يظل واقعنا الرياضي الكروي المليء بالمآسي والأحزان مسرحا مفتوحا لمن هب ودب وتنافس لا مثيل له بدرجة تصل إلى ما فوق المئوية بغياب الخبرة والكفاءات التي لا حول لها ولا قوة سوى التضرع إلى المولى عز وجل بظهور معجزة كروية من أبناء اللعبة لإنقاذ كرتنا الهالكة المستمرة نحو الهاوية، خصوصا بعد الدروس الشيقة والحكايات والروايات التي لا مثيل لها في تكريم المنتخبات الأخرى حتى وإن كان الكرم الحاتمي غائب في مدينة سام يكون حاضرا بقوة في الاستحقاقات الخارجية، ولهذا نودع أعوام وتأتي سنوات الضياع محملة معها الكرم والضيافة فأينما لعبنا وخضنا وعسكرنا وتنزهنا مع منتخبات وفرق حواري يكون الكرم
موجود بكامل قوته وتقاليده المعروف عنها باستقبال المرمى بالأهداف الغزيرة، ونحن مازلنا في إطار التطور والتحسن والتعلم والاحتكاك و(الحكحكة) وغيرها من الجمل غير المفيدة والشعوب الأخرى قفزت وغيرت وطورت ونجحت وأفكارنا اليابسة المتحجرة لا تحرك ساكنا.
لذلك انهينا مشوارنا الخليجي الحزين في أرض المنامة بثلاث هزائم متتالية، ولم نقصر مع أية خصم ووزعنا الأهداف بالتساوي وبقناعة ورضا تام دون تميز وتحيز العنصرية بين أحد حتى والصديق الوفي توم يلح ويبهرر ويقزز أمام وسائل الإعلام بأنه الحصان ذو اللون الأسود، وسيحقق مفاجئة تاريخية، وسيعلنها عطلة رسمية مع العلم أننا قد انهينها كافة الاحتفالات الرسمية، وسيكون ويكون ما جعل الجماهير الرياضية في حيرة، وتعجب وضحك من تلك التصريحات التي سبقها من قبلة سعدان وصالح محسن والصربي ستريشكو، وأنها لن تختلف عن سابقاته،ا بل إن الهزائم المتكررة والمبررات والأحمر الكبير أحرج المنتخبات الأخرى هي ما ينتظرنا، للأسف الشديد نملك اتحاد لايفقه في إدارة كرة القدم أي شيء.
شاركنا في ست دورات خليجية، ودائما ما كانت الهزائم الثقيلة والمهزلة هي ما تنتظرنا ومنتخبنا عبارة عن منافس لصعود المنتخبات التي تكون حضها مع مجموعتنا، وفي أخر المطاف نسمع الموالات والنغمات القديمة نفسها، إن الاتحاد لم يستلم الـ(161) مليون ريال قبل السفر إلى خليجي 21 بأسبوعين مآثر سلبيا على أداء ونتائج الأحمر الكبير في هذا العرس الكروي، وعدنا بستة أهداف نظيفة.. شيء مؤسف أن المبلغ الكبير تأخر ولم يصل إلى خزينة القدم بينما الأموال الطائلة التي تقدر بالملايين والمدة الممدة بالراحة في خليجي 20 التي احتضنتها بلادنا في ثغر اليمن الباسم مدينة عدن وتنوعت بالأجواء النقية والرفاهية والشواطئ الخلابة في أنقرة وبلاد الفراعنة كانت حصيلتها بالرباعية من الأخضر السعودي والثلاثي من الأزرق الكويتي واختتمها العنابي القطري بالثنائي.
(بشفافية) !! *********
بالنظر القريب وعدم التحيز لأحد البرنامج الذي قدمه الزميل العزيز خالد العليان في قناة (اليمن) الفضائية (بشفافية) كان محل أنظار الجميع، واستمتع به الجمهور نظرا للمناقشة الحادة والمداخلات وغيرها لإخفاقات الأحمر الكبير في المنامة.. الأجمل في الأمسية الكروية التي عشناها أن الشيخ أحمد العيسي مازال مصمم أنه الصح في إيصال كرتنا المسكينة إلى كوكب المريخ ومن ينتقد أخطاءة يكون متهم بالسفرية، حتى رواد الزمن الجميل الذين أفنوا حياتهم مع الساحرة المستديرة، وشرفوا ومثلوا اليمن خير تمثيل رغم الإمكانات البسيطة أمثال مرعب الحراس الكابتن عصام دريبان الذي سجل هدفا أمام منتخب قطر مع منتخبنا الأولمبي عام 1993 بالتصفيات الأولمبية، وهداف العرب الخلوق شرف محفوظ بـ(30) هدفا، والكرة الصاروخية بإقدام بن ربيعة في مرمى سو الصين العظيم، وهداف البطولة في التصفيات الآسيوية للناشئين الكابتن القدير عمر البارك تناساهم والتاريخ مسجل بصماتهم في المحافل العربية والآسيوية والدولية، إن زمانهم الكروي كان من أجمل السنوات التي عايشتها الجماهير اليمنية تلك المدة نظرا للأداء المميز على المستطيل الأخضر، وكانوا ندا للمنتخبات الأخرى حتى وإن كانت بعضها هزائم بأهداف قليلة وليس بالعدد الخيالي الذي قيل عنه وصل إلى (13)، ومع ذلك اللعب الجماعي والحماس والمتعة والتشويق كان متواجدا بقوة!!.