;
مروان المنصوب
مروان المنصوب

تعز يا مدينة الوجع 1494

2013-04-04 18:09:31


لا نكاد نتخطى مرحلة ونحن نرمق إلى اللي تليها وفي دواخلنا جذوة من أمل تكاد تخمدها رياح الواقع المتخم باليأس حد الامتلاء, نحن لا نفعل اكثر من المرور على كل تلك الاوجاع والترحم على بقايا الأمل المذبوح على قارعة الاسفلت .
لا نبارح انعطافه باتجاه الباحة الفسيحة حتى نفزع وقد وقعنا في كوة ضيقة أكثر قتامة وبؤساً من اللي خلفناها ونحن نحث الخطى على طريق الانعتاق.. نخلف وجعاً ونستقبل أضعافه, نشرئب نحو الخلاص ليردينا البؤس كما لو كنا وحدنا المعنيين باستقباله وايداعه في كل تفاصيل حياتنا اليومية, لا شيء سوى أنَا لا نرى سوى الالاف من الأوجاع والمنغصات, ليس ثمة ما يبعث على التفاؤل في ايٍ من الأصعدة, رغم أنا نتظاهر بالتفاؤل على غصة, ليس أمامنا سوى ان نخلق ذلك التفاؤل من قعر الواقع المفزع, برغم تناقضه مع حركة البندول في هذا المدينة الطافحة بخبث الماضي الغارق في المراوحة والتيه حتى شحمة أذنه. 
الحديث عن مدينة تعز التي بحت حناجر أبناؤها بهتافات التغيير وتخثرت دمائهم على شوارع المدينة, اصبح ضرباً من الابتذال والترف لدى البعض, كون هذا البعض وجد نفسه بفعل ظروف فيضان المال السياسي متماهياً حد التطابق مع من كان يهتف بعلو صوته عليه, ويعتبره من الوضوخ بمكان لتطاله يد الثورة .
مآسي المدينة تتغلغل فيها من الاطراف وحتى الاطراف المقابلة, مروراً بقلب المدينة, حاراتها, شوارعها الرئيسية التي تكتظ بالخيام والمطالب, الشكاوى والمظالم, غير أن كل ذلك يقابل بصلف ولامبالاة قاتلة تصيب حركة المدينة في مقتل, وتشل كل ما يتنفس فيها.
دعونا نستطرد قليلاً في تفكيك بعض تلك الأوجاع التي تنتشر في المدينة ولا تجد مصلاً ناجعاً يسهم في حلحلتها, علَ ذلك يسهم في تخليق بعض النتائج على الاتجاه الموجب, أو على الأقل يخفف من وطأة الحيرة والمراوحة التي تختلج في الصدر.
جامعة تعز؛ المعلم الأول لعاصمة الثقافة اليمنية لا زالت موصدة أمام أكثر من 35 ألف طالب ملوا من كثرة الوعود باستئناف الدارسة, حتى وصل بهم الحال إلى احراق المقررات (الملازم) في وسط شارع جمال تعبيراً عن عدم جدوى تلك الملازم طالما ظلت أبواب قاعات الدراسة والمعامل مغلقة لما يربو عن الشهرين.. أحدهم يعلق ساخراً:" نسيت الطريق إلى الجامعة".
إدارة كهرباء المحافظة؛ لازالت تتمنع عن قرارات التغيير, كأن قرار تعيين المدير الجديد جاء من مجرة أخرى وليس من وزير الكهرباء المخول بهذا التعيين, أي مبرر لمحاصرة ادارة الكهرباء ومنع المدير الجديد من ممارسة عمله؟ واي مصوغ يمكن قبوله لتواجد الاطقم العسكرية أمام بوابة الإدارة؟.
وعلى نفس السياق نجد إدارة التربية في المحافظة, مكتب الصحة, العشرات من علامات الاستفهام تقف حائرة على إيجاد إجابة تقنع موظفي تلك القطاعات الذين ثاروا ضد أرتال الفساد التي جثمت على تلك المرافق, لينعموا ببعض ثمار التغيير أو ليجد الأمل الطريق إلى وجدانهم بان التغيير قادم, والقادم افضل, غير أن إجابة مقنعة لكل هذا العبث, تصبح في خانة المستحيلات.
الأمن في المدينة في اجازة رسمية حتى اشعار على الأرجح ليس بالقريب, تجد أن أقسام الشرطة تحولت من حامية للمواطن إلى أكبر منتهك لأمنه وسلامته؛ حتى أن كاتب هذه الأسطر تحول لدى حراس أمن المواطن الأمناء إلى متهم يتوجب توقيفه لمدة خمسة أيام, لا لسبب سوى أنه تعرض لتقطع مسلح من قبل مجهولين وجاء ليسجل بلاغاً والأمل يحدوه في أن يجد من قاموا بالتقطع له وتهديده بالسلاح طريق العدالة, وأن تنالهم قبضة رجال الأمن, ما حدث أن تلك الأجهزة الأمنية لم تلتفت للجناة بينما انشغلت بسجن وتوقيف الضحية, يعد ما حصل لي في الاسبوع الماضي نموذجاً مصغراً لحال الأمن في المدينة وما خفي كان أدهى وأطم.

الكثير من الاسى يجعل المرء حائراً عن ادارك كنه ومغزى كل هذا العبث, الحيرة تملئ أزقة المدينة بالتوازي مع الوجع, يتبعهما الكثير من علامات الاستفهام.

almansobmarwan@gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-08 00:25:19

"1-5" حقائق عن اليمن!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد