء ليكتسب الأبناء القدرة على التراجع عن أخطائهم وتصحيح مسارات حياتهم ومراجعة مواقفهم وقراراتهم بين فترة وأخرى، وبالتالي فإن تعديل التفكير والتخلص من الأفكار السلبية والانهزامية الهدامة وكذلك تعديل السلوك وتبنى أنماط وعادات صحية وايجابية راسخة ومستمرة وتغيير مواقف وعادات وقرارات خاطئة لن يحدث إلا من خلال التحول من الثقافة الوعظية و علوم الكلام وفلسفة الأخلاق المتبعة في كثير من مناهج التربية إلى التدريب والتطبيق لسلوكيات عملية في حياة الأب والأم أمام الأبناء ليكتسبوا التجربة والتطبيق وأن يحرص الوالدان على التدرب في تعديل السلوك واستخدام أسلوب المكافأة والتدعيم وغيرها لتثبيت السلوكيات المرغوبة والعادات الايجابية..
             

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد