تُصيبني الحيرة, تظهر أعراضها على أفكاري لتتجه بي نحو السلبية التي لا تريد أن تفعل شيئاً سوى تقبل هذا التناقض الوقح الذي يصدح به الساسة في هذه البلاد العليلة بهم, حين أسمع خطاباتهم الهوجاء تعصف بي موجة غضب يتخللها سكوت لا يسبق عاصفة كلام بل يعبر عن حاله سأضطر للعيش بها في وطن أضاعوا هويته ليصبح منفى غرباء بعيدين عن أحلامهم المؤجلة وإرادتهم المُنكسرة فأي وطنية ستسكننا ونحن مازلنا نسمع المسئولين يرددون نحن نُحب الوطن ،نعمل لتنميه الوطن ،تُهمنا مصلحة الوطن..إذن فلماذا الواقع الموجوع يشكي في هذا الوطن؟! من سيجيب عن تساؤل يتعجب لحضوره طفل لم يبلغ سن التمييز بين صانع الثورة وسارقها وبين طامح ببناء دولة مدنية وهادم أركانها وأيضاً يتعجب لغباء طرحه مجنون رفع عنه متاهات وطن حُذفت حدوده عند نقطة المصالح العليا.. أي غروب هذا الذي نسى شروقه شعاع شعب كفر بشمس السياسة وبضياء الساسة, وطن لم تُشرق عليه سوى عقول مشوهة شاءت المعجزة أن يكونوا حُكاماً بزعامة فِطريه أو بوراثة جمهورية.. لم يعد لي رغبة لمواصلة مقال تلوثه حضور سياسة تجهل تنظيف حاضرها من غُبار مصطلحات مستوردة لم تجد فهماً بين عقول تُحارب مضمونها بسلاح صنعته عظمتها, فهم يقاتلون بالديمقراطية حرية الشعب ويعتقلون بالحزبية وطنيه المعارضة.
*بقايا حبر:
سُطورُ تُصافحُ سكراتَ اليأسِ
بورقة مرمية على حافة الحزنِ
وحبرُ يتلفظُ بآخرِ رمقٍ للحلم
حتى الكتابة يشوهُ جُنونها الضيق.!!