;
نعائم شائف عون الخليدي
نعائم شائف عون الخليدي

السرطان.. سارق الأحلام 1995

2012-11-11 03:09:07


بعد فاجعة القدر بداء خبيث لا يرحم تفاؤلهم لا شيء ينتظرونه سوى الموت سئمت وجوهم الشاخصة بوجه الوقت الذي يمر بقسوة الألم ولاشيء يخلصهم من سئم الانتظار، ما أقسى أن يظل القلب معلقاً على لحظات حتمية، إن تأخرت فإن تأخرها وجعاً آخر إلى جانب المرض.
مرضى السرطان ينامون على فراش الأنين وتناهيد صبرهم تعلو جبين اليائس، ليكون هذا هو المكتوب الذي جُعل سبباً لنهاية إنسان اختاره القدر ليكون أحد ضحايا سارق الأحلام الذي يسكن جسداً كان يوماً يُحركه التفاؤل كم هو خبيث هذا الداء لا يكتفي بزرع الألم في جسد أنهكه التعب، ولكنه يحصد اليائس من لحظات الانكسار والضعف التي يصنعها حين يزور أجساداً كانت يوماً سليمة، المرضى بهذا الداء يموتون في كل لحظة، لا يزورهم الموت الحقيقي إلا بعد أن يذوقوا مرارة الخوف من أي وجع يتصورونه بصورة الألم الذي يرافق أجسادهم، لا يبتسمون سوى عند مفارقتهم الحياة حين يشعرون بأنها آخر فجيعة، جاءت بالخلاص النهائي لأوجاعهم من الطبيعي أن يكون هذا حالهم في بلد كل شيء فيه باهظ الثمن مقابل رعاية صحية شبه غائبة ومتدهورة، كوادر طبية غير مؤهلة مراكز صحية ليس لها من التخصص شيئاً، فالمرضى يتجرعون تلك الوصفات الكيمائية التي تقضي على ما تبقى من ملامحهم التائهة في وطن تضيع في سواد العيش فيه الإنسانية والمشكلة أنه أحياناً يكون التشخيص خطأً، فتشابه الأعراض بداء آخر يجعل الأطباء يشخصونه سرطاناً ويعيشون المريض بحالة نفسية تخلق له أوجاع وأعراض المرض الغائب وكل هذا تحت مبرر العشوائية في المراكز الصحية سواء كانت الحكومية أو الخاصة التي شعارها التجارة الرابحة.
من هنا نُناشد الحكومة بصوت مبحوح فقد أمل الإجابة، لنقول: يكفي أن يسرق هذا الداء أحلامهم ويقتل طموحهم بالغد، فلا تتكافلوا معه أيضاً لتسرقوا ابتسامتهم، أعِطوا لهم الأمل ولو كان زائفاً بأن الحياة تنتظرهم، وفروا لأوجاعهم السكون وأسكتوا صرخاتهم بحضور المسؤولية تجاههم، هم يموتون في كل لحظة، لأنهم يعرفون بأن أي ألم يزور جسدهم يحضر معه الموت إلى تلك الغرفة التي تفتقر إلى مهدئات القهر والمعاناة التي يحملونها كل شيء حولهم يؤهلهم ليكونوا يائسين، فهل سيكون صعباً على الحكومة أن توفر جزءاً مما تنفقه على مسؤوليها في رحلات الترفيه وسفريات السياحة لتبني بها مراكز متخصصة مؤهلة لمعالجة هؤلاء المرضى تحوي جوانب معنوية تجلب التفاؤل بنفس مريض يجد ما يجعله يفكر بانتظار الحياة مُجدداً، بدلاً من أن يتخيل بكل لحظة الموت.
* بقايا حبر:
من رحم التفاؤل المفرط تولد لحظات الانكسار.
Naaemalkhoulidi23@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد