;
أحمد جعفان الصبيحي
أحمد جعفان الصبيحي

مع من هذه الحشود؟ 1625

2012-12-03 03:15:57


هذه اللحظة التاريخية والتحولات الكبرى لا يجب قراءتها في سياق المواقف والمماحكات السياسية السابقة والآنية المرتبطة بصراعات المصالح وخلاف الزعامات وتصفية الحسابات والتسابق لجمع الحشود وتوظيف القدرات والإمكانات في غير مكانها أو فيما ينوب عن مال سياسي ملوث.. هذا اللحظة أكبر بكثير مما يتوقع قصّار النظر وتجار الخلافات والأزمات..إنها لحظة المخاض لوعي إنساني جديد بالحقوق العامة والخاصة وثقافة سياسية شعبية تتحرك فيها الجماهير لتفتش عن ذاتها المفقودة والمهدورة..
نخطئ حين نقارن بسذاجة وسطحية هذا الزخم الحيوي الكبير لنربطه بفكرة: هؤلاء مع فلان وأولئك تحت زعامة علان.
الجماهير تتحرك اليوم بدافع أعمق من تفسيراتنا النمطية والتي يغلب فيها القياس على ما كان لا ما ينبغي أن يكون..إن هذه الجموع الهادرة أضحت من الذكاء بحيث لايمكن خداعها واستغفال إرادتها وإن غلب عليها طابع الحماس أو التعصب - أحياناً - فذاك لأنها تعبر بمحض غريزة التصحيح ووسائل التعبير والحرية المصادرة من قبل أوغاد لم ولن يكونوا يوماً بحجم الأمانة والمسئولية التي يجب أن يكونوا بها!!! ولذا فإن ردة فعل الجموع طبيعية في البحث عن معنى آخر غير المعنى العقيم للدولة والمواطن والانتماء الذي عاشته وتعيشه والأمل بالتغيير أياً كان هذا التغيير..وخلاصة القول للكل.. سلطة ودولة حكومة وشعب: انه من غير المفيد اليوم أن نقوم بالتصنيف لفرز هؤلاء عن وأولئك..ولكن الموقف الصحيح والمناسب مع حجم الحركة الشعبية يحتّم عليها إحقاق الحقوق ومعالجة جذور المشكلات وأسبابها لا بعض فروعها ومظاهرها السطحية..يجب أن تعي الحكومة والرئيس أن الناس يخرجون لأنهم لم يروا بعد ترجمة مشروع التغيير على الواقع والعيش الكريم الذي يحلمون به كبشر والخدمات.. إلخ...مما لا يخفى أو يعلّق على شماعة مؤتمر الحوار المشوش الرؤية والمسار..
إن أمر إعادة الحقوق وحل مشكلات النهب والسلب والإقصاء والتهميش وغيرها من القضايا الملحّة، تتم معالجتها بخطوات إجرائية ولا تحتاج إلى مؤتمر الحوار!! فالحوار له ما يغنيه وما يفيض كأسه -الغير شفافة- من القضايا والكبائر والموبقات والصفقات.. نحيي جموع الجماهير في حركتها الجبارة الحية نحو البحث عن التغيير ونشد على أيدي الشباب والقوى الفاعلة الحية وكل قيادات الرأي العام.. أن يواكبوا رحلة التغيير ويعبروا عنها بصدق، بعيداً عن الأهواء وضيق أفق الانتماء،ونظرة التحيز التبعية المقيتة، وأنانية الغرضية الرخيصة..إننا في لحظة فارقة، تبحث فيها شعوبنا عن معنى وجودها الإنساني وجوهر روحها التائقة إلى الكرامة الآدمية وترجمة ذلك الطموح إلى أنظمة سياسية واجتماعية وإدارية واقتصادية وتربوية تتفيأ ظلاله ـ عدلها وخيرها وإنجازاتها ـ أجيالنا القادمة..الأجيال التي خلقت لزمن غير زماننا..
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد