;
علي السورقي – شيفيلد  المملكة المتحدة
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة

قراءة في خطاب الرئيس هادي 1127

2013-05-04 17:38:13


في قراءة تحليلية داخلية وخارجية لخطاب الرئيس/ عبد ربه منصور هادي, الرئيس التوافقي لليمن, أثناء ترأسه اجتماعاً استثنائياً لمجلس الوزراء في ظل غياب رئيس الحكومة الأستاذ/ محمد سالم باسنــدوة, ذلك الخطاب الوطني الذي صدع به الرئيس متناولاً الوضع بحس وطني لا تجافيه الحقيقة ولا ينكره الحال.. نستنتج بأن الرئيس هادي يتحدث بمــرارة, معترفاً بواقع الحال ومعلناً للجميع عدم التسليم به وديمـومة فعله, محدداً في خطابه بعض القوى الرئيسية التي تعيق مسار التسوية الوطنية, أكانت في الداخل أم في الخارج من خلال وسائلها الإعلامية المختلفة وما تبثه من مواد إخبــارية وبرامجية تجسد ثقافة الكراهية والحقد السياسي والطائفي, مسيئة بذلك للوطن تارة وأخرى للجيران ورعاة المبادرة الخليجية.
وهنا يمكن القول أن خطاب الرئيس جاء معبراً عن الحالة ومشخصاً الوضع كنتاج طبيعي لما تعانيه المرحلة من إرهاصات وتقلبات في المواقف والسياسات لبعض القوى التي غادرت كراسي السلطة بفعل الصراع مع بعضها وبفعل الثورة الشعبية بجناحيها الشبابي والحراكي وأخرى فقدت مكانتها الاجتماعية والسياسية وعادت لتثير المشاكل والصراع مجسدة المقولة" عليا وعلى إصحابي" وعلى الوطن, المهم أن أكون أنا.. نعم, بعض القوى الانتهازية التي جُبلت على السلطة وتربت على الفساد وتحنكت الفوضى لا يمكن لها أن تعيــش خارج هذا المستنقع المسيء للوطن.. ويا ليت الرئيس حذف كــاف التشبيه بقوله مخاطباً الوزراء في حكومة الوفاق:" وكأننا عصابة ", فهي حقاً عصابة وكل الشواهد تؤكد هذا, فالحكومة كمنظومة وليس كأشخاص فعلاً فشلت في تحمل مسؤولياتها الوطنية ومهامها التنفيذية والخدمية الموكلة إليها وباتت تنفذ في الحقيقة التي لا ينكرها إلا جاحد بالوطن أجندة حزبية وقبلية وعسكرية وهذا هو مثلث الشــر الذي يُدمي الوطن ويعمق جراحاته ويحاول إعاقة مساره واغتيال روح مشروعه الحضاري.
نعم أيها الرئيس إنهم يخربون الوطن بأيديهم, "فتبت أياديهم جميعاً", إلا أن الحقيقة ليس اعتقاداً بسوء الوضع, فلسان الحال يقول إن الوضع متدهور والمواطن متضجر والوطن يدار على كف عصابة, هذه حقيقة يجب علينا جميعاً الاعتراف بها كي نستطيع التنبؤ بنتائجها الكارثية على اليمن, ونضع لها الحلول المناسبة والعلاج الشافي كي لا تستشري في جسد الوطن وتوسع ثلمة جراحاته.. وما ذهب إليه الأخ الرئيس من أن هناك وسائل إعلامية تسيئ للجيران, فليعلم أن معظمها ممولة مادياً ومعنوياً من قبل الجيران.. وإن كان هناك من وسائل إعلام يمنية أهلية مقروءة أو إلكترونية تتناول موضوعات تخص الجيران ( الكُبـار والصغار ) فإنما من باب حرية الرأي المعبرة عن جوهر الشفافية وحرية السلطة الرابعة ونفس الوقت حق الرد على تلك الوسائل الإعلامية التي تسيئ لليمن وخاصة من قبل الجارة الشمالية, فوسائلها الإعلامية الرسمية والأهلية والإلكترونية لا تتوانى في الإساءات اليومية لليمن واليمنيين فلكل فعل ردة فعل مساوية وليس على رؤوسهم ريشة الملك والإمارة.. فنحن شعب حضارة عمره آلاف السنين.. فمن يحترم لا شك يُحترم..
لنقل أن المبادرة الخليجية جنبتنا الحرب الأهلية ولكنها بالحقيقة غذت الصراع بما تضمنت من بنود مجحفة بحق الثورة والثوار, فكانت الحصانة نتاجاً طبيعياً لولوج العصابة بنوعيها إلى سدة السلطة وصار الجميع يعمل بتوجيهات الشيخ والسيد, الأفندم والزعيم.. وهنا حقاً تكمن المصيبة, فلا أعتقد بأن العصابة سوف توافيك بتقارير سير الإعمال في كل وزارة, لسبب بسيط هو أنه لا توجد أعمال بقدر ما هناك من تخريب وتدمير للمؤسسات لحساب تلك القوى التي تحاول إعاقة جهودك الوطنية للخروج باليمن إلى بر الأمان.. لستُ متشائماً ولكنها الحقيقة وإن كانت مُرة فهي واقع يجب الوقوف أمامه بحزم, فهم المخربون وهم ذاتهم بطرق مباشرة أو غير مباشرة من يسيئون للوطن ومن يشروا الظلام والفوضى بأرجائه.. تعلمهم جيداً, فلن يعجزوك إن صدقت في محاسبتهم, فقل لهم بصريح العبارة:" إن صدقتم- ولن يصدقوا- صدقنا في مودتكم وإن مكرتم تغظتكم شظايانا".
أتمنى أن لا تكون قراءتي هذه ضمن تصنيف الإساءة للوطن والجيران وبالتالي نؤكد للعصابة بأننا لن نتوقف عن الكتابة وقول الحقيقة ولن ترتعش الأكف حين تخاطب الحقيقة وتحاور الوطن, فنحن في بلاد المهجر نقرأ الحقيقة ونحلل الواقع بعيداً عن العاطفة وقريباً من معاناة اليمن.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد