;
محمود الحمزي
محمود الحمزي

21فبراير..إشراقة وطن 1549

2013-02-22 16:39:11


لقد شكل يوم الحادي والعشرين من فبراير 2012م يوماً استثنائياً بكل المقاييس، إذ انتصرت فيه إرادة اليمن أرضاً وإنساناً وقال الشعب كلمته عبر صندوق الاقتراع بعد أن أعلنها مدوية تجلل في السماء في الحادي عشر من فبراير 2011م يوم أن انطلقت شرارة الثورة الشبابية، فجاء يوم الثلاثاء الحادي عشر من فبراير كواحدة من أهم أيام الثورة الشبابية إن لم تكن أبرزها، يوم 21 فبراير أشرق الوطن لجيل قادم بأنوار ذات إشعاعات تحمل إرهاصات التعيير العميق، ويوم ولد فيه الوطن من جديد ونجا بأعجوبة من ويلات الشر القادم من مخططات أصحاب المشاريع الشخصية والعبثية، 11فبراير و21 فبراير توأمان لحلم ظل يرواد كل وطني بالتغيير والحرية وعلو اليمن أرضاً وإنساناً، سيخلد التاريخ الحاضر هذين اليومين للأجيال القادمة وبأن شعباً عاد إليه الروح والأمل من هذه اللحظات الخالدة..
 ففي الحادي عشر من فبراير2012م كان أول أيام الانتقال السلمي للسلطة إلى رئيس منتخب بإرادة شعبية فاقت التوقعات آنذاك، وحظيت تلك الانتخابات بإجماع غير مسبوق رغم افتقادها للزخم والتنافس الذي شهده اليمن في 2006م لكن الإجماع المحلي والإقليمي والدولي جاء كرغبة واضحة وخيار آمن لتحقيق أهداف ثورة الشباب بالتغيير والحفاظ على ما تبقى من شبه دولة كانت في طريقها للهاوية ولربما كانت قد ذهبت باعتقاد البعض للخطوات الأولى نحو الهاوية، بالنسبة لي شخصياً وكشاب من شباب الثورة كانت ولازالت عالقة في خيالي ويومها غمرتني فرحة وسعادة كبيرة لا أظن أن رئيس الجمهورية قد عاشها يوماً ما أو استمتع بها شخصياً، خصوصاً وأن نشاط الكثير من شباب الثورة آنذاك كان بدافع ذاتي للانتصار لدماء الشهداء والجرحى..وكنا نلاحظ فتوراً غير مسبوق بل وتثبيط من قيادات مؤتمرية كبيرة ممن ارتبط ولاءهم للرئيس السابق وعائلته في الحشد والتأييد للانتخابات الرئاسية، وكنا حينها ونحن في ساحات الثورة نقول بأن تثبيط تلك القيادات رسالة واضحة بأن انتخابات 21فبراير 2012م ستكون لها أثرها في أحداث التغيير، إزاحة صالح من المشهد الذي يدعي شرعيته زوراً وبهتاناً، فكان شباب الثورة سباقين في ذلك اليوم ووراءهم الشعب الذي خرج بالملايين تواقاً للخروج الآمن من فتنة يراد لها أن تحل باليمن.
ومنذ خروجنا المبكر في الثورة الشبابية بدأنا نرسم خيوط الفجر والأمل في ساحات الثورة وننشد ملامح الدولة المدنية الحديثة المرتكزة على الحرية والعدالة والعيش الكريم واستمرينا لأشهر طوال واختلط الحابل بالنابل وبين كل تلك المشاهد القاتمة كنا نلاحظ أملنا يلوح في الأفق البعيد ويخالجنا شعور ما بأننا نخوض معركة كسر العظم بين حسابات الساسة وخيارات الشباب التي تميل بقوة لرفض حسابات الربح والخسارة وهكذا استمر المشهد مختلطاً رغم ظهور المبادرة الخليجية كحل نسبي يحفظ كيان اليمن أرضاً وإنساناً، لكن مروغات صالح وبطانته ألفناها سنوات فلم نعلق أملاً بنجاحها ولذا امتدت الفترة الثورية والبقاء في الساحات بانتظار مآلات المشهد وبعد صبر ومصابرة وضغط ثوري وشعبي وقعت المبادرة والتي كان أحد معالمها يوم الحادي والعشرين من فبراير 2012م لتكن اليوم التي تنتهي فيه ولاية صالح وإلى غير رجعة ويبدأ اليمن مرحلة تاريخية جديدة يضع فيها اللبنات الأولى نحو دولة المؤسسات والنظام والقانون الذي غيب طوال خمسين عاماً مضت وكانت الفوضى والعبثية والشمولية هي ما أنتجته عقود من الاستبداد باستثناء وحيد لسنوات قليلة في عهد الرئيسين/إبراهيم الحمدي وعبد الرحمن الإرياني ولم يكتب لهما النجاح...
لقد مثل يوم الحادي والعشرين من فبراير يوم انتصار للإرادة الثورية التي كان شعارها السلمية ونبذ العنف فكانت يوم 21فبراير سلمية بامتياز أسقطت صالح وحكم العائلة أبد الآبدين،وانتصرت اليمن مما كان يراد لها أن تقع فيه من الفوضى والدمار والحروب التي قد يحقق فيها صالح وعائلته بعضاً من أهدافهم بطول البقاء أو كسر إرادة الشعب الثائر أو الانتصار على بعض من خصومه ممن كان يسوقهم ليل نهار بأنهم وراء سقوطه المريع أثناء الاحتجاجات الشعبية المنادية بإسقاطه ورحيله آنذاك..
اليوم أول ذكرى للانتقال السلمي للسلطة وأول ذكرى لانتصار إرادتنا الشبابية يتوجب علينا الانتقال نحو ثورة العمل والبناء، ثورة القيم والأفكار، ثورة الحب والتسامح والإخاء ووحدة الصف والكلمة لتحقيق أهداف الثورة الشبابية ووفاءً وانتصاراً لمن وهبوا الوطن دماءهم الزكية والغالية..
الشعب بأكمله يحتفى بهذه المناسبة الكبيرة احتفاء "بوطن..احتفاء" بأمل بدأ يلوح بالأفق..احتفاء" بانتصار القلم والكلمة والهتاف على مشاريع العنف والدماء والفرقة والاختلاف..احتفاؤنا ليس في تعظيم وتمجيد شخص الرئيس، فلقد ولى زمن التطبيل والتمجيد وهذا زمن المهمات الصعبة والتاريخية والأيام بيننا فمن كان يعمل للوطن فهو باق ومن كان يعبد أشخاصاً فهو ومن يعبد زائلون والتاريخ يسجل كل شيء ولا أظن بأن الرئيس هادي ليس أهلاً لما وصل إليه، فلقد تحمل المسؤولية بوقت وظرف عصيب جداً وحتى اللحظة لازال قائداً ورباناً ناجحاً..أمنياتي له بالتوفيق وببطانة صالحة تعينه على الحق لا على الباطل والله المستعان.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد