;
عمر قاسم اليافعي
عمر قاسم اليافعي

البوصلة باتجاه وزير الدفاع 1029

2013-09-13 17:27:45


 اليمن اليوم على مفترق طرق وعلى مشارف قادم يستحق أن نأتيه بضمير وطني وثقة بالمستقبل وإيمان عميق أن الشراكة في البناء والتنمية أمر لا مناص منه لتبقى اليمن على ما يرام وقادرة على تجاوز المحبط وتمتلك القدرة على خلق مناخات وئام بين مكونات المجتمع بعيداً عن الأهواء والرغبات وما يبحث عنه البعض من مأزقه للواقع تلبية لرغبات نفسية تقتات من الماضي وتجعله ماثلاً في الحاضر ليبقى التغير هو الفشل.. ولعل فخامة الرئيس (عبد ربه منصور هادي) قد أدرك أهمية تجاوز حساسيات الماضي وأي روائح غير طيبة تنبعث منه ودعا بقوة الى التصالح مع الذات ومع الآخر بحكم أن الوطن لا يتسع إلا لما هو خلاق وإنساني يعترف بالمواطنة المتساوية ويحققها على أرض الواقع. هكذا عبر عن أهمية الوئام والحب والتعايش في أكثر من مناسبة, موضحا أن اليمن لم تعد تحتمل الخصومات السياسية أو ما يعمد إلى التمترس والإقصاء.
ولعل هذا الوعي المعبر عن ضمير وطن هو ما نحتاجه حقيقة كممارسة عملية تتعزز فيها الثقة بالآخر مهما كانت الخصومة معه, على هذا الأساس نقول: ينبغي لوزير الدفاع أن يكون في مستوى الدعوة المخلصة لفخامة الرئيس عبد ربه منصور في تجاوز الماضي بكل مساوئه وحساسياته. وأن يدرك أن لحظة تفكير في اتجاه مغاير للتصالح والتسامح سيكون مؤداها في الاتجاه السلبي وستزيد الطين بلة وتحدث شروخات مجتمعية وتفتيت لحمة الوطنية و هنا لابد أن يفقه جيدا وزير الدفاع أهمية الرؤية الى البعيد بتجاوز عتبات؛ هذا كان معي وذلك كان ضدي، ومن ثم فرز من جديد لمسميات كانت تشكل عقبات كبيرة في تحقيق مناخات وحرية وسلام وحب. وإذا لا مبرر في كل الأحوال لفرز وهمي تحت عنوان كان من (الطغمة) بما يعني استحضار ماضي مقيت مؤلم وجعله في قلب الحاضر بعدمية تؤدي الى مهالك حقيقية لوطن نريده من تعايش خلاق وروح انتماء ..بدون ذلك سنبقى كمن يحرث في بحر تماما وسوف تزداد صفحات سوداء إلى ما كان وهو ما يتنافى مع جوهر الحوار الوطني وما يدعو اليه الاخ رئيس الجمهورية .نؤكد على هذا ونحن نرقب أن شيئا ما يجري العمل به من خلال اقصاء من لهم الأحقية من المسرحين ضباطا أو جنود في العودة الى الخدمة وفق ما أقرته مخرجات الحوار الوطني وجوهر العملية التصالحية .هكذا تظهر بوادر عملية انتقام اضافية لما يسمونهم (الطغمة) وكأن التسامح على بعض دون آخر والمزاجية هي التي تسود .وما يجب أن نفهمه أن لامجال مطلقا لرغبات ذاتية فالوطن ليس فرد أو فئة كما ليس تفرد وانفراد، والقرار أي قرار لابد أن يستلهم معنى التوافق والتعايش والتسامح ،وان ينبني على روح خيرة لا تعير الماضي معنى ولا تقتات منه ما يحقق شيء من انتقام للذات على ما سلف .وإذا على وزير الدفاع أن يستوعب الأهمية من تجاوز الطغمة وأن ينظر بتساوي الى المسألة في عودة المسرحين ولا داعي مطلقا أن يقف على فرز وهمي فيستبعد من يريد من كشوفات عودة المسرحين ويبقي على من يريد، في حين أن الاخ الرئيس (عبد ربه منصور هادي) رئيس الجمهورية تلافي من كان يراد لهم ان يبقوا مسرحين على الدوام وتنبه الى أهمية العمل بإخلاص في هذا المضمار، ولولاه لرأينا من الإقصاءات والتعامل بدونية الكثير وكأن ما يقوله الحوار الوطني ويؤكد علية ويدعو الى تمثله مجرد كلام أجوف .وهو ما قد يؤدي الى إفشال عملية الحوار الوطني برمتها من خلال ما قد تحدده من موقف صارم مكونات العمل السياسي التي لا يمكنها التراجع ابدا عما تدعو اليه وتريده مترجما على صعيد الواقع ،وتنظر الى أي من المعرقلات بأنه استجابة لما تريده قوى لا منتمية تستهدف الوطني بخلق تناقضات لم تعد مقبولة .والأمر الذي نحرص عليه هو أن عودة المسرحين من الجنود والضباط الى الخدمة العسكرية والأمنية بات يقينا لا مساومة فيه ، ولا يمكن ان يكون خيارا يعبر عن نوازع ذاتية قدر ما هو كما حرص الاخ رئيس الجمهورية ضرورة قصوى لغاية نبيلة وانتقال بالوطن الى بر الأمان ..ولعل اتخاذه الموقف الحريص في هذا الجانب واصدار القرارات الجمهورية لعودة من تم اقصائهم إلى الخدمة شكل لدى كل القوى الوطنية نقلة نوعية مهمة لتجذير عملية البناء والتحول الى الأفضل وتحقيق المستوى المنشود في عملية السلم الاجتماعي .وهذا ما لابد أن يدركه وزير الدفاع وهو في الصدارة من تحمل المسؤولية في ظرف بالغ الحساسية ولا يقبل التعامل وفق نزوع ذاتي لما قد يلحق كل ذلك من تداعيات ليست عادية في مسار العمل الوطني.
وفي كل الأحوال الوطن من اقصاه الى اقصاه ليس ضيعة يمتلكها فرد ولا متاع لشخص يتحكم في مقدراته ، كما أن المسؤولية والمنصب هما قبل كل شيء تجسيد للضمير الديني والوطني والأخلاقي .وهنا فقط تتجلى الحكمة والقدرة على تجاوز احتقانات الماضي وتناسي الآلام والبدء من جديد بمعايير واحدة لا تفرق بين طغمة واخرى ،وأظن أن هذا ما يجب ان نحدده بدقة ونشير الى اهميته ونضع البوصلة باتجاه وزير الدفاع على أمل أن نرى وطنا يتسع للجميع والتنوع في إطار الوحدة هو الذي يجب أن يكون.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد