انتفضت تعز منذ عقود وعم خير انتفاضتها اليمن كافة كانت ولا تزال تعز مدرسة يتربى فيها الرجال ويتخرج منها الأبطال ويترعرع فيها الكبير والصغير, فهي أم حاضنة لكل أطياف المجتمعات من عرفها أدرك أنها حليمة حالمة ومن استهان بها عرف ما لم يكن يتوقعه من هذه الحليمة الحالمة..
تعز وما أدراك ما تعز, يُبهرك شموخ صبر وحنكة شرعب وتفنن الحجرية وصلابة جبل حبشي وطاهش الحوبان وأسوود ساحة الحرية بتعز.. تعرضت تعز لكثير من المحاولات عديد للغدر بها ولكن تجدها تبتسم رغم أنين الجراح توصل رسالة بطريقة أو بأخرى للسلام وتغضب وتعفوا ولكنها من انحنت أبداً ولا خضعت...
 في الأمس البعيد تعز تنتفض ضد حُكم الإمامة المتخلف وفي الأمس القريب تعز تنتفض واليوم تعز تنتفض وغداً تعز تنتفض  عن بكرة أبيها شباباً وشيوخاً رجالاً ونساء وكل ما يجمعهم القضية الواحدة التي من شأنها إزالة الداء عن جسد هذه المدينة أياً كان.. تعز هي السّباقةُ دوماً لنبذ المستبد حتى وإن كان من أبنائها.. وإن انتفضت تنتفض لسلوك وأعمال وليس لشخص وأصول وأعراق وعنصر.. هي من رسمت وسمت برؤية بناء الدولة المدنية الحديثة, تأبى إلا أن تستمر في بناءه وشبابها يسّطرون أسمى أنوع النضال والكفاح بدون ملل أو كلل برغم الظر وف القاسية التي تمر بها لان الإيمان والاقتناع بالعقيدة والمبدأ التي نتربى عليها هي من تصلك إلى مُبتغاك مهما كانت العراقيل والمواجهات..
 بالأمس القريب يُعين محافظ المحافظة 13 شيخاً استشارياً (هيئه استشارية) وكأنها الولايات المتحدة الامريكية أو بالأصح الكونجرس الأمريكي, أيُ مجلس استشاري  تعطى له الصلاحيات في حال قضايا من هم دونه من الناس أو بمعنى أصح (الرعّية)..
 هذا لا يكون أبداً في الدولة المدنّية الحديثه, بل هو داء في جسد الدولة المدنية الحديثة, إذا كان ولا بد أن يكون لذاته هيئة استشارية فلا يستخدمها بطــريقة قرار سياسي هو من ملك الشعب  ولا يعطيها أي صلاحيات تجعل  في قراره العودة إلى ما خلف حكم صالح .... بل إن حل القضايا هو من اختصاص السلطة القضائية وليس من اختصاص مجلس الشيوخ تعز, بالأمس حينما انتفضت حلُمت وحلم شبابها برسم الدولة المدنية الحديثة وملامستها على أرض الواقع, فحين تحلم تعز لا تبحث عن كتاب تفسير الأحلام كما يشخصنها البعض, بل إنها ترسم حلمها على ارض الواقع ..
 نبذ تعز للممارسات المستمرة دون أي جدوى  التي  تأتي عكس مهب الريح "في تحقيق أهداف الثورة " جعلت تعز تُشعل شرارة الانتفاضة مجدداً ضد كل الأعمال والقرارات والساحات التي جمعت الأحرار لنبذ الإقصاء والتهميش هي كفيلة بأن ترسم حقيقة ما تراه وكفيلة بأن توقف بوجه كل من يعيق أي مشروع تعمدت أهدافه بدماء أبنائها وأظن الجميع يُدرك أن جمرة صغيرة ممكن تشعل ناراً فلا يُستهان بها حتى وإن كانت حلمية حالمة, فالحذر من الحليم إذا غضب.