;
سليمان دبوان الحميري
سليمان دبوان الحميري

رمضان والربيع 1081

2013-07-23 05:49:27


شهر رمضان الكريم الحالي يكون الثالث منذُ انطلاقة الربيع العربي في 2011م من تونس الشقيقة وخلال هذه الفترة شهدت بلدان الربيع العربي الثوري أن جاز لنا التعبير من وجهة نظر شخصية كون الآمال التي تطلعنا إليها لم تتحقق ولو بنسبة 30 -40 % لأن المشهد العام في تلك البلدان لازال يراوح بين العنف والتطرف وعدم الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي وهذا يعود إلى ضبابية المشهد وتوجه القوى السياسية بكافة أطيافها وبالذات الحاكمة إلى احتكار كل شيء وهذا لم يكن من أهداف الربيع العربي قط كون الربيع العربي انتفض ضد الأنظمة السابقة المحتكرة للسلطة والثروة التي كانت تحقق الاستقرار بطريقتها الخاصة للحفاظ على ديمومتها .
سقط زين العابدين في تونس ولحقه محمد حسني مبارك في مصر ثم الليبي معمر القذافي وأيضاً علي صالح في اليمن ثم تحركت الأنظار نحو سوريا وقامت الانتفاضة السورية التي تحولت إلى حرب دامية بين النظام السوري وقوى معارضة تساندها قوى إقليمية ودولية ليست لها علاقة بالثورية بقدر علاقتها الانتقامية كما يبدو من النظام السوري وللأسف لازالت الحرب مستمرة حتى يومنا هذا ولو حاولنا أن نتساءل عن الأسباب الكامنة وراء عدم الاستقرار العام في بلدان الربيع العربي وهل هناك قوى محلية وراء تلك ذلك (الفلول أو بقايا الأنظمة السابقة كالانقلاب العسكري الذي حصل في مصر الكنانة) التي فشلت في حماية نفسها وهي في عز مجدها وقوتها وهيلمانها؟ أم أن هناك قوى إقليمية ودولية هي السبب حيث تتنازع على فرض مصالحها ومخططاتها في تلك البلدان وما أن اختلفت تلك القوى حتى نقلت اختلافاتها على واقع تلك البلدان دون مراعاة للضمير الإنساني ومصالح الشعوب وخياراتها في الحرية والاستقلال والعيش الكريم ؟.. وندعوكم إلى متابعة وسائل أعلام تلك القوى وتصريحات سياسييها تجاه الأوضاع الحاصلة في تلك البلدان.
يعني ثلاث سنوات وثلاثة رمضانات والحال يتجه من سيء إلى أسوأ ... حروب ودماء وقتلى وجرحى وجلهم من الشباب والمواطنين البسطاء الحالمين بحياة كريمة وحرية وعدالة ومعيشة كريمة بينما رموز الأنظمة السابقة ظلت محرضة ومتفرجة دون أن تحاسب أو تحاكم على فسادها ونهبها وقتلها لشعوبها.....
فلهذا السبب الوحيد الذي أعادهم ان يتلاعبوا بحرية الشعوب ويتامروا عليها وعلى خيراتها ومقدراتها.. ويقومون بالانقلابات العسكرية بدعم عربي خليجي على الشرعية.. ولتنفيذ أجندة صهيو أمريكية..
وايضا كثير من الشباب اصبحوا يتطلعون إلى ثورات جديدة تقتلع كل ما يتعلق بالماضي ولكن من دون دماء ولا حروب ولا إرهاب ولا أقصاء وكنا نتمنى أن تتأسس على تلك الثورات قاعدة البناء الحقيقي لدولة النظام والقانون بحيث يجد الشباب فرصتهم في قيادة أوطانهم عوضاً عن تلك الرموز التي شاخت جسدياً وفكرياً وابتعدت بممارساتها عن الحاضر والغد بل ظلت تسترجع الماضي وتعمل على أساسه وبما يحفظ لها مكانتها في الحياة العامة.. وزرع الطبقات بين أبناء المجتمع الواحد باسم الطائفية والقبلية والأسرية...
لقد أصبح الدم العربي بالنسبة للعربي أرخص من حبة سيجارة أو قلم والقلم مكروه عند العرب وفي كل يوم بل وفي أشهر الحرام وشهر رمضان لا حرمة للدم العربي وما أسهل قتل العربي سواء من أخيه العربي أو من غير العربي وكأنه كُتب على العرب أن يظلوا في حالة عداء مستمرة وقتل وفقر وتخلف وبطالة ثم نستمر في الادعاء عن النخوة العربية الإسلامية.. والحكمة والأخوة والواقع كما يقول أننا مجرد شعوب متناحرة وطوائف متناحرة في كل بلد عربي مسلم..
وكما نعرف أن الشياطين الحقيقية تتصفد في شهر رمضان ولم نكن نعرف أن شياطين الأنس هي التي تعبث بشهر رمضان وتتجاوز في أعمالها أعمال الشياطين الحقيقيين الذين يقدرون حرمة ورمزية هذا الشهر حيث يتوقفون عن ممارسة أعمالهم على عكس شياطين الأنس الذين لا يحرمون أي شيء في كل الأزمنة والأمكنة ..
وفي اليمن أيضاً ومع تباشير هذا الشهر الكريم، تبدو الحاجة ماسة وضرورية لتصفية الأجواء بين الفرقاء السياسيين والدفع بعملية الحوار الوطني القائم قُدماً إلى آفاق رحبة تستوعب تطلعات المواطن اليمني في إقامة الدولة المنشودة على أسس ومبادئ الشراكة والعدل والحرية والمساواة والحكم الرشيد وتعزيز روح الإخاء والتعاون والإحساس بمعاناة المجتمع وتقديم كل الدعم للتخفيف من وطأة مشكلات التخلف.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد