اللقاء المشترك مصطلح سياسي معاصر مهندسه ومؤسسه عملاق الفكر السياسي الأستاذ الشهيد/ جار الله عمر وينضوي تحت هذا التعريف السياسي المعارضة اليمنية للنظام من مختلف المكونات الحزبية والتوجه الفكـري والأيدلوجي.. هذا الكيان السياسي الذي برز على المشهد السياسي كنتاج للنظام الديمقراطي الناشئ في ظل التعددية السياسية بعد الوحدة اليمنية المباركة والذي عرف عنه بالتقلبات والمراوحة تارة في الائتلافات الثنائية والمحاصصة والتقارب مع النظام وأخرى في مقارعته والتوافق على السلطة وأخيراً قيادة العمل السياسي في ثورة التغيير الشبابية السلمية التي أطاحت بنصف رأس النظام.
الأمناء العامون للقاء المشترك حصلوا بكل جدارة على لقب جديد كان في العمق كاستحقاق لدورهم المتباطئ في مسار المشهد الثوري - (شيوخ المشترك) .. أعتقد بل أُجزم بأن الإعلامي الفذ في قناة الجزيرة الأستاذ علي الظفيري قد تعمــد توجيه رسالة واضحة للشباب الثوري بمنحه هذا اللقب البرونزي لضيوفه في برنامجه المرئي في العُمق ,مفادها بأن المعارضة السياسية النصف حاكمة قد شاخت وتجاوز عمرها الافتراضي مفهوم قيادة العمل السياسي وانتهت صلاحيتها الفكرية في توجيه مسار الخط الجبهوي الثوري لعملية التغيير وبناء الدولة المدنية الشابة القادرة على التغيير الأنموذجي من خلال إسقاط النظام وتفكيك منظومته القبلية والعسكرية.
لقد كان الإعلامي الشباب الظفيري متفوقاً على شيوخ المشترك في محاكات المشهد السياسي اليمني وتحليل الواقع برؤية فاحصة, معترفاً ضمنياً للشيوخ بصعوبة المرحلة وإرهاصاتها, غير مسلم بديمومة الواقع والحال وما يرافقه من تحديات وتدخلات على المستوى الداخلي والخارجي.. ولعل الدكتور ياسين سعيد قد قرأ رسالة الظفيري أثناء توجيهه السؤال عن دور الشباب للأستاذ الآنسي والعتواني ولم يوجهه للدكتور ياسين وكانت إجابته مبتسماً.. بمفهومية, مخاطباً الظفيري: أعرف لم يوجه السؤال لي لأنني مازلت شاباً؟!..مؤكداً من خلال هذا الإجابة الغير مباشرة نيته الحقيقية في اعتزال العمل السياسي وترك المجال أمام الشباب في عملية التغيير والتفرغ للمشروع المدني الفكري والذي سوف يعمل على تطوير التوجه المدني.
شيوخ المشترك في برنامج في العُمق لم يأتوا بجديد ولم يتبنوا مشروعاً سياسياً كبديل ثوري عصري لما هو مجسد الآن في التعامل المعاق مع المرحلة وعملية التوافق على السلطة ونقلها بموجب المبادرة الخليجية التي تمنحهم صك غفران بامتلاك نصف السلطة وتمنح نصف النظام حصانة البقاء والشراكة..
فيا شيوخ المشترك ألم يحن الوقت لمغادرة الرهانات على الفتات السياسي ؟ إلى متى ستظلون تراوحون في الاتكاء على الحل المستورد المستهلك سياسيا؟ ألم تدركوا بعد حجم التحديات التي تواجه الوطن والتي هي بحاجة إلى فكر فتي ودماء جديدة تحاور الواقع على طاولة التغيير الجذري؟ ألا يكفيكم تمحوراً في الوهم وتمترساً في الوهن ؟ هل يحق لنا أن نقول لكم الآن خصوصاً بعد قراءة رؤيتكم المستقبلية للوضع ومنحكم اللقب: شبت عن الطوق أرضي يا مراوغها؟..
فلتعلموا أن الوضع لم يُعد يُحتمل, فالمواطن اليمني في الداخل والخارج مثخن بجراحات المرحلة بكل تفاصيلها والوطن يعاني من عملية تدمير ممنهجة للقيم وخصخصة للمبادئ واستتار للضمير واغتيال للهوية والسيادة.. كفاكم ترنحاً في الوهن ومراهنة على العدم.. وفي العُمق استحقاق اللقب.. أريحونا بها شيوخنا.. أفسحوا المجال للشباب في قيادة العمل الثوري والتنظيمي والسياسي.. من أجل اليمن.