دائماً ما يبقى الحديث عن نادي الصقر التعزي وعن أنموذجيته حديثا ممتعا وجميلا وشيقا لعشاقه ومحبيه عندما يرتبط في الجزئية التي تجعل من هذا النادي هو الأول بين أندية الجمهورية اليمنية الأكثر نضجاً واحترافية على صعيد العمل الإداري والمؤسسي المنظم، الذي يسير وفق أسس ومبادئ معينة مدروسة بعناية فائقة، سعياً لتحقيق الغايات والأهداف، حيث ولم تقف أنموذجيته عند هذا الحد، بل امتدت على صعيد البنية التحتية والمنشآت الرياضية بالنادي، فبنيته التحتية متكاملة وتعد الأكثر تطورا وحداثة لما تحويه من ملاعب ومعدات وصالة رياضية مغلقة تختص بالألعاب الثانوية (الظل) وصولا إلى صالة خاصة بالتأهيل والإعداد البدني " الجمانيزيوم" إضافة إلى عيادة طبية متطورة مجهزة بأحدث الأجهزة والأدوات الطبية الحديثة ، وهذا مالا يتواجد في بقية الأندية اليمنية، ما يجعل النادي الأصفر يحلق عاليا منفردا بالصدارة دون أي منازع ليبقى محط فخر واعتزاز ورفعة لأبنائه الصقراوية ولمحبيه من الحالمة تعز، إن لم يكن دوماً محل فخر واعتزاز لكل الرياضيين اليمنيين.
هذا النادي الـنموذجي الذي دائما ما يفرض نفسه فوق الجميع بالقيم النبيلة والسمات الفريدة والمعايير الأخلاقية التي تحكم ممارساتهم لهذا العمل توحي إلى إن هنالك إدارة ناجحة تشق طريقها بسلاسة متخطيه كل الصعوبات، تعمل بأسلوب متناغم يتناسب مع آنية المرحلة ومتطلباتها، فإدارة نادي الصقر والتي يتربع على رأسها الشخصية الاجتماعية والرياضية المحبة الأستاذ شوقي هائل محافظ المحافظة وبانيها، والشخصية الرائعة الأستاذ رياض الحروي نائب مجلس الإدارة الذي يصفه الكثيرين (بالعقل الصقراوي المدبر)، جسدت مثالا رائعا للإدارات الواعية والطامحة التي تعمل بطريقة ديناميكية ملفتة لما تحمله من فكر راقي وواعي، بدليل ما فعلته هذه الإدارة خلال أعوام قليلة فقط نهضت بكيان النادي بنقلة نوعيةً من نادٍ عادٍ غير معلوم إلى نادٍ محترف من طراز رفيع ليتربع عرش الأندية اليمنية متجاوزا كل الصعوبات والعراقيل.
ولعل الإنجازات والبطولات التي تحصدها فرق النادي بألعابه المختلفة في المدة الأخيرة ما هي إلا دليل واضح على نجاح الإدارة وعملها حيث أستطاع فريق كرة القدم من حجز مكانه خاصة له كاسم لامع وفريق كبير في سماء الكرة اليمنية يتغزل بالألقاب ويتغنى بالبطولات، ومؤخراً أستطاع العودة بشكل مبكر إلى مكانته الطبيعية بين أندية النخبة في بلادنا بعد هبوط اضطراري بقرار اتحادي إلى مصاف الثانية في الموسم الماضي، كما وواصل فريق كرة اليد احتكاره لبطولة دوري أندية الدرجة الأولى بإحرازه اللقب للمرة السادسة على التوالي ليحتفظ بالدرع (للمرة الثانية إلى الأبد)، أيضا تمكن فريق الكرة الطائرة من تحقيق لقب بطولة الدوري العام في الموسم المنصرم ليدون اسمه كفريق قادم إلى ساحة البطولات وبقوة.
مؤخرا.. تابعت وربما غيري كثير فعاليه المؤتمر الصحفي الخاص الذي نظمته إدارة النادي والذي كرس لتقديم الكابتن المصري طارق سليمان ليتولى إدارة الجهاز الفني للفريق الأول لكرة القدم في النادي، وكيف أن الإدارة تعاملت مع هذا الحدث ورسمت معالم الاحترافية عن جدارة في تعاملها مع مسألة توقيع العقود وتقديم المدربين واللاعبين لوسائل الأعلام المرئية والمقروءة في صورة لا نشاهدها إطلاقا إلا في الأندية الخارجية الكبيرة المحترفة التي تعي وتطبق منظومة الاحتراف المتكاملة وتجيد التعامل معها، وليس ببعيد عن هذا قراءة خبر تسويق قميص النادي لأحدى الشركات العالمية في خطوة فريدة من نوعها لم يسبق أن قام بها أي نادٍ يمني من قبل، الخبر والذي إن صح أراه إنجاز جديد يضاف إلى رصيد هذه الإدارة الناجحة وخطوة أخرى موفقة ستقتحم فيها مجال التسويق الرياضي وتفتح بها آفاق جديدة للكرة اليمنية، ما يجعلها أنموذجا فريدا في فضاءات كرتنا اليمنية يستحق الإشادة والتقدير لما قدمته وتقدمة لناديها الذي أصبح قيمة رياضية كبيرة ، ليبقى نادي الصقر أنموذجا مميزا يحتذى به.