;
هيثم الجرادي
هيثم الجرادي

شكرا ياسيسي 1205

2013-07-23 05:46:50


مثلت ثورات الربيع العربي وإسقاط الأنظمة الديكتاتورية المستبدة نقطة تحول في تاريخ الإخوان المسلمين، و بداية الانطلاق نحو المنافسة و إثبات الوجود الذي تحقق لهم ذلك مع اقرب فرصة خاضوا تنافسها مع الأحزاب السياسية الأخرى في مصر، و لان إثبات الوجود يتطلب رؤية شاملة لم يستطع مرسي خلال عام تلبية المطالب الاقتصادية للشعب و هو ما دفع بالكثير للاحتجاج و تشكيل حركة تمرد و التنسيق ليوم 30 يونيو لإسقاط الرئيس المعزول محمد مرسي رئيس حزب الحرية و العدالة المنبثق من جماعة الإخوان المسلمين.
وقد أفرزت هذه التظاهرات تدخل وزير الدفاع المصري وعزل الرئيس المنتخب مرسي من منصبه و تنصيب رئيس جديد لمصر، وقد حسب هذا التدخل انقلاباً عسكرياً على الشرعية والديمقراطية و محاولة لاستعادة حكم العسكر و عودة النظام السابق لمبارك الذي سقط بثورة 25 يناير و انتكاسة و هزيمة للإخوان المسلمين.
ولكن من منظوري لن أبالغ اذا قلت إن انقلاب - السيسي - قدم خدمات جليلة لجماعة الإخوان المسلمين كان يتطلب لتحقيقها و إنجازها عشرات السنين في المستقبل .
 (1)
عكس للعالم بأكمله حقيقة و طبيعة جماعة الإخوان المسلمين و عرف برؤيتهم و نهجهم السياسي الذي جهله ذلك العالم طيلة 84 عام و أسقطت كل النظرات السلبية التي كلفت الأنظمة الغربية و المعادية للإخوان المسلمين فترة زمنية طويلة و مبالغ مالية خيالية و العديد من الوسائل الإعلامية لأجل زرع وغرس تلك النظرات السلبية و المغلوطة في نفوس الشعوب الغربية ، و تشويه سمعة جماعة الإخوان المسلمين الذين تحولوا بفعل قرار السيسي من متطرفين، إرهابيين، إقصائيين، عنصريين في نظر تلك الشعوب إلى معتدلين، سلميين، ديمقراطيين، متقبلين للآخر.
 (2)
المؤامرات و الخطط الخبيثة التي أجادت أجندة أجنبية و خليجية بالتعاون مع أجهزة استخبارات إقليمية و العسكر من اجل إسقاط مرسي من الحكم و حل الجماعة و اقتلاع جذورها من الساحات العربية ، بداية بمصر التي كانوا يعتقدون أنها البؤرة و المنبع الحقيقي للإخوان ثم مروراً بدول ثورات الربيع العربي ذهبت أدراج الرياح في لمح البصر بعد إعلان عزل مرسي وبالتالي فشلت كل تلك المؤامرات.
 (3)
السقوط المخزي والفاضح للقوى السياسية ( العلمانية و اليسارية واللبرالية ) المنافسة للإخوان المسلمين و التي نظرت إلى الانقلاب العسكري الطريق الوحيد للخلاص و القضاء على الإخوان وعودتهم إلى كرسي السلطة ، و تجاهلت الطرق الديمقراطية التي استمرت تلك القوى تشدق باسم الديمقراطية فترة حكم ما قبل ثورات الربيع العربي ، و تناست الديمقراطية التي أصبحت أولوية وذات أهمية في العصر الراهن اكثر من لقمة العيش و تعتبر الكفة التي ترجح ميزان القوى.
 (4)
الخمول و السبات الذي دخلت فيها جماعة الإخوان المسلمين في العام الذي وصلت فيه للسلطة والذي كان أولى خطوات الانهيار وتفكك الجماعة بعد أن ركزت كل قواها نحو السياسة و الاستمرارية في الحكم و أهملت الجانب الدعوي و التنظيمي والذي يمثل الركيزة الأساسية لجماعة الإخوان المسلمين في الانتشار والتوسع قوبل بعودة إخوانية قوية للميدان و تنظيم للصف بعد إعلان السيسي عزل مرسي و هيجان شعبي لم يشهد له التاريخ مثيل .
لذلك حق على الإخوان تقديم الشكر للغباء الذي اقترفه السيسي حينما أراد القضاء عليهم فزاد من قوتهم إضعاف مضاعفة، و فرض على العالم الوقوف إلى جوارهم و يؤيدهم دونما أي جهد تنظيمي أو خطة كسب أو خسارة، و أصبحوا الآن الإخوان المسلمين نموذج راقي في النضال السلمي و الثوري و نموذج ارقى في الحكم السياسي جعل من شعوب العالم تمني النفس للحصول على تجربة مماثلة لحكمهم الديمقراطي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد