;
د/عبدالحكيم مكارم
د/عبدالحكيم مكارم

إشكاليات الحوار الوطني وممكنات النجاح 1986

2012-11-23 01:44:35


لأننا أمام مرحلة جديدة والانتقال من نظام امتلك كل مقومات الدولة واختزلها في شخصه, وصادر الحقوق واستحوذ على الثروة والسلطة والنفوذ واعتبرها حقاً يمكنه التصرف بها كيفما يشاء ومتى يشاء ويهبها لمن يشاء إلى نظام مؤسسي يحترم المواطنة المتساوية, ويؤمن بالحرية والعدالة, لأجل ذلك كان للحوار قيمته الوطنية والدينية, تجمتع فيه كل مكونات المجتمع للخروج برؤية يحترمها الجميع ونتفق عليها لتكون اللبنة الأولى لبناء الدولة المدنية الحديثة.
ومع قرب موعد مؤتمر الحوار الوطني تقف أمامه العديد من الإشكاليات أبرزها انقسام الجيش والأمن ويبرز سقف المصالح الشخصية مرتفعاً على مصلحة الوطن ويظل هاجساً يقلق الكثير من أبناء الوطن, والتساؤل عن مستقبل الحوار الوطني في بيئة غير آمنة وغير مستقرة, وإجراؤه في مثل هذه الظروف نوع من العبث والمجازفة.
أيضاً الشروط المسبقة للدخول في مؤتمر الحوار الوطني, وعدم إدراك المعنيين لحجم الخواطر المحدقة, وسوء تقدير المشاكل الاقتصادية, والسياسية الأمنية التي يعيشها الوطن, أضف إلى ذلك أن البعض ما زال يفكر بعقلية الماضي ويحن إليه, ولم يدرك أننا في العام 2012, نعيش مواطنة متساوية, تكاد تكون قرية واحدة, ومع ذلك لم يدرك هؤلاء وأولئك أن مشاكلنا لازالت في الفقر والجوع وانتشار الأوبئة, وندرة المياه, وسوء التغذية, والبطالة والأمية, والثارات والمناكفات السياسية, وزاد من الطين بله أننا ورثنا ثقافة سياسية من الحقد والكراهية والمكر والتشتت, أضف إلى ذلك أصحاب المشاريع الصغيرة كالجماعات الإرهابية وتمركزها في الجنوب وتمزيقه محاولة فرض سيطرتها وإيجاد بيئة ملائمة تنطلق منها, فيما بعضنا ينصب اهتمامه برد الاعتبار لشخصه نتيجة خصومه مع النظام البائد, لتدفع الضحية ضريبة هذه الخصومة وبالتالي غلبنا مصالحنا الذاتية والفئوية والعنصرية والجهوية والحزبية والقبلية والخصوصية المذهبية على المصلحة الوطنية العامة, ويا ليت إلى هنا وكفى، بل تمادى البعض في فرض هويته الضيقه ومشروعه بقوة السلاح, ورغم الجراحات والالآم نحن أمام فرصة لن تتكرر, نحن اليوم أمام تأييد دولي وإقليمي ومحلي على أن وحدة اليمن خط أحمر لا يمكن التفاوض عليه أو تجزئته وأن المخرج الآمن من فوهة احتراب جديدة هو الحوار الوطني باعتباره مطلباً داخلياً وخارجياً, والضمان لنجاح الحوار الوطني مشاركة جميع مكونات المجتمع وحرصهم على نجاحه.
مطلوب منا جميعاً أن ننحاز إلى الوطن, ونمنحه فرصة احتضاننا جميعاً, إعلام اليوم معني بحشد التأييد لهذا الإجماع ونشر الحقائق التي تبني وتعيد لحمة لجسد الواحد, والوعي بخطورة الكلمة التي تبني ولا تهدم التي تقرب ولا تفرق التي تنطلق من قلب صادق يملؤه روح المسؤولية تجاه البيت الذي نسكنه جميعاً.
نخبنا السياسية والاجتماعية والأمنية يقع على عاتقها عبئ المسؤولية أيضاً آن الأوان أن تدرك طبيعة الدور المنوط بها, وأنها على مفترق الطرق إما أن تكون مع الإجماع الوطني والإقليمي والدولي, وتستشعر انتماءها الوطني ومسؤويتها التاريخية أو تعلن عن عجزها وتتنحى جانبا, وتسجل موقفها بوضوح دون ترك الباب موارباً, كما أن دور الأحزاب والتنظيمات السياسية معنية بدورها في حشد الطاقات وتعبئة أفرادها وتهيئة المجتمع للعبور إلى مرحلة جديدة بدلاً من التربص والمماحكات والمناكفات والاستئثار بالأدوار دوناً عن الآخرين.
نحن اليوم على موعد مع التاريخ لنطوي صفحة من الماضي مليئة بالجراح والآلام والأزمات والاستئثار بالثروة والنفوذ, وفتح صفحة من التوافق ليكن الوطن هويتنا جميعاً.
 
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد