;
محسن فضل
محسن فضل

عراق العرب 1539

2013-04-26 17:50:25


ربما أصبح العرب جميعهم وليس العراقيون فحسب يدركون جيداً خطورة الوضع الذي وصل إليه العراق اليوم بل ويشعرون أيضا أنهم شركاء في إيصال العراق إلى هذا الواقع الأليم؛ فدولة العراق التي كانت في سنوات قد مضت دولة متقدمة في كافة المجالات حتى أن دول العالم الكبرى وفي المقدمة الولايات المتحدة وبريطانيا وقفن في حيرة تامة أمام هذا التطور المتنامي الذي يشهده العراق رغم الحصار الجائر الذي فرض عليه فكانت نتيجة هذا الحقد الأمريكي البريطاني الخبيث على هذا البلد العربي الشرق أوسطي أن قاموا بغزوه تحت أعذار مفبركة لا أساس لها من الصحة ؛ومع أننا نحن العرب لا نفهم من أساليب الحياة سوى لغة الانتقام وقف البعض داعم لهذا الغزو ومؤيد له ففتحت بعض هذه الدول العربية أراضيها وأجوائها ومياها ممرات لوصول الغزاة المحتلين إلى أرض العراق وكل هذا من أجل الانتقام من صدام ونظامه البعثي .حتى وأن أساء صدام حسين معاملة جيرانه العرب وكان في يوما من الأيام هو العدو الأول لهم إلا أن من الواجب علينا بصفتنا عرب وهذا العراق بلد عربي كان فيه من المقومات العلمية والتكنولوجية والطبية ما لا يوجد في أي بلد عربي آخر وكنا نعلم جيدا أن هذه الحرب ليست إلا انتقاما وتدميرا لمقومات العراق فيفترض علينا أن لا نجعل الانتقام من صدام تدمير العراق بأكمله, سيما وأنه كان لأخطاء صدام في تعامله مع جيرانه العرب تحديدا دول الخليج كانت له أسبابه الخاصة التي هي الأخرى لا تستدعي أن يقدم صدام وجيشه لغزو الكويت والذي كان فيما بعد هو الخاسر الأكبر من هذا الغزو. على كل حال لست الآن بصدد إظهار اللوم والندم على ما فعلناه وما لم نفعله حينها من أجل العراق، لكن هناك سؤال يطرح نفسه وهو ما لذي يمكن أن نقدمه للعراق اليوم كوننا عرب والعراق هو الآخر بلد عربي؟.
 للأسف الشديد إن هناك اليوم من الزعماء العرب من يتعامل مع العراق على أساس (شيعي- سني) دون أن يتعاملون معه على أسس واحد وهو أن العراق كيان عربي يجب أن يحتفظ بهويته العربية وبدوره العروبي تجاه كل القضايا العربية، لكن من يتابع جيدا سيجد أن هناك من الزعماء العرب من استنسخوا طريقة تعاملهم مع لبنان وتعاملوا بها مع العراق وبنفس الطريقة فما هو حاصل من تعامل بعض الزعماء العرب أن لم نقول كلهم مع لبنان فهو تعامل ليس على أساس مساحة لبنان الواحدة أو لغتها وهويتها العربية الواحدة بل أنه تعامل على أساس أن لبنان إما حزب الله أو تيار المستقبل وغير ذلك. وكذلك العراق اليوم، حيث يتعاملون معه على أساس أن العراق هو إما دولة القانون أو القائمة العراقية ومثل هذا التعامل أو النظرة القاصرة, فإنها تعد بالنسبة لنا نحن العرب من أكبر المصائب التي ابتلينا وسنظل نبتلي بها مستقبلاً بل أن تعاملنا مع هاتين الدولتين العربيتين على هذه الطريقة قد أوجد لدولٍ ليست بعربية نفوذاً في عمقيهما كحزب الله وتنظيمات عراقية متعددة حيث وإن إيران تنظر إلى مثل هؤلاء كدويلات مصغرة يتبعنها مباشرةَ ينفذن أجنداتها الخاصة ويأتمرن بأمر ملالي طهران، أن ما يجب علينا نحن العرب القيام به اليوم هو الأخذ بأيدي العراق وإزالة الشوائب عن هويته العربية والدفاع عن سيادته والمحافظة على كيانه الواحد والتعامل مع العراقيين دون استثناء على أساس أنهم ينتمون إلى بلد عربي لا على أساس أن هذا سني وهذا شيعي أو كردي أما إذا ظللنا نتعامل مع العراق على هذا الأساس الذي نتعامل به اليوم معه, فإنني أخشى أن يأتي يوم يكون فيه نصيب العرب من العراق سوى مجموعة أفراد فقط.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد