أحداث مؤسفة تلك التي تحدث في العديد من شعوبنا العربية من صراعات واحتجاجات واقتتال وسفك دماء.. في مصر وسوريا وليبيا وتونس وغيرها من الدول العربية, اصبح الشرق الأوسط منطقة مشتعلة فالأوضاع غير مستقرة وانعدام الأمن والاستقرار, ولم نعد نلاحظ إلى لغة التحريض والحقد والكراهية والاتهامات المتبادلة بين الأطراف في الدولة الواحدة وبين أبناء الشعب الواحد لان معظم الدول العربية منشغلة بما يحدث فيها من أوضاع غير مستقرة.. وأن وجدنا من يتدخل فقد ينحاز لطرف ضد الطرف الآخر وهو ما لا يضع حداً للمشكلة أو حلاً لها بل يزيد من تفاقهما, لم نجد من يتدخل ليتوقف نزيف الدم الذي يتم سفكه ويحاول تقريب الأطراف المتنازعة ويسعى لأنهاء الصراع والخلاف, فالانحياز لطرف ليس حلاً, فسيصبح بانحيازه لطرف غير مقبول التدخل عند الطرف الآخر, بالنسبة للدول القريبة أو الدول الكبرى والتي دائماً ما تتدخل في شؤون الآخرين حرصاً على مصالحها, هي اليوم في وضع المتفرج وكالمستمتع بما يجري في شعوبنا, فمن مصلحتها أن يظل الوضع في شعوبنا على ما هو عليه الآن, وإذا تدخلت اليوم فأنها تعرف متى تتدخل ومع أي طرف تكون؟! فإين إذاً نبحث عن عقلاء كي نخرج شعوبنا من هذه المحنة, لم يعد في العرب عقلاء كي نطلب مساعدتهم وتدخلهم, فقد انحاز العقلاء أو من يفترض أنهم عقلاء انحازوا لطرف من أطراف النزاع والصراع, وبهذا الانحياز صار من الصعب أن يقبل الطرف الآخر تدخلاته أو محاولاته إذا حاول تقريب الأطراف أو سعي للتوفيق بينهما..
الدول الغربية أو الأوروبية لن تتدخل ولن تحرك ساكناً إلا إذا تعرضت مصالحها لأخطار وما عدا ذلك فلا يعنيها الأمر أو استمراره, أما الأطراف المتنازعة يعتبرونه أنه لم يعد هناك مجالاً للحوار مع الطرف الآخر, غاب العقلاء أو ربما ماتوا أو لا ندري أين ذهبوا المهم لم يعد هناك عقلاء في طرفي الصراع كي يضعوا حداً للصراع والنزاع, ولا أدري هل صار الشيطان مسيطراً على قرارات الجميع ونواياهم أم أن هناك أطراف تدفعهم وتفرض عليهم عدم الاحتكام للعقل والحكمة ومصلحة شعوبهم وأوطانهم!!.
لا شك أن هناك من أطراف النزاع من يستلم ثمناً كي يستمر في مواقفه المتقلبة والرافضة للحوار والاتفاق, حتى الشعوب العربية صارت وكأنها مدمنة وسعيدة بالفوضى وعدم الاستقرار فمجرد أن يشعل أجير أو عميل نار الفتنة سرعان ما يجد آلاف ومئات الآلاف يلتفون حوله ويسيرون وراءه دون تمهل أو تعقل أو حساب للعواقب بل وسنجد من يعرف العواقب ولكنه لا يبالي لأنه أخذ واستلم مقابلاً بخساً كي يساهم في تدمير شعبه ووطنه كان من الممكن أن يكون لملوك الخليج دور في الحل ولكن!.
